العالم
10 تموز 2024, 11:30

"وسط الخراب والدمار هناك أمل": الكردينال سورافيل

تيلي لوميار/ نورسات
يؤكد الكردينال الإثيوبيّ سورافيل الحاجة إلى السلام والتعليم والتدريب المهنيّ لمعالجة النزاعات الداخليّة والأزمات الإنسانيّة في إثيوبيا، من دون أن يفقد الأمل، بحسب "فاتيكان نيوز".

 

إهتمّ الكردينال برهانيسوس ديميرو سورافيل، رئيس أساقفة أديس أبابا، دائمًا بمسألة معالجة الأزمات الإنسانيّة التي نشأت في إثيوبيا نتيجة للصراعات السابقة والجارية. وفي مقابلة حديثة مع وكالة فيدس للأنباء، ذكر أنّ "هناك صراعات مختلفة في إثيوبيا، ولكن يجب ألّا نفقد الأمل أبدًا".

وعند مناقشة الصراعات الداخليّة في البلاد، تحدّث الكردينال سورافيل عن المعاناة التي لحقت بالسكّان. وأشار إلى أنّ حرب تيغراي انتهت، بتوقيع معاهدة سلام في بريتوريا، ولكن مع ذلك، فإنّ الاحتياجات الإنسانيّة ماسّة. وبالمثل، فإنّ الاحتياجات الإنسانيّة في أوروميا شديدة، على النازحين وأولئك الذين بقوا وسط الحرب. وتتكشّف حالات مماثلة في منطقة أمهرة، حيث تفاقمت الأزمة بين الحكومة الاتّحاديّة وميليشيا فانو بسبب النزاعات الأخيرة.

وأكّد الكردينال جهود الكنيسة، من خلال كاريتاس الدوليّة، لتقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من الأفراد المتضرّرين.

وقال: "الكنيسة الكاثوليكيّة هي واقع صغير في إثيوبيا، لكنّها تسعى إلى الوصول إلى أكبر عدد من النازحين ..."

وفي معرض حديثه عن "الجروح" النفسيّة والروحيّة التي سبّبتها الحروب، شدّد الكردينال سورافيل على التأثير الواسع والمتنوّع للغاية على السكّان، وبخاصّة على النساء والأطفال والمسنّين وأولئك الذين أجبروا على القتال. وأشار إلى أنّ "كلّ حرب تترك الكثير من الناس متأثّرين ليس فقط في الجسد ولكن أيضًا في النفس والروح".

تهدف الكنيسة إلى تقديم المساعدة في المجالات الاجتماعيّة والنفسيّة والروحيّة، مع التركيز بشكل خاصّ على رعاية الصدمات، لا سيّما لصالح الأطفال الذين لا يستطيع الكثير منهم الذهاب إلى المدرسة وأمّهاتهم، والنساء اللواتي وقعن ضحايا للاغتصاب. وأشار إلى أنّ الكنيسة تقوم في هذا الصدد بتدريب الرهبان والإكليريكيّين وملقّني التعليم المسيحيّ لتقديم الدعم في هذا المجال الحيويّ، من القرى إلى المؤسّسات.

وفي معرض تسليط الضوء على دور الحوار المسكونيّ والحوار بين الأديان، أشار الكردينال سورافيل إلى الدور التأسيسيّ للكنيسة الكاثوليكيّة في المجلس المشترك بين الأديان في إثيوبيا، موضحًا أنّ المجلس يضمّ الطوائف الدينيّة الرئيسة كلّها، ويعمل بشكل تعاوني في المصالحة، وتضميد جراح الحرب، والمساعدة الإنسانيّة.  

كما نقل الكردينال سورافيل رسالة أمل لإثيوبيا. وشدّد على التراث المسيحيّ القديم للبلاد والتاريخ الطويل للتعايش السلميّ بين اليهود والمسيحيّين والمسلمين. وأشار إلى العوامل المسبّبة للانقسام، مثل الفيدراليّة العرقيّة، واقترح أنْ، لا ينبغي على الفدراليّة أن تستند إلى العرق أو اللغة.

من منظور جيوسياسيّ، أهمّيّة إثيوبيا أنّها ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا بعد نيجيريا. وأشار إلى أنّ "سبعين في المئة من السكّان هم من الشباب ويحبّون بلدهم، ولكن بسبب الفقر والصراعات، يضطرّون إلى الهجرة"، ولا بدّ، في هذا السياق، من تدريبهم على مهنٍ داخل البلد، حتّى، لو اضطرّوا إلى الهجرة، لاقوا في البلد المستقبِل الاحترام والرواتب الجيّدة.

"وعلى الرغم من التحدّيات"، تابع الكردينال، "تشهد إثيوبيا نموًّا اقتصاديًّا، وتستفيد الصناعات التحويليّة الجديدة من كهرباء سدّ النهضة الإثيوبيّ الكبير. "نحن بحاجة إلى السلام والتعليم والاستثمارات لتعزيز صناعتنا"، اختتم الكردينال سورافيل.