متفرّقات
21 حزيران 2024, 11:40

"عائلة تلعب عائلة آمنة لنهوض مستدام": ندوة علميّة للبروفسور جان داود

الوكالة الوطنيّة للإعلام
إستضاف المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة، العميد البروفسور جان داود في ندوة علميّة وورشة تدريب تحت عنوان "عائلة تلعب، عائلة آمنة لنهوض مستدام" بهدف التعريف بمنهجه الذي أسّسه في العام 1981 والمعروف باسم "العلاج باللعب والفنّ والإبداعيّة".

 

بداية رحّب عميد المعهد العالي للدكتوراه البروفسور محمّد محسن بالعميد جان داود، وكان حوار عميق في مسؤوليّة حمَلَة الدكتوراه في الحياة الأكّاديميّة والمجتمعيّة، ثمّ انطلقت الندوة-الورشة بحضور كثيف لطلّاب الدكتوراه في علم النفس وبحضور الدكتورة بهاء يحي، رئيسة الفريق البحثيّ لاختصاص علم النفس .

إمتدت الندوة -الورشة على فترة ساعتين ونصف الساعة تعمقّا في مفاهيم منهج البروفسّور داود، وقد طرح الأخير أهمّيّة اللعب في العائلة ودوره في الصفاء النفسيّ والنهوض المستدام للفرد وللعائلة معًا.

يُشار إلى أنّ مفردة لعب في منهجه ترتقي على المتداول، وهي ذات معنىً إيجابيّ، بنّاء، يحمل على التخطّي، واستدامة الصفاء النفسيّ، والنضج الذاتيّ لدى الأطفال، والمراهقين، والراشدين بما أثبتته التجارب المختلفة، أكان في عمل داود وخبرته، أو في اختبارات قام بها باحثون في منهج داود الكلّيّ، أو في تطبيقات العاملين بموجبه.  

وإنّ الألعاب والتمارين التي ابتكرها داود في منهجه الكلّيّ منذ الثمانينيّات والتي يعتمدها في التدريب، مفتوحة لتطال مختلف الفئات العمريّة بناءً للإبداعيّة وتحصينًا للمناعة النفسيّة وتعزيزًا للنهوض المستدام. هي ألعاب وتمارين غنيّة بأشكالها وتنوّعها، واستهدافاتها وطريقة فاعليّتها، وهي جسديّة، وذهنيّة، وعاطفيّة. حتّى الفنون المعتمدة في الوجه الاستصفائيّ (العلاجيّ بمصطلحات العلاج النفسيّ) لمنهج داود تندرج في خانة اللعب. ومنهج داود، في اختيار الفنون التي يستخدم في مجال الصفاء والاستصفاء، كلّيّ المنحى، ويتضمّن فنون الأداء وفنون العرض كالمسرح، والموسيقى، والرقص، والتعبير الحركيّ، والغناء، والإنشاد، والصورة، ويتخطّاها ليحفظ تحت جناحيه الرسم، والتشكيل، والشعر، والقصّة، والكتابة وسواها.

وسلّط داود الضوء على أهمّيّة "الإبداعيّة" معتبرًا إيّاها في منهجه "هدفًا وأداةً في آنٍ معًا للصفاء والاستصفاء (أو العلاج بما هو متعارف عليه) ولبناء التنمية المُستدامة، خصوصًا في إطار العائلة، مستندًا إلى نماذج عن حالات (من أفراد وعائلات) كان المنهج لها مدخلًا إلى صفاء وسلام مع الذات وعودة قويّة إلى نبض الحياة وفرحها ومعناها".

وأكّد البروفسّور أنّ مفهوم "عائلة تلعب" يرتقي إلى مستويات عليا من الترابط الأسريّ والصفاء النفسيّ، بما أنّ اللعب يساعد على بناء (وإعادة بناء) بيئة آمنة ومشجّعة للأطفال والكبار على حدّ سواء، ما يسهم في تحقيق نهضة مستدامة في العائلة والمجتمع".  

كما أضاف أنّ "الألعاب والفنون المستخدمة في هذا المنهج تعمل على تعزيز التواصل والإبداع داخل الأسرة، ما ينعكس إيجابًا على العيش والارتقاء بالفرد والأسرة معًا".

وأشار البروفسور داود إلى "دور حاسم لمنهجه في إحلال السلام في حياة الشركاء في العائلة، وتحدّث عن حالات وخبرات موثّقة بهذا الشأن".

كما اختبر الحاضرون منهج داود عبر بعض التمارين/التجارب، فأضفت مشاركاتهم طابع البرهان والتأكيد، على طروحات المنهج رابطة في ذواتهم جانبيه العمليّ والنظريّ.

إختتمت الندوة بشهادات "الدكتوراليّين" الذين أعربوا عن استكشافهم لمادّة جديدة تساهم في تطوير أبحاثهم ومقارباتهم المهنيّة. وتوقّفوا بشغف وعمق أمام المكتشفات، ورأوا في الندوة نافذة إلى منهج داود ومفهوم "اللعب" ودوره في بناء أسر ومجتمعات صحّيّة تحيا بنموّ مستدام.

وكان تأكيد أنّ هذه الندوة تشكّل علامة فارقة وواعدة في البحث العلميّ مضمونًا ومنهجيّة بما يحمله منهج داود الكلّيّ من فرصة للارتقاء بالمقاربات العلاجيّة والأبحاث في علم النفس، كما الارتقاء على الصعيدين الفرديّ والمهنيّ للنفسانييّن أوّلًا ولمتلقّي العلاج ثانيًا.

ورأت البروفسورة بهاء يحيى أنّ "تفاعل الدكتورالييّن مع الندوة -الورشة التي أعطاها العميد جان داود لمس دواخلهم" وشكرت العميد داود " على هذا النشاط الذي أطلقَنا من عقالنا الرزين وسمح لنا باللعب والضحك على سجيّتنا...شكرا لك عميد".