دينيّة
05 آذار 2017, 08:00

"فأشفق عليه يسوع ومدّ يده ولمسه وقال: قد شئت فابرأ"

بدأت رحلة الصوم مع يسوع بمعجزة الماء الّذي تحوّل إلى خمر، بجوٍ فارح وعرس استثنائيّ، وها هي اليوم تُستكمل بشفاء الأبرص، هذا الإنسان المنبوذ بسبب مرضه الجلديّ المعديّ، الّذي يتآكل جسده شيئًا فشيئًا، ويشوّهه تشويهًا مخيفًا كما تفعل بنا الخطيئة.

 

اقترب الأبرص بكلّ ثقة من يسوع متحدّيًا الشّريعة، يتوسّله ليشفيه، إيمانًا منه أنّ المسيح قادر فقال له "إن شئت فأنت قادر على أن تُبرئني (مر 1: 40). لمس الأبرص قلب يسوع في العمق "فأشفق عليه ومدّ يده ولمسه وقال: قد شئت فابرأ" (مر 1: 41) وانتقلت إليه الصّحة والطّهارة، وامتلأت حياته بالنّعم بمجرد لمسة وكلمة. هكذا أحبّنا يسوع بقلب يغمره العطف والحنان طالبًا منّا أنّ نحبّ على مثاله، طالبًا منّا أن نكون إنسانًا حقًّا.. هذا الإنسان الّذي صنعه الرّبّ بحبٍّ كبير على صورته ومثاله، لكن مع الأسف نخرته الخطيئة وصيّرته ذي برص شديد البشاعة. فكم من مرّة التقينا فقيرًا أو محتاجًا ولمسناه أو حدّثناه؟ يعلّمنا يسوع اليوم من خلال إنجيل الأبرص ألّا نخاف من لمس الفقير لأنّه يقيم فيه. إذ بكلمات مقتضبة وإيمان قوي طلب الأبرص الشفاء من يسوع فكان له ما أراد وانفتح على عمل الرسالة فرحًا هو الّذي كان مهمّشًا ومنبوذًا وراضخًا للشريعة قابلًا بواقعه لكن مع يسوع تجرّأ وانتفض فعادت له الحياة بملئها، والمسيح بدوره تخطى كل الشرائع وتقرّب منه لمسه وشفاه لكي يظهر لنا رحمة الله لأبنائه.

الخطيئة هي برص النّفس، قصّة الأبرص مع يسوع هي قصة كل خاطىء يعود إلى التوبة، قصة كلّ واحد منّا في خطيئته وتوبته هلّا ردّدنا معه بإيمان عميق "إن شئت فأنت قادر على أن تُبرئني" (مر 1: 40).