دينيّة
04 آذار 2013, 22:00

تنسيق بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية لحماية ما تبقى من مسيحيي الشرق

نصحت مرجعية كنسية رفيعة المستوى على تنسيق وتواصل مع الكرسي الرسولي بمتابعة اتجاه رياح الحراك الروسي لاستشراف مستقبل مسيحيي لبنان وسوريا بعد أن دخلت الكنيسة الارثوذكسية على خط المعالجات الجذرية للانقسامات الحادة في الشارع المسيحي المشرقي، وذلك في ظلّ خشية من أن تتحول التناقضات الى مأزق كبير يشبه الى حد ما ما يعانية الشارع الاسلامي من انقسامات على مستوى المذهبين السني والشيعي، أو حتى داخل المذهب الواحد على غرار الصراع بين الوهابية والسلفية.

ويكشفالمصدرفي هذا السياق أنّ زيارةالبطريركالماروني مار بشارهبطرسالراعي إلى العاصمةالروسيةموسكولم تكن وليدةساعتها،انماجاءت بعد سلسلةمنالتحضيراتبدأت منذ أنتولىالراعي سدة البطريركيةالمارونية،وازدادتزخما بعد أن تمّ ترفيعه الى رتبةكاردينالفيتوقيتشديدالحساسية، حيث كان البطريركيتعرضلموجةمنالتشكيكقابلهاالسفيرالبابويفيلبنانبمزيدمنالدعمالسياسيوالمعنويولاقاهسفيرالحاضرةفيسوريابتحضيرزيارةبطريريكية بعد انقطاع دام زهاء نصف قرن وذلكللمشاركةبتنصيبالبطريركالارثوذكسيالجديديوحناالعاشريازجي،معماحملته تلك الزيارةمنتأويلاتوصلت الى حداتهامالراعيبدعمالنظامالسوري وان كان بصورة غير مباشرةوبطريقةلاتتناسبوامنالمسيحيينفيسوريا، كما قال المتهمون.

 
ويفند المصدر الكنسي نفسه التراجع المسيحي في لبنان الذي يعتبره الكرسي الرسولي المعبر الاستراتيجي لمسيحيي الشرق وافريقيا الشمالية، لاسيما على صعيد الكنيسة الكاثولية التي تضم الموارنة والروم الكاثوليك اضافة الى اقليات موصوفة، فيتطرق الى الارقام والحقائق التي ذكرتها التقارير الواردة الى مجمع كنائس الشرق الاوسط، ملاحظا أنّ نسبة المسيحيين في لبنان تضاءلت من خمسة وخمسين في المئة نسبة الى المسلمين إلى أقل من ثلاثين في المئة سنة 2012 وذلك بفعل الهجرة المستمرة، حيث بلغ عدد المهاجرين في العام المذكور وحده 125 الف مسيحي من أصل 150 الف لبناني مهاجر وهذا عائد بأساسه إلى الانقسامات المسيحية المسيحية التي تؤدي الى تهميش سياسي واقتصادي مباشر، خصوصا لجهة الانقسامات المارونية المارونية المستمرة منذ سبعينات القرن الماضي والتي غالبا ما تحولت الى صراعات عسكرية مباشرة.
 
اما على صعيد الروم الكاثوليك، فيعتبر المصدر أنّ الطائفة المذكورة دفعت غاليا ثمن الصراع الماروني الماروني وذلك من خلال عدة عوامل ابرزها انتزاع المناصب من ابنائها لحساب بعض الموارنة وسائر الطوائف لتسيير امور التعيينات التي غالبا ما كانت تتسم بالمحاصصة وبالصفقات السياسية فغاب تمثيلها عن الوزارات الموصوفة بالسيادية بعدما كانت وزارة الخارجية والمغتربين أو وزارة الدفاع من نصيبها عرفا، كما غاب تمثيلها الصحيح عن مجلس النواب لاسيما في الدورة الاخيرة حيث جاء اشغال  المقاعد الكاثوليكية بالصوت الماروني او السني او الشيعي، فضلا عن حصول عملية اقصاء ممنهجة لرموزها ما حولها الى طائفة اقليات بعدما كانت واحدة من الطوائف الست الرئيسية، ناهيك عن المساعدات التي تصل الى الطوائف فتضيع قبل وصولها الى مكانها المقصود.
 
ازاء هذه العوامل، والكلام للمصدر، كان لا بد من خطوة فاتيكانية جريئة وهي التنسيق الكامل مع الكنيسة الارثوذكسية، خصوصا أنّ أكثرية مسيحيي سوريا هم من أبناء هذه الطائفة ويليها عدديا الروم الكاثوليك، اضافة الى الاخطار المحدقة بفعل تغاضي الغرب وامعانه في عمليات التهجير الممنهج من خلال دعم الاصولية والسلفية ما استدعى تدخلا من روسيا التي أبدت رغبتها بالمحافظة على المسيحيين لاسيما أنّ الفاتيكان لا يملك قوة عسكرية قادرة على فرض الحماية او الهيبة فيما تملك الدولة الروسية هذه المقومات، وهنا تستقيم المعادلة عبر نظرية المصالح المتبادلة: روسيا تعبر الى الشرق من البوابة المسيحية، مقابل نوع من الامان والحماية السياسية لمسيحيي الشرق، وكل ذلك بعلم وتنسيق مع الفاتيكان، كما يحرص المصدر على القول.