ثقافة ومجتمع
09 حزيران 2020, 13:00

159 عامًا وبعد...

ريتا كرم
قلبهم ينبض داخل جسم الوطن، فكرهم يعمل من أجل المصحلة العامّة.

هم من النّاس ولكلّ النّاس، ترعرعوا في ربوع بلاد الأرز، اكتنفوا أحضان ترابه، وكرّسوا حياتهم لخدمته فقدّموها زودًا عن الحرّيّة.

هم رجالات الزّمن الصّعب الّذي ندُرت فيه الرّجولة الحقّة، فأقسموا على الإنسانيّة والرّحمة في مسيرة الأمن وحماية الوطن وأبنائه من أعلى الهرم حتّى أسفله.

وقفوا في وجه المخاطر والصّعوبات في كلّ مراحل الوطن الحسّاسة منذ 159 عامًا، وهم لا يزالون راسخون في المبادئ الّتي أقسموا اليمين عليها، ثابتون في مسيرة حفظ الأمن والنّظام، وحماية الحرّيّات والقانون، وملاحقة المطلوبين من دون تهاون أو تسويات، ومتابعة القضايا الأمنيّة الحسّاسة...

هم قوى الأمن الدّاخليّ الّتي يحلّ اليوم عيد تأسيسها التّاسع والخمسين بعد المئة في ظلّ ظروف صحّيّة واقتصاديّة وسياسيّة صعبة. يحلّ العيد فيما الشّارع يغلي ويثور، وحياة الإنسان يهدّدها الوباء والمرض.

هو يحلّ ولا يزال رجال قوى الأمن الحصن المنيع الحاضر النّاضر والمتأهّب لدرء الخطر المنهمر كالرّصاص فوق رؤوس اللّبنانيّين.

اليوم في عيدهم، نجدّد ثقتنا بهذه المؤسّسة، ونقدّم لعناصرها الإجلال والتّقدير على كلّ تضحياتهم. وننحني بالأخصّ أمام روح كلّ شهيد سقط ليعيش لبنان، وأمام جبروت كلّ عنصر ذرف دمًا إيمانًا بقضيّة وطن، واعتصر قلبه غصّة ورقدت في عينيه دمعة شاعرًا بأخيه الإنسان وابن بلده.

اليوم، في عيد قوى الأمن الدّاخليّ، تهنئة لكلّ الضّبّاط والرّتباء والأفراد، ذكورًا وإناثًا، فلنا بينهم آباء وأمّهات وإخوة وأصدقاء. اليوم، من أجلكم نصلّي سائلين الله أن يمنحكم القوّة والصّبر، ويزيدكم إنسانيّة وصلابة أمام كلّ الضّعوط والأزمات، فتقودوا لبنانكم إلى برّ الأمان والنّموّ والازدهار.