"فرقع قلبنا".. من زحمة السّير
وقد يكون العرس الذي تحوّل من فرحٍ مُضاء إلى "مأساة" مُظلمة هو حالة الطّرقات يوم أمس، إذ بدل أن تضجّ الشّوارع بلبنانيّين مجبولين ببهجة المفرقعات المترقّبة فوق خليج جونية، "فرقع قلبن" من الزّحمة المروريّة التي تألّقت بجدارة على طول السّاحل الكسروانيّ.
جميلةٌ هي هذه اللّفتة السّياحيّة الذي ينتظر اللّبنانيّون ملاقاتها في كلّ عامّ، هي مبادرة أمل وتجدّد تضيء سماء بلد الحضارة والقداسة بأبهى الأشكال وأصخب الألوان وأحلى المناظر وأكثرها رقيّ، ليقترب لبنان بذلك من أكثر الدّول تقدّمًا وازدهارًا.
إلّا أنّ هذا التّطوّر الذي يشارف بلدنا ملامسته بعيد كلّ البعد عن طرقاته، فبعد ظهر أمس كان مطبوعًا بزحمة خانقة كدّست السّيّارات لساعات طويلة في الشّوارع، زحمة أشعلت غضب اللّبنانيّين ودغدغت نقمتهم.
فلطول الانتظار الذي واجهوه ولشدّة الحرّ الذي تعرّضوا إليه تحت شمس تموز الحارقة، رفض اللّبنانيّون المهرجانات وكرهوا الأفراح.
هل بات التّجدّد والابتهاج إذًا ممنوعين؟ وهل ستبقى الزّحمة جزءًا لا يتجزّأ من حياة اللّبنانيّ ترافق مشاويره وتشاركه صباحه ومساءه؟ سؤالان يبقيان في ملعب المسؤولين علّهم يجدون الأجوبة والحلول الجذريّة في المستقبل القريب...