دينيّة
06 حزيران 2021, 07:00

خاصّ– عبدالله: الإيمان ليس علمًا ندرسه بل حياة نعيشها مع المسيح

غلوريا بو خليل
"يأتي إنجيل الأحد الثّالث من زمن العنصرة ليخبرنا عن روح الله الذي يعلّمنا. ولكن كيف نتعلّم؟ إذا تأمّلنا جيدًا بالإنجيل نرى بأنّ التّعليم يتعلّق بشكل كبير بالذّاكرة، لأنّ الإيمان ليس علمًا ندرسه بل حياة نعيشها مع المسيح وخبرات تنمّي فينا حبًّا غريبًا لله المتجسّد، ويبقى أن نغوص أكثر في هذا الحبّ وأن نتذكّر دائمًا ما يرافق علم المحبّة من خبرات ومواقف ودموع وارتداد وصلوات وتدخّلات إلهيّة فعلت ما لا يستطيع إنسان أن يفعله في حياة كلٍّ منّا." بهذه المقدّمة المفعمة بروح الرّبّ استهلّ أمين سرّ عام الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الأب روي عبدالله تأمّله لإنجيل القدّيس يوحنّا (14/ 21 – 27) موجّهًا إيّانا على طريق المحبّة، طريق الحقّ والحياة لنفهم سرّ محبّة الله لنا وآفاقه الواسعة.

وتابع قائلًا: "إذًا نحن لا نتحدّث هنا عن علم أرضيّ محدود، ولكن نتكلّم عن حبّ سماويّ غير محدود، وهو علم أزليّ أبديّ سمح لنا الله أن نصبح جزءًا منه، ويسوع هو صاحب المبادرة في هذه العلاقة المقدّسة، وجُلّ ما يريده الحبيب هو أن نعبّر له ونبادره هذا الحبّ، وكيف هذا؟ بأن نحفظ وصاياه. وما هي وصاياه؟ الحبّ بكلّ أبعاده."  

وأكمل: "غريب هو إلهنا، فهو لا يتغيّر ولا يتخلّى عن جوهره، فهو لا ينقسم على ذاته، لذلك لا يمكن أن نلتقيه إلّا بالحبّ. ولأنّه شعلة حبٍّ أبديّة، كلّما اقتربنا منه تعلّمنا من نوره وأضأنا ظلمة حياتنا. وثمار هذا الاتّصال مع الله سلام ليس من هذا العالم: "السّلام استودعكم، سلامي أعطيكم. لا كما يعطيه العالم أنا أعطيكم". ويضيف يسوع قائلًا: "لا يضطرب قلبكم ولا يخف". (يوحنّا 14: 27)

كلّنا نبحث عن السّلام، ولكن عالمنا مليء بالسّلام المزيّف والمؤقّت والمكلف جدًّا، وإذا ما وجدنا هذا السّلام يأتي معه اضطراب وخوف... ولكن من حفظ وصايا الحبيب وبادره الحبّ بالحبّ وسمح للرّوح القدس أن يذكِّره دومًا بكلمة يسوع سيتعلّم يومًا بعد يوم أنّ السّلام الحقيقيّ يأتي من الله لا من البشر، ولن نجده إلّا عندما يجعل الله له منزلًا في قلوبنا ولن يكون ذلك إلّا بالحبّ."

وبكلمة رجاء وفعل محبّة اختتم الأب عبدالله تأمّله قائلاً: "أصلّي معكم لكي يهبنا الله بواسطة روحه القدّوس علوم الحبّ السّماويّة ويعلّمنا ويذكّرنا بالوصايا ويجعلنا نحفظها ونعيشها فنربح سلامًا ليس من هذا العالم ونبني ملكوتًا من الحبّ لا في أرض فانية إنّما في قلوب مؤمنة حيث يسكن الله."