"فلنتذكّر أنّنا جماعة يسوع المسيح المنتصر على الموت": المطران عبد الساتر
بعد الإنجيل المقدّس في مناسبة عيد القدّيس ساسين، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
"قداسة مار ساسين لم تبدأ بعد استشهاده، هو الذي قدّم حياته حبًّا بيسوع المسيح ابن الله المتجسّد مخلّص العالم الذي انتصر على الموت. قداسته كانت تكمن في الأيّام واللحظات الأخيرة التي عاشها قبل الاستشهاد، والتي فيها بقي مؤمنًا أنّ الكلمة الأخيرة لن تكون للشرّ، مواظبًا على الصلاة من أجل الجماعة التي كان مسؤولًا عنها ومن أجل الكنيسة والعالم".
أضاف المطران: "في وقت الاضطهاد الذي كان يختبره والذي فيه استفحل الشرّ واقترب منه أكثر فأكثر، لم يتوقّف عن الصلاة، ولم يتزعزع إيمانه، ولم ييأس، ولم يتذمّر، ولم يعاتب الله ولم يشكّ بوجوده. بقي صادقًا وراسخًا في إيمانه، وثابتًا في يسوع المسيح. لا الشدّة ولا الاضطهاد ولا السجن ولا حتّى التهديد بالقتل والموت جعلته يتراجع عن حبّه للربّ أو أدخلت الشكّ إلى قلبه.
مار ساسين، الذي كان يعيش كلّ يوم مع الربّ يسوع وكان يختبر قيامته وحضوره في حياته، لم يفكّر في لحظاته الأخيرة سوى باللقاء الذي سيجمعه بالعريس السماويّ".
أكمل المطران عبد الساتر: " ونحن اليوم، الذين نعيش أزمات وضيقات متعدّدة ومتنوّعة ويبدو لنا وكأنّ الشرّ منتصر، علينا أن نتذكّر أنّ الشرّ لا ينتصر إلّا إذا، نحن المسيحيّين والمسيحيّات، فتحنا له المجال في أن يدُسَّ الشكّ بمخلّصنا يسوع المسيح في قلوبنا. والموت ينتصر في هذا العالم عندما نمسي نحن أدوات موت لغيرنا. فلنتوقّف عن الخوف والقلق إزاء الغد. لن نموت من الجوع إذا وقفنا حقًّا إلى جانب بعضنا البعض. فلنتوقّف عن التشكيك بوجود الربّ وحضوره وانتصاره على الموت".
أردف المطران قائلًا: "لنتذكّر أنّنا جماعة يسوع المسيح المنتصر على الموت والحاضر في حياة كلّ واحد وواحدة منّا، ولا يجوز أن نمضي حياتنا معه على قاعدة أنّ عليه دومًا أن يثبت ويبرهن لنا أنّه موجود".
ختم المطران عظته بطلب الصلاة على نيّة بعضنا البعض لنثبت في إيماننا ولا سيّما في أيّام الشدة والمِحَن والصعوبات، وعلى نيّة أن نكون جماعة واحدة مصلّية تحبّ بعضها وتسند بعضها، فلا يشكّك أحد بحضور يسوع المسيح وخلاصه.