دينيّة
09 أيلول 2016, 14:30

"مجّدوا الله بأجسادكم!" (1 كو: 6/19)

ريتا كرم
"أجسادكم هي أعضاء المسيح" (1 كو: 6/15) و"هيكل الرّوح القدس"(1 كو: 6/15)، هي نعمة يكتسبها المسيحيّون عند العماد، فيصبح الجسد ممتلئًا من الرّوح ويعكس قوّة يسوع وحضوره، ويضحي المعمّد خليقة جديدة مدعوًّا إلى تمجيد الله بجسده وإلى تقديمه "ذبيحة حيّة مقدّسة مرضيّة عند الله".

 

وفي تاريخ كنيستنا، قدّيسون كرّموا الله عبر أجسادهم الّتي تقدّست بالأسرار وأعمال التّوبة والتّقشّف والإماتة والصّوم والصّلاة. ونرى اليوم العالم بدوره يكرّم ذخائرهم المأخوذة بركة من أجسادهم، ليس عبادة لهم بل إكرامًا لمسيرتهم الرّوحيّة على هذه الأرض، مذكّرة جماعة المؤمنين أنّهم مقدَّسون فهم أجمل أيقونة صنعها الله، هم صورة عن الله وجسر يسلكه آخرون كي يصلوا إلى السّماء، فكما يقول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ "بالموت لا تتغرّب أجساد القدّيسين عن النّعمة الّتي كانوا يحيون بها، بل تزداد بها."

وعند وقوفنا أمام ذخيرة أحد القدّيسين الأبرار للصّلاة والتّبرّك، ألا نشعر بعظمته فتختلج نفوسنا مشاعر ممزوجة بين الهيبة والوقار والخوف؟! وما ذلك إلّا دلالة على قيمة الجسد، غير أنّ الإنسان لضعفه يدنّسه أحيانًا فيحوّله مسكنًا للشّرّير تأسره الشّهوات والملذّات متخطّيًا بذلك كلّ احترام مفروض، مشوّهًا هذا الهيكل؛ ولكن "أوَما تعلمون أنّ أجسادكم هي هيكل الرّوح القدس، وهو فيكم قد نلتموه من الله، وأنّكم لستم لأنفسكم؟ فقد اشتريتم وأُدّي الثّمن. فمجّدوا الله إذًا بأجسادكم." (1 كو: 6/19)

ولنعلم أنّنا مدعوّون إلى التّحرّر من أهواء الجسد الفاسدة فتصير حواسنا نقيّة ومنيرة تشعّ بمحبّة الله ومجده... فنتقدّس.