ثقافة ومجتمع
09 أيلول 2016, 09:30

"فماذا نفعنا الكبرياء؟ وماذا أفادنا الغنى الذي كنّا نفتخر به؟" (حك 5:8)

ماريلين صليبي
شبّان يهتمّون بأحدث التّقنيّات وأغلى الماركات وأروع السّيّارات..


فتيان يتابعون الموضة بشكل فاضح يقلّل من رجوليّتهم وهيبة مظهرهم الخارجيّ..
شابّات يحلمنَ بفارسٍ غريب عن فروسيّة المسلسلات، يأتي على متن طائرته الخاصّة ليحقّق لهنّ متطلّباتهنّ المادّيّة..
فتيات يتابعنَ أجدد صيحات الموضة، يسارعنَ لشراء منتجات يبالغنَ في متابعتها واعتبارها أولويّة في حياتهنّ، لما في ذلك من شهرة وفخر أمام الآخرين.
أطفال لا يكتفون لا بالدّمى ولا بالألعاب البلاستيكيّة ولا بالمشاوير العائليّة..
بشريّة جمعاء تأسرها موجة الاهتمامات المادّيّة، فما عسى يكتب القلم عن مجتمع أصبح بمجمله ماديًّا بامتياز؟
المال والأعمال والغنى هواجس تطبع حياة المرء بكلّ جوانبها وتحدّد تصرّفاته وغاياته وتطلّعاته وطموحاته.
هي عناوين مادّيّة باتت ترسم شخصيّة المرء وأطباعه وتحدّد مقاييس البرجوازيّة.
هذا التّدنّي إلى المستوى المادّيّ الملموس يدفع النّاس إلى التّخلّي عن القناعة والتّواضع والحكمة، فطلب الأحسن والأغلى والأهمّ والأجمل يزيد الهوس النّفسيّ لامتلاك كلّ ما يخدم الكبرياء والمواكبة الدّقيقة لأحدث الصّرعات.
الإنسان غنيّ بنفسه الكريمة والمنفتحة والوديعة، بمعلوماته القيّمة وثقافته، لا بنوعيّة الأقمشة التي يرتديها ولا المقتنيات التي يحملها.
العالم في طريقه إذًا إلى التّدهور في هاوية الفساد الفكريّ العقائديّ المؤدّي إلى فساد تطبيقيّ، فلننقذ النّفوس من قيود المادّة علّنا نبني مجتمعات غنيّة وصالحة.