دينيّة
02 تموز 2019, 13:00

شكرًا في المرض والصّحّة...

ماريلين صليبي
عندما يدقّ المرض باب المرء، يسارع الأخير ليدقّ بدوره باب الكنائس، البعيدة قبل القريبة... هي هرولة باتت كالرّوتين غير الرّوحيّ لرفع تضرّعات وصلوات حارّة هدفها نيل الشّفاء العاجل والعودة إلى حياة سليمة مكلّلة بالصّحّة وراحة البال.

 

فعندما ينزل المرض علينا كـ"مصيبة"، نتأمّل المصلوب بحسرة والعيون تنزف، ونتساءل عن سبب هذا الوجع وعن سبب نيلنا إيّاه، نحن بالذّات، لا سوانا، ولا نفكّر حينها سوى بأهمّيّة نيل أعجوبة تشفينا وتعيدنا إلى حياتنا السّابقة قبل المرض.

عندها، يتبلور أمامنا مشهدين: فإن استجاب المسيح لصلواتنا واقتلع المرض، نسارع لمبادرة عظمته بالشّكر والتّهليل والتّمجيد والنّذورات، أمّا إن كان تدبير الله هو الاستمرار بالعيش مع المرض، فلا ينفكّ اليأس يطارد أيّامنا.

ولكن، هل فكّرنا يومًا بالمسارعة إلى تسبيح الله وشكره ورفع الصّلوات والتّضرّعات، امتنانًا لاختبارنا نعمة الصّحّة؟ هل سارعنا إلى الكنائس لتمجيد الله على مواهبه الدّائمة؟ هل كثّفنا الصّلوات لشكره على عطاءاته اللّامحدودة؟ هل تأمّلنا ولو لمرّة بالمرض كصليب مغروس في حياتنا الأرضيّة بتدبير إلهيّ من أجل الارتفاع إلى الحياة السّماويّة بفرح وسلام؟

أمام هذه التّساؤلات، لا بدّ من أن نصرخ مرارًا وتكرارًا إلى الرّبّ رافعين أيادينا إلى السّماء حيث يتربّع القدّيسون لننال شفاعتهم، قائلين: شكرًا يا مسيح على نِعم البصر والشّمّ والنّطق والسّمع واللّمس والمشي والعقل والمنطق والمشاعر... وشكرًا أيضًا على الوجع لأنّ به نقوى، وعلى المرض لأن به نشفى روحيًّا!