قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 10 تموز

القدّيس يوسف الدمشقي

الكنيسة الأرثوذكسيّة

هويّتُهُ:
هو الأب يوسف بن جرجس موسى بن مهنا الحدّاد المعروف، اختصاراً، باسم الخوري يوسف مهنّا الحدّاد.


ولادتُهُ ونشأتُهُ:
وُلد في دمشق خلال شهر أيار من العام 1793م لعائلة فقيرة تقية. تلقّى بعض التعليم فألمّ باللغة العربية وقليل من اليونانية. انقطع عن التعليم لأنه لم يكن في طاقة أبيه أن يكمل له تعليمه. صار يعمل في نسج الحرير. ولم يطفئ العوز وشغل اليد شوقه إلى العلم والمعرفة. كان لا بدّ له أن يجد حلاً. فكان الحل العمل اليدوي في النهار والدرس ليلاً.
درس يوسف على يد علامة عصره الشيخ محمد العطار الدمشقي فأخذ عنه العربية والمناظرة والمنطق والعلوم العقلية. saint-joseph1

تزوّج يوسف وهو في سن التاسعة عشرة بناءً على إصرار والديه.


يوسف كاهناً:
بعدما شاع ذكر يوسف بين رعيّة دمشق التي، فطنت له. فرغبوا إلى البطريرك سيرافيم (1813-1823) أن يجعله راعياً لهم، وكان هو أيضاً يكنُّ له اعتباراً طيباً، فسامه شماساً فكاهناً، في خلال أسبوع، وهو في الرابعة والعشرين (1817م). كما أعطاه البطريرك مثوديوس (1824-1850م) لقب مدبّر عظيم بعدما وجد فيه الغيرة والتقى والعلم والإقدام.
اهتم يوسف بالوعظ في الكنيسة المريمية سنوات طويلة فذاع صيته حتى اعتبره البعض يوحنّا ذهبي الفم ثاني. وكان إلى الوعظ دؤوباً في مواساة البؤساء وتسلية الحزانى ومعاضدة الفقراء وتقوية المرضى.

المدرسة البطريركية:

تسلَّم الخوري يوسف المدرسة البطريركية سنة 1836م فضمَّ إليها التلاميذ الذين كان يقوم بتعليمهم في بيته. ولم يلبث أن طوَّرها فعمد إلى توسيعها وجعل عليها وكلاء، واهتمّ بالنظارة فيها، كما عيّن للمعلمين رواتب محدَّدة. وما لبث أن اجتذب طلاب العلم من سورية ولبنان.

كان الهم الأول للأب يوسف تثقيف عقول الناشئة من أبناء الرعية الأرثوذكسية وترشيحهم للكهنوت واقتبال درجاته ليخدموا الرعية خدمة نافعة. نفقات التعليم في المدرسة كان يعطيها المؤمنون والبطريركية.


الخوري يوسف والروم الكاثوليك والبروتستانت:

لمَّا واجهت تأزمت مشكلة الروم الكاثوليك المنشقين عن الكنيسة الأرثوذكسية في قلقلة بعض الأرثوذكسيين، فراح الخوري يوسف يعمل على إعادة هؤلاء إلى الأرثوذكسية بكل لطفٍ ومحبَّة مبتعداً عن الحلول السياسية التي تعالج الأمور بالإكراه والضغط حيث رفض الاتصال بالدولة العثمانية لضرب الروم الكاثوليك كما فعل بعض الروم للتضييق عليهم.

كما واجه الخوري يوسف دعاة البروتستانتية، أبرزها في حاصبيا وراشيا، ثمَّ في دمشق بالذات.


الخوري يوسف رجل النهضة الأول:
إن المدرسة التي أنشأها وعلم فيها رجل الله، جاءت ثمارها خيَّرةً على الرعية الأنطاكية. حيث أن أكثر من خمسين شخصاً درسوا على يد الخوري يوسف واقتدوا بغيرته. فكان منهم البطريرك والمطران، والأرشمندريت والمدير وصاحب المطبعة... إلخ. كل هؤلاء كان لهم دوراً بارزاً في انتشال الكنيسة الأنطاكية من الانحطاط الروح. فكان البطريرك ملاتيوس الدوماني الذي أعتلى السدة البطريركية عام (1899) إلى يوم انتقاله عام (1906م) أول بطريرك محلي منذ السنة 1743م وكان من تلاميذ الخوري يوسف.


استشهاده:
بدأت مجزرة العام 1860م، في دمشق، في اليوم التاسع من شهر تموز. يومها لجأ عدد كبير من المؤمنين إلى الكنيسة المريمية، بعدما سدّت دونهم منافذ الهرب.

وكان الخوري يوسف يحتفظ في بيته بالذخيرة المقدّسة، كما كانت عادة كهنة دمشق، آنئذٍ، أخذها في عبّه، واتجه باتجاه المريمية فوق سطوح البيوت، إلى أن انتهى إليها. وقد أمضى بقية ذلك النهار والليل بطوله يشدد المؤمنين ويشجعهم على مواجهة المصير إذ كان لابدّ منه وأن لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد لأن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، وأن أكاليل المجد قد أُعدّت للذين بالإيمان بالرب يسوع المسيح أسلموا أمرهم لله.

ثم في صباح اليوم التالي، في العاشر من شهر تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة وأخذ المهاجمون بالسلب، والنهب، والحرق، والقتل فسقط العديدون شهداء، وتمكن آخرون من الخروج إلى الأزقّة والطرقات. وكان من بين هؤلاء الخوري يوسف. كان متستراً بعباءة وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن وصل إلى الناحية المعروفة بمئذنة الشحم. هناك عرفه أحد المهاجمين وكان من العلماء، وقد سبق ليوسف أن أفحمه في جدال فضمر له الشر. هذا لمَّا وقع نظره عليه صاح بمن كانوا معه: "هذا إمام النصارى، إن قتلناه قتلنا معه كل النصارى" وإذ صاح الرجل بذلك أدرك الخوري يوسف أن ساعته قد دنت فأخرج الذخيرة المقدسة وابتلعها. وإذ بالمهاجمين ينقضون عليه بالفؤوس والرصاص حتَّى شوَّهوه تشويهاً فظيعاً. ثم ربطوه من رجليه وصاروا يطوفون به في الأزقة والحارات مسحوباً على الأرض إلى أن هشّموه تهشيماً، وأسلم روحه بين يدي ربه راقداً بسلام.

 

قرار مجمعي

المجمع الأنطاكي المقدس

إن المجمع الإنطاكي المقدس المنعقد في دير سيدة البلمند البطريركي بتاريخ الثامن من شهر تشرين الأول عام 1993 قد اتَّخذ بإلهام الروح الكلِّي قدسه القرار التالي:

إنَّ الكنيسة الأنطاكية التي عاشت بقداسة القديسين وشهدت لها ترى اليوم نفسها عطشى إلى أن تتجدد بهم وهي تعي نفسها “محاطة بسحابة كثيفة من الشهود” (عبرانيين 1:12).
إنّ كنيسة أنطاكية تحس نفسها مشدودة إلى واحد من هؤلاء الشهود الخوري يوسف مهنا الحداد الذي وعظ وعلّم وأشاع نور معرفة اللّاهوت وكان فقيراً, عميق الإيمان, صبوراً, وديعاً, متواضعاً, شفوقاً, دمثاً وكلّل حياته بمجد الشهادة في دمشق في العاشر من تموز السنة ال1860 فجاء بذل دمه نُطقَ الروح فيه (راجع متى 20:10, مرقس 10:13). وإذ نحن تأملنا سيرته و”هالة مجد الله” عليه (رؤيا 11:21) “حسن لدى الروح القدس ولدينا” (أعمال الرسل 8:15) أن نعلن قداسة الخوري يوسف مهنا الحداد وحددنا تاريخ العاشر من تموز من كلِّ سنة ذكرى “للقديس الشهيد في الكهنة يوسف الدمشقي ورفقته”.

ترتيب صلاة الغروب

السبت في 9 تشرين الأول 1993
بعد قرار التطويب يقدِّس كاهن الدير بصمتٍ الأيقونة ويضعها على المائدة في كنيسة السيدة.
يستقبل كاهن الدير قبيل صلاة الساعة التاسعة البطريرك عند الباب الغربي حيث يرتدي المنتيه ويستلم العكاز.
يدخل إلى الكنيسة ويتقدمه الشمامسة والكهنة ثم الأساقفة وأخيراً المطارنة حسب ترتيب الأقدمية.
يقف في الكرسي وتبدأ الساعة التاسعة.
تُختم صلاة الساعة التاسعة. ويُعطى البطريرك البطرشيل والأموفوريون وكذلك رؤساء الكهنة ويقيمون التريصاجيون عن روح الخوري يوسف مهنا الحداد. يأخذ البطريرك مكانه عند الباب الملوكي.
يقف البطريرك عند الباب الملوكي ويتلو قرار المجمع.

تُقام صلاة الغروب مع الليتين والأغريبنية. يُطاف بأيقونة القديس ويقبلها البطريرك. بنهاية الأغريبنية تبقى الأيقونة مصمودة في الوسط ويتقدم رؤساء الكهنة فالكهنة الشمامسة فالشعب لتقبيلها.