بيئة
20 أيار 2022, 10:40

"نداء للعمل من أجل الأمن الغذائي العالمي"

تيلي لوميار/ نورسات
أطلق المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) السيد شو دونيو نداء عاجلاً من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر شمولاً ومجدية من الناحية الاقتصادية وقادرة على الصمود في وجه الصدمات المتعددة، إضافة إلى الإنتاج على نحو أفضل وبكميات أكبر مع خفض التأثيرات السلبية على البيئة.

وكان السيد شو دونيو يتحدث خلال اجتماع وزاري عُقد في الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان "نداء للعمل من أجل الأمن الغذائي العالمي".

فالتأثيرات المتراكمة للصدمات المتعددة جراء الصراعات وأزمة المناخ وجائحة كوفيد-19 والتباطؤ الاقتصادي وارتفاع أسعار الأغذية قد زادت من تعرض الأشخاص للمخاطر ودفعت بمئات الملايين الآخرين إلى شفير الجوع، على حد قول المدير العام.  

وبحسب التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر في عام 2021، كان نحو 193 مليون شخص يعانون من انعدام حاد في أمنهم الغذائي وبحاجة إلى مساعدة عاجلة في 53 من البلدان والأقاليم. وتشير التوقعات إلى أنّ قرابة 000 329 شخص سيبلغون حالة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية) في كل من الصومال وجنوب السودان واليمن بحلول نهاية سنة 2022.

وارتفعت بدورها أيضًا معدلات سوء التغذية حيث يعاني ملايين الأطفال من التقزّم أو الهزال في حين يعجز 3 مليارات شخص عن اتباع نمط غذائي صحي بحسب تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية لعام 2021 الصادر عن المنظمة.    

وعلاوة على ذلك، تقلصت ميزانيات الحكومات والمستهلكين بقدر أكبر فيما تراجع دخل البلدان للفرد الواحد، ما أدى إلى خسارة تراكمية في الاقتصاد العالمي تخطت 12 ترليون دولار أمريكي على مدى سنتين (2020-2021)، بحسب ما أفاد به المدير العام، معربًا عن قلقه إزاء عدم إحراز تقدم بالنسبة إلى أهداف التنمية المستدامة.

ومع الإشارة إلى أنّ مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية قد بلغ خلال شهر مارس/آذار أعلى مستوى له منذ إنشائه في عام 1990، حذّر السيد شو دونيو من التأثيرات المتعاقبة للحرب في أوكرانيا التي من شأنها أن تفاقم أكثر ارتفاع أسعار الأغذية في العالم، كون روسيا وأوكرانيا جهتين فاعلتين رئيسيتين في أسواق الحبوب العالمية الشديدة التركيز.

وأضاف كذلك أنّ الاتحاد الروسي يعدّ أحد المصدّرين الرئيسيين في العالم للأسمدة، مشيرًا إلى أنّ موسم الزرع المقبل في البلدان المعتمدة على الواردات من الاتحاد الروسي قد يكون على المحكّ.

أربع ركائز لتحويل النظم الزراعية والغذائية

قال المدير العام "ليس أمامنا متسع من الوقت والأوضاع ملحّة" مستعرضًا المسار المفضي إلى تحويل ناجح للنظم الزراعية والغذائية لكي تصبح أكبر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة.

وقال إنه يتعين علينا أولاً توسيع نطاق المساعدات الزراعية الطارئة. وأشار إلى أنه يجري "تخصص نسبة 8 في المائة فقط حاليًا من مجمل التمويل للأمن الغذائي في حالات الطوارئ لمساعدة الإنتاج الزراعي" مشددًا على أنّ الاستثمار في الزراعة وسبل العيش الريفية أمر استراتيجي وأكثر كفاءة من حيث الكلفة بمقدار 7 إلى 10 أضعاف مقارنة بالمساعدة التقليدية.

وتسعى المنظمة إلى تأمين 1.5 مليارات دولار أمريكي لدعم 50 مليون شخص في عام 2022 من خلال تدخلات زراعية طارئة للتصدي للجوع الحاد.

ثانيًا، يعتبر الاستثمار في النظم الزراعية والغذائية وفي البنى التحتية الأساسية أيضًا (الطرقات والري وشبكات الكهرباء والخدمات الرقمية) والبنى التحتية لسلاسل القيمة (مرافق التخزين ومرافق التبريد والبنى التحتية المصرفية والبنى التحتية لشبكات الضمان) أمرًا حيويًا. ومما لا شك فيه أنّ نمو القطاع الزراعي هو المخرج من هذا المأزق لإبعاد شبح الفقر والجوع عن العديد من البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، على حد قول المدير العام.

ثالثاً، ينبغي إسناد الأولوية للعلوم والابتكار من أجل إصلاح النظم الزراعية والغذائية. وقد أبرز المدير العام دور الابتكارات الحديثة في الزراعة على غرار تقنيات التربية الجديدة لزيادة غلال المحاصيل والسمات المنشودة والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، إضافة إلى الزراعة الرقمية التي من شأنها أن تخفض بشكل ملحوظ حالات فشل الأسواق في قطاع الزراعة وأن تحسّن أداء الأسواق الزراعية.

رابعًا، يجدر بنا خفض الفاقد والمهدر من الأغذية، على حد ما أوضحه السيد شو دونيو. فالحجم الراهن من الفاقد والمهدر من الأغذية كافٍ لإطعام نحو 1.26 مليار شخص تقريبًا في السنة.

وأوضح المدير العام "إذا ما قمنا بخفض الفاقد والمهدر من الأغذية بنسبة 50 في المائة، سيكون هناك ما يكفي من فواكه وخضروات في سلسلة الإمدادات الغذائية لتأمين الكميات الموصى بها من الفواكه والخضروات للفرد الواحد في اليوم" مشددًا على أنّ الفاقد والمهدر من الأغذية له أيضًا أثر سلبي بالغ على البيئة.

مساهمات منظمة الأغذية والزراعة في النداء للعمل

خلال السنتين ونصف السنة الماضية، قدمت المنظمة الدعم للأعضاء ووفرت سلعًا عامة عالمية، بالإضافة إلى المساعدة المباشرة في مواجهة تردي أوضاع الأمن الغذائي العالمي بسبب الجائحة والكوارث والصراعات وتغير المناخ.  وقد تم ذلك من خلال مجموعة من الأدوات التحليلية المستندة إلى العلم والعمل المعياري والبيانات والتحليلات وإجراءات الاستجابة السريعة.

وأعاد المدير العام التأكيد على التزام المنظمة بدعم الأعضاء لتلبية هذا النداء للعمل.

معلومات عن الاجتماع

ضمّ الاجتماع الوزاري وزراء الخارجية من نحو 30 بلدًا من مختلف الأقاليم من أجل استعراض الاحتياجات الإنسانية والإنمائية العاجلة وتحديد الخطوات اللازمة لمعالجة مسألة الأمن الغذائي والتغذية والقدرة على الصمود على المستوى العالمي. وكان الاجتماع برئاسة معالي السيد Antony Blinken، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد أقرّ الاجتماع بالدور الحيوي الذي ينبغي أن تؤديه منظومة الأمم المتحدة نفسها - بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وصندوق الأمم المنظمة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية - من أجل تنفيذ الخطوات اللازمة لمنع تفاقم الأزمة.

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة