لبنان
07 آب 2024, 08:40

"مدعوّون ليتلألأ فينا بهاء صورة الله من خلال النعمة":البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد التجلّي في باحة كنيسة التجلّي وسط غابة الأرز الدهريّة وعاونه المطران جوزيف النفّاع، النائب البطريركيّ على الجبّة والمونسنيور يوسف فخري والخوري بيار سكّر بحضور لفيف من الكهنة وعدد من الراهبات والرهبان، وحشد من الفعاليّات البشرّاويّة ومئات المؤمنين من مختلف المناطق اللبنانيّة.

 

ألقى البطريرك الراعي، في قدّاس عيد التجلّي عظة بعنوان "تجلّى يسوع أمامهم متلألئة ثيابُه كالثلج" تحدّث فيها عن تجلّي الربّ يسوع وتلألؤه كالشمس كما تحدّث عن تجلّي الطوباويّ إسطفان الدويهي والقدّيسين وتلألؤهم في السماء

وقال: "الربّ يسوع بطبيعتيه الإلهيّة والإنسانيّة تجلّى على الجبل أمام التلاميذ بالبياض الذي لا يستطيع أحد أن يبيّض مثله، وهذا المشهد حضره ثلاثة تلاميذ هم بطرس ويعقوب ويوحنّا وهم التلاميذ الأوائل الذين اختارهم يسوع لكي يروا فيه، من خلال طبيعته البشريّة الضعيفة قوّته الإلهيّة فلا يداخلهم الشكّ عند ضعفه، عند آلامه وموته، ومع هذا أنكر بطرس يسوع، ويعقوب هرب، ولم يبق سوى يوحنّا وحده مع مريم أمّ يسوع عند أقدام الصليب ومن آلام مريم وآلام يوحنّا كانت أمومة مريم للبشريّة كلّها حين قال يسوع: "يا امرأة هذا ابنك ويا يوحنّا هذه أمّك"، وأصبح كلّ واحد منّا والذين يأتون بعدنا جميعهم أبناءً لمريم. هذا هو معنى التجلّي لألوهيّة يسوع التي تظهر من خلال ضعف طبيعته، هو إنسان مثلنا لكنه إلهٌ قويّ وقدير".

أكمل الراعي كلمته: "ماذا يقول لنا يسوع؟ يقول لنا إنّنا، عندما نكون في حالة النعمة من دون خطايا، نحن نتجلّى في نظر الربّ مثل يسوع، والطوباويّين والقدّيسين. هكذا، فالطوباويّ إسطفان الدويهي يشعّ ببراءته وبقداسته لأنّ يسوع يقول في الإنجيل "حينئذ يتلألأ الأبرار كالثلج وكالشمس في ملكوت أبي" ويقول لنا الربّ في الإنجيل إنّنا كلّنا مدعوّون لكي يتلألأ فينا جمال صورة الله وبهاؤها من خلال النعمة التي نحن فيها وهذا هو عمل النعمة في الإنسان التي تظهر بعد الموت وتظهر في القدّيسين عند مماتهم مثل الطوباويّ الدويهي يوم وفاته في 3 أيّار/مايو 1704 حينما تجلّى أبيض كالثلج لأنّه ولد يومها في السماء وهذا هو عيده ومنذ ذلك الحين هو طوباوي ولكنّ الدعوى تقدّمت مؤخّرًا وهذه معاملات تجريها الكنيسة ولكنّه منذ 1704 يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب".

أضاف البطريرك: "لم نر أبدًا تجلّي صورة الله في مريم العذراء الكلّيّة القداسة، لكنّها في السماء بنفسها وجسدها مشعّة كالشمس في ملكوت الآب..."

تابع الراعي: "...هذا هو معنى عيد التجلّي الذي هو عيد الربّ يسوع لكنّه عيد كلّ مسيحيّ عندما نعيش في حالة النعمة فندرك أنّ بهاء صورة الله يتجلّى فينا ويظهر ساعة موتنا عندما نحضر أمام الله...هذا العيد يشدّدنا ويقوّينا لكي نحافظ على حالة النعمة فينا وعلى بهاء صورة الله فينا".  

وختم البطريرك كلمته بالصلاة قال: "يا ربّ، نحن نشكرك اليوم لأنّك بتجلّيك أظهرت لاهوتك الخفيّ وراء ضعف بشريّتك كما أنّك تظهر بهاء صورة الله وراء ضعف حياة كلّ إنسان، نسألك اليوم أن تجدّد فينا النعمة لكي يتجدّد فينا بهاء صورة الله الآب، لك المجد إلى الأبد آمين".