دينيّة
10 تشرين الثاني 2019, 14:00

إحذروا هذه الرّسالة!

تيلي لوميار/ نورسات
هل وصلتك الرّسالة الشّهيرة التي اذا لم تُرسلها لعشرة أشخاص سيصيبك مكروه ما، أو هل صلّيت يومًا لقدّيس معيّن ليجعلك رابحًا في اليانصيب وألعاب الحظّ؟

كيف يمكن للمسيحيّين المؤمنين تصديق هذه التّرهات وتداولها فيما بينهم عبر تطبيقات الدّردشة وغيرها من وسائل التّواصل الاجتماعيّ؟ هل أصبحت الرّوحانيّة المسيحيّة سخيفة إلى هذه الدّرجة أم أنّ تجّار الدّين نجحوا في استقطاب النّاس وغسل أدمغتهم، هم البسطاء قليلو الإيمان؟ في يومنا هذا يكثر تداول هذه الرّسائل فيما نجهل مصدرها لكن لا تلبث أن تصل لشخص ما حتّى يقوم بإرسالها لكلّ أصدقائه ظنًّا منه أنّه سينال ربحًا مادّيًّا أو ستتحقق أمنياته لقاء مشاركتها، وكأن محبّة الله وأعماله الحسنة لنا تشترط قيامنا بهذه الأمور.

وفي حديث خاصّ مع الأب ميشال عبّود الكرمليّ حول هذه الرّسائل أكّد لنا أنّها بداية كانت تصلنا عبر أوراق كانوا ينسخونها وعندما تطوّرت أصبحت تطبع ومن بعدها تم توزيعها عبر الإيميل حتّى وصلت إلى تطبيق الدّردشة وبشكل خاصّ الواتساب، ولكن ما المشكلة بهذه الرّسالة؟ المشكلة أنّ مثل هذه الرّسالة تصغّر ديننا إلى حدّ السّخافة، كما أنّها تصوّر لنا صغر عقل الله، بل حتّى أصغر من عقل الإنسان، فإذا لم نقم بنسخ هذه الرّسالة سيصيبنا مكروه! هل الله المحبّة المليئ بالرّحمة والخير سيعاقب أولاده على هذه الأشياء الصّغيرة؟ وما الذي يحدث فعلًا؟ هم لا يبعدوننا عن الله بل يبرهنون لنا أنّ إيماننا سخيفٌ إلى هذه الدّرجة، وهنا الإنسان الواعي يبتعد عن الله والدّين لأنّه يعتقد أنّ مثل هذه المعتقدات هي أساسُ الرّكيزةِ المسيحيّة، ولكن ما أوضحه عن هذه الأوراق وهذه الرّسائل أنّهم لا يمتّون إلى المسيحيّة بأيّة صلة، وكل من يستخدمها ويروّج لها فهو يساهم في نشر التّشكيك والتّسخيف بمسيحيّتنا، ويجب أن يكون لدينا الوعي الكافي للابتعاد عن هذه الأمور. فإلهنا هو إله المحبّة الذي يسكن قلوبنا والذي يدعونا إليه بدون أيِّ وسيط آخر.