ثقافة ومجتمع
30 تشرين الثاني 2015, 22:00

... وعاد "الوطن"!

1/12/2015، تاريخ لن ينساه الوطن.. تاريخ أعاد البهجة والأمل الى قلوب الأمهات والآباء.. تاريخ أعاد الفرح والشّموخ الى قلوب اللبنانيين.. تاريخ أعاد هيبة الإستقلال.. فاليوم عاد أبطالنا العسكريون من أسرهم.. اليوم عاد "الوطن"!

بِخَطفك يا "وطن" خُطفت فرحتنا، وها نحن اليوم نرفع الزغاريد إحتفالاً بعودتك!

بِخطفك يا "وطن" خُطف استقلالنا، وها نحن اليوم نحتفل باستقلال جديد.. استقلالٌ دفعنا ثمنه شهيدين نستذكرهما بغصّة وبدمعة.. الشهيد محمّد حاميّة والشهيد علي البزّال..

واذا كان لا بد من هطول قطرات مطر قاسية قبل كل إشراقة، فلا بد أيضاً من طرح الأسئلة حول مسبّبات هذا الشتاء القارس الذي مرّ كالدّهر على أهالي المخطوفين المحرّرين.

على مرّ عام وأربعة أشهر، لم يفوّت الإرهابيون لحظة إلا واستغلّوها للترهيب والتهويل. فتنظيم جبهة النصرة، الذي أكّد أكثر من مرّة أنه لا يفهم سوى لغة الإرهاب، هددّ بإعدام البزال، ولم يكن قد مرّ حينها فترة طويلة على إعدام رفيقه حاميّة، وهنا يطرح السّؤال نفسه: أكان بإمكان الدولة التحرّك من أجل إنقاذه؟ وهل كانت التجاذبات الدّاخليّة، وعدم توحيد الموقف داخل الحكومة، أسباب أدّت الى المماطلة وبالتالي الى سفك الدّماء؟

ومع انتشار الفيديوهات التي أظهرت حينها طرق الإعدام، والتي استشهد على اثرها الشّهيدان مرّات عدّة، ألا يجب مساءلة الإعلام عن دوره في حرق الأعصاب والوقوف، في بعض الأحيان، في وجه إتمام صفقات التحرير؟

لن أطيل اليوم رفع اصابع التهم، فأبطالنا عادوا، وعودتهم كافية لزرع بعض الأمل في نفوسنا..

أشدد على كلمة "بعض" لأنّ سعادتنا لن تكتمل ما دام تنظيم داعش يحتجز تسع جنود آخرين من وطننا، فنحن لن نقبل أن تذهب دماء الشهيدين علي السّيد وعبّاس مدلج هدراً..

اليوم، حُررّ جنودنا عبر تبادل للأسرى، وبرعاية قطريّة، فعسى أن نستفيق غداً على بشرى تحرير الجنود المخطوفين لدى داعش، برعاية لبنانية..

وبانتظار اكتمال الفرحة، هل يمكن الأمل بعودة الوطن؟