لبنان
03 أيلول 2024, 11:00

"لنبحثْ عن الربِّ ونكتشفْ سرَّهُ في حياتنِا في كلِّ زمان وكلّ مكانٍ": الأبّاتي رزق

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل الأبّاتي إدمون رزق، الرئيس العامّ للرهبانيّة المارونيّة المريميّة، بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد مار عبدا، في دير مار عبدا - دير القمر، وقد عاونه الأب وليد موسى، رئيس الدير ولفيف من آباء الرهبانيّة والإخوة الدارسين والإخوة المبتدئين وكهنة الرعايا المجاورة بحضور فعاليّات مدنيّة وسياسيّة وقضائيّة، وجمهور غفير من المؤمنين. هذا وخدمت القدّاس جوقة الإخوة الدارسين بقيادة الأب خليل رحمة المريميّ.

 

بعد قراءة الإنجيل في مناسبة عيد القدّيس عبدا، ألقى الأبّاتي رزق عظة ورد فيها:

"...يعودُ علينا تذكارُ قدّيسِنا مار عبدا، شفيعِ هذا الصرحِ المبارك، محمَّلًا بالرجاء الذي يغيثُنا في هذه الأوقات العصيبة: أوقات تهديدٍ وتوعيد، واسترجالٍ وتعظيم، وكأنّ حياةَ الناسِ تتوقّف على كلماتٍ ومصالحَ وقرارات ِحربٍ وهدنة...

اليومَ، وكلَّ يومٍ هو من صنع الربّ، لنحيا وننموَ ونملأَ الأرض ترنيمًا وتمجيدًا له واحتفالًا بمعطياتِ الحياة!"

أضاف الأب رزق: "نتأمَّلُ في حياةِ القدّيس عبدا ومواقفِهِ الباسلة، نتأمّلُ بمعنى الانتماء إلى المسيحِ في دعوتِنا المسيحيّة: دعوةِ الثباتِ والتمسّكِ بالحقّ والتبشيرِ بالكلمةِ، كما يدعونا القدّيس بولس في رسالة اليوم:

"فاثبتوا إذًا، وشدّوا أوساطكم بالحقّ، والبسوا درع البرّ، وانعلوا أقدامكم باستعداد لإعلان إنجيل السلام، إحملوا ترس الإيمان... ضعوا خوذة الخلاص، وتقلّدوا سيف الروح، الذي هو كلام الله"

وكأنّ هذه المصطلحات "الحزام، والدرع والترس والخوذة والسيف..." تقصِدُنا اليوم، لترشدَنا إلى الانتصار على حرب الأعصاب بسلاح الإيمان!

إذًا، لماذا نتخاذلُ بإيمانِنا، كأنّنا من دون إيمان؟ وكيف نخافُ بعد؟

"إذا كان اللهُ معنا، فمن علينا؟" (رو 8: 31)

لنبحثْ عن الربِّ ونكتشفْ سرَّهُ في كلِّ دقيقةٍ من حياتنِا وكلِّ مكانٍ، وكلِّ لقاءٍ، ولنشهدْ له بأعمالِنا، كما فعل قدّيسُنا مار عبدا الذي استُشهِد من أجلِ إيمانهِ".

أكمل الأبّاتي رزق كلمته قال: "وضع عبدا إيمانَه بالكلمةِ المتجسّدة، ولم يخفْ من أيِّ أحدٍ، ولا أيُّ شيء استطاع أن يمنعَه من السيرِ في نورِ الكلمة إلى القداسة. ككاهن ٍأبٍ وكأسقفٍ رئيس، كان مثالًا صالحًا ومنارةً للذين يبحثون عن جوهرِ الحياة، واضعًا اللهَ ومشيئتَه في أولويّةِ حياتهِ كما كان يوصي من تتلمذوا عنده.

أمّا نحن فقد يكونُ سؤالُ بطرس في إنجيل هذا المساء هو ما يشغلُ بالَنا: "ها نحن قد تركْنا كلَّ شيءٍ وتبعناك، فماذا يكونُ لنا؟" وكأنَّ حياتَنا هي صفقاتٍ بصفقات، فيجيبَنا يسوع أنّنا بتركِنا الأشياءَ من أجلِ اسمه، نرثُ الحياةَ الأَبديَّة!"

إذًا، دعوتنا اليوم، ألّا نقلق إلّا في سعيِنا وراءَ الملكوت، وألّا نرغبَ إلّا في عيشِ وصايا الله وألّا نتعبَ إلّا في زرعِ بذورِ المحبّةِ والإيمانِ والرجاء، لنكسبَ مِثل قدّيسِنا رِضى الربّ والفرح والسلام في القلب.

شفيعُنا مار عبدا هو مثالٌ في عيشِ المسيحيّةِ، وصدى كلماتِهِ يتخطّى الأيّامَ والتاريخ: "ضعوا اللهَ أوّلًا في حياتِكم، فمن أولويّةِ المسيحِ هذه، تأخذُ حياتِنا معناها".