دينيّة
10 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 10 تموز 2017

تذكار الشهيدة فليجيتا وبنيها السبعة (بحسب الكنيسة المارونية) رومانية شريفة النسب مزدانة بالفضائل والاخلاق الحسنة، قد ترملت ولها سبعة أولاد، ربتهم احسن تربية وعاشت معهم منعكفة على ممارسة الفضائل واعمال الرحمة نحو الفقراء، حتى اضحت نموذجاً للارامل وقدوة صالحة للمؤمنين. وللوثنيين انفسهم. فأمرها الوالي يوليوس بان تضحّي للاصنام هي واولادها، فلم يذعنوا له، بل ثبتوا راسخين في ايمانهم. فقال الوالي لفليجيتا امهم: ان كنت لا ترحمين ذاتك، فارحمي اولادك. فقالت: ان الرحمة التي تريد، انما هي القساوة. والتفتت الى بنيها، تشجعهم.

 

فأمر الوالي بضربها على وجهها بقساوة. واذ صمدوا ثابتين في ايمانهم قضوا عليهم بميتات متنوعة وامهم تشاهدهم وتفتخر باستشهادهم. ثم لحقت بهم ترتع معهم بالمجد الابدي. وكان ذلك نحو سنة 152. وقد مدح هؤلاء الشهداء البابا غريغوريوس الكبير في خطبته الثالثة، بقوله: ان امهم اعظم من شهيدة، لانها استشهدت سبع مرات باستشهاد اولادها امامها. صلاتهم معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار الشهداء الموارنة المسابكيين فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل الذين جادوا بحياتهم لاجل ايمانهم بالمسيح في دمشق سنة 1860.

كانوا معروفين بتقواهم ووفرة غناهم وكرم اخلاقهم وحسن معاملتهم وعطفهم على الفقراء والمحتاجين. وهذه خلاصة استشهادهم.

عام 1860، يوم ثار المسلمون في دمشق والدروز في جنوبي لبنان على المسيحيين، لجأ شهداؤنا، مع عدد كبير من المسيحيين، الى دير الرهبان الفرنسيسكان في دمشق، عندما اضرم المسلمون النار في حيّ المسيحيين فدخل اللاجئون مع الرهبان الى الكنيسة يصلون واعترفوا وتناولوا.

وظل فرنسيس وحده في الكنيسة، جاثياً امام تمثال الام الحزينة، يصلي، رابط الجأش. وبعد نصف الليل دخل الدير عنوة، جمهور من الرعاع، مدججين بالسلاح. فذعر اللاجئون ولاذ بعضهم بالفرار واختبأ البعض. وهرع الباقون الى الكنيسة ليحتموا بها. فأخذ اولئك الرعاع يصرخون:" اين فرنسيس مسابكي؟ اننا نطلب فرنسيس". فدنا فرنسيس منهم، غير هياب، قائلاً لهم:" انا فرنسيس مسابكي ماذا تطلبون؟" فأجابوه: جئنا ننقذك وذويك بشرط ان تجحدوا الدين المسيحي وتعتنقوا الاسلام والا فانكم تهلكون جميعكم. فأجابهم فرنسيس:" اننا مسيحيون وعلى دين المسيح نموت. اننا نحن معشر المسيحيين لا نخاف الذين يقتلون الجسد، كما قال الرب يسوع".

ثم التفت الى أخوَيه وقال لهما:" تشجعا واثبتا في الايمان، لان اكليل الظفر معد في السماء لمن يثبت الى المنتهى". فأعلَنا، فوراً، ايمانهما بالرب يسوع بهذه الكلمات:" اننا مسيحيون ونريد ان نحيا ونموت مسيحيين".

فانهال المضطهدون، اذ ذاك عليهم، بالضرب بعصيهم وخناجرهم وفؤوسهم، فأسلموا ارواحهم الطاهرة بيد الله، مؤثرين الموت على الكفر فنالوا اكليل الشهادة. وكان ذلك في اليوم العاشر من تموز من السنة المذكورة آنفاً. وقد اعلن السعيد الذكر البابا بيوس الحادي عشر تطويبهم في اليوم العاشر من ت1 سنة 1926 بمسعى الطيب الاثر المطران بشاره الشمالي رئيش اساقفة دمشق الماروني. صلاتهم تكون معنا. آمين.

 

القدّيس يوسف الدمشقي الشهيد في الكهنة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

هويّتُهُ:
هو الأب يوسف بن جرجس موسى بن مهنا الحدّاد المعروف، اختصاراً، باسم الخوري يوسف مهنّا الحدّاد. وهو بيروتي الأصل، دمشقي الموطن، أرثوذكسي المذهب.
ولادتُهُ ونشأتُهُ:
وُلد في دمشق خلال شهر أيار من العام 1793م لعائلة فقيرة تقية. تلقّى بعض التعليم فألمّ باللغة العربية وقليل من اليونانية. انقطع عن التعليم لأنه لم يكن في طاقة أبيه أن يكمل له تعليمه. صار يعمل في نسج الحرير. ولم يطفئ العوز وشغل اليد شوقه إلى العلم والمعرفة. كان لا بدّ له أن يجد حلاً. فكان الحل العمل اليدوي في النهار والدرس ليلاً.
درس يوسف على يد علامة عصره الشيخ محمد العطار الدمشقي فأخذ عنه العربية والمناظرة والمنطق والعلوم العقلية.
تزوّج يوسف وهو في سن التاسعة عشرة بناءً على إصرار والديه.
يوسف كاهناً:
بعدما شاع ذكر يوسف بين رعيّة دمشق التي، فطنت له. فرغبوا إلى البطريرك سيرافيم (1813-1823) أن يجعله راعياً لهم، وكان هو أيضاً يكنُّ له اعتباراً طيباً، فسامه شماساً فكاهناً، في خلال أسبوع، وهو في الرابعة والعشرين (1817م). كما أعطاه البطريرك مثوديوس (1824-1850م) لقب مدبّر عظيم بعدما وجد فيه الغيرة والتقى والعلم والإقدام.
اهتم يوسف بالوعظ في الكنيسة المريمية سنوات طويلة فذاع صيته حتى اعتبره البعض يوحنّا ذهبي الفم ثاني. وكان إلى الوعظ دؤوباً في مواساة البؤساء وتسلية الحزانى ومعاضدة الفقراء وتقوية المرضى.
المدرسة البطريركية:
تسلَّم الخوري يوسف المدرسة البطريركية سنة 1836م فضمَّ إليها التلاميذ الذين كان يقوم بتعليمهم في بيته. ولم يلبث أن طوَّرها فعمد إلى توسيعها وجعل عليها وكلاء، واهتمّ بالنظارة فيها، كما عيّن للمعلمين رواتب محدَّدة. وما لبث أن اجتذب طلاب العلم من سورية ولبنان.
كان الهم الأول للأب يوسف تثقيف عقول الناشئة من أبناء الرعية الأرثوذكسية وترشيحهم للكهنوت واقتبال درجاته ليخدموا الرعية خدمة نافعة. نفقات التعليم في المدرسة كان يعطيها المؤمنون والبطريركية.
الخوري يوسف والروم الكاثوليك والبروتستانت:
لمَّا واجهت تأزمت مشكلة الروم الكاثوليك المنشقين عن الكنيسة الأرثوذكسية في قلقلة بعض الأرثوذكسيين، فراح الخوري يوسف يعمل على إعادة هؤلاء إلى الأرثوذكسية بكل لطفٍ ومحبَّة مبتعداً عن الحلول السياسية التي تعالج الأمور بالإكراه والضغط حيث رفض الاتصال بالدولة العثمانية لضرب الروم الكاثوليك كما فعل بعض الروم للتضييق عليهم.
كما واجه الخوري يوسف دعاة البروتستانتية، أبرزها في حاصبيا وراشيا، ثمَّ في دمشق بالذات.
الخوري يوسف رجل النهضة الأول:
إن المدرسة التي أنشأها وعلم فيها رجل الله، جاءت ثمارها خيَّرةً على الرعية الأنطاكية. حيث أن أكثر من خمسين شخصاً درسوا على يد الخوري يوسف واقتدوا بغيرته. فكان منهم البطريرك والمطران، والأرشمندريت والمدير وصاحب المطبعة... إلخ. كل هؤلاء كان لهم دوراً بارزاً في انتشال الكنيسة الأنطاكية من الانحطاط الروح. فكان البطريرك ملاتيوس الدوماني الذي أعتلى السدة البطريركية عام (1899) إلى يوم انتقاله عام (1906م) أول بطريرك محلي منذ السنة 1743م وكان من تلاميذ الخوري يوسف.
استشهاده:
بدأت مجزرة العام 1860م، في دمشق، في اليوم التاسع من شهر تموز. يومها لجأ عدد كبير من المؤمنين إلى الكنيسة المريمية، بعدما سدّت دونهم منافذ الهرب.
وكان الخوري يوسف يحتفظ في بيته بالذخيرة المقدّسة، كما كانت عادة كهنة دمشق، آنئذٍ، أخذها في عبّه، واتجه باتجاه المريمية فوق سطوح البيوت، إلى أن انتهى إليها. وقد أمضى بقية ذلك النهار والليل بطوله يشدد المؤمنين ويشجعهم على مواجهة المصير إذ كان لابدّ منه وأن لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد لأن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، وأن أكاليل المجد قد أُعدّت للذين بالإيمان بالرب يسوع المسيح أسلموا أمرهم لله.
ثم في صباح اليوم التالي، في العاشر من شهر تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة وأخذ المهاجمون بالسلب، والنهب، والحرق، والقتل فسقط العديدون شهداء، وتمكن آخرون من الخروج إلى الأزقّة والطرقات. وكان من بين هؤلاء الخوري يوسف. كان متستراً بعباءة وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن وصل إلى الناحية المعروفة بمئذنة الشحم. هناك عرفه أحد المهاجمين وكان من العلماء، وقد سبق ليوسف أن أفحمه في جدال فضمر له الشر. هذا لمَّا وقع نظره عليه صاح بمن كانوا معه: "هذا إمام النصارى، إن قتلناه قتلنا معه كل النصارى" وإذ صاح الرجل بذلك أدرك الخوري يوسف أن ساعته قد دنت فأخرج الذخيرة المقدسة وابتلعها. وإذ بالمهاجمين ينقضون عليه بالفؤوس والرصاص حتَّى شوَّهوه تشويهاً فظيعاً. ثم ربطوه من رجليه وصاروا يطوفون به في الأزقة والحارات مسحوباً على الأرض إلى أن هشّموه تهشيماً، وأسلم روحه بين يدي ربه راقداً بسلام.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : الشهداء الـ 45 المستشهدون في أرمينية.

 

تذكار القديسين الشهداء الخمسة والأربعين المستشهدين في مدينة نيوكوبولي في أرمينيا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

قبض عليهم ليسياس حاكم مدينة نيكوبولي من أعمال أرمينيا، على عهد الملك المضطهد ليكينيوس نحو سنة 319. ثم أحضرهم أمامه وأخذ يحقّق معهم على جريمة إيمانهم بالمسيح. فاعترفوا يمعتقدهم بكل جرأة وشجاعة، غير وجلين ولا هيّابين للعقوبات المعدّة لهم. لأنّهم كانوا قد وطنوا النفس على احتمالها في سبيل ربّهم وإلههم يسوع المسيح.

وكان المتقدّمون بينهم ثلاثة: لاونديوس وموريكيوس ودانيال. فبعد أن ثبت لدى الوالي أنّهم كلّهم مسيحيون قال لهم: ومن هو المسيح الذي تعبدونه، أهو ذاك الذي صُلب ومات؟ فأجدابه لاوندوس: نعم، هو ذاك الذي مات ثم قام بقوّته واقتداره من القبر، وصعد إلى السماء، وهو لا يزال حيّاً ومالكاً إلى الأبد.

فضاق الوالي ذرعاً بهذا الكلام، ولم يجد سبيلاً للنجاة إلاّ بتهديد والإهانة والوعيد فقال له: أنّك تتاجسر أيّها الشقي على الآلهة، وتتكلّم عن أشياء هي بجملتها إلهيّة. وحياتي وحياة الآلهة سوف أميتك في العذابات المرّة.

فالتفت الوالي إلى ذلك الجمهور من المسيحيين الواقفين، وأخذ يقنعهم بوجوب الخضوع لأوامر القيصر وتقدمة الذبائح للأصنام، رحمةً بهم وبأولادهم وبمستقبل حياتهم. فصرخوا بأجمعهم أنّهم مسيحيون وعلى إيمانهم ثابتون، وأخذوا يشجّعون بعضهم بعضاً لكي لا تخور عزائمهم أمام العذابات. فلمّا رأى الوالي أنّه لم ينجع فيهم وعد ولا وعيد، أمر بضربهم، فضُربوا ضرباً عنيفاً ورُشقوا بالحجارة فجُرحوا تجريحاً، ثم أعيدوا إلى السجن. فامتلأ السجن بأصوات التسابيح ونغمات النشائد والمزامير.

وأخرجهم الجند ثانيةً وقادوهم إلى معبد الأوثان، لكي يرغموهم على تقديم الذبائح للآلهة، فامتنعوا، فجلدوهم من جديد وضربوهم وأهانوهم وأعادوهم إلى سجنهم، فعادوا إلى التسبيح والترتيل. فظهر لهم ملاك سماوي، فأضاء السجن بأنوار لمّاعة أنقى من أشعّة الشمس، فقال لهم: "إفرحوا وتهلّلوا، فإنّ زمان جهادكم قد انتهى". فعلت أصواتهم بتسابيح الشكر واستعدّوا للمعركة الكبرى الأخيرة.

فلمّا رأى الوالي أن عزمهم لا ينثني وعودهم لا يلين، أمر بإحراقهم جميعاً. فأوقد الجند ناراً عظيمة وطرحوهم فيها. فاحترقوا ونالوا الأكاليل السماويّة.

وصنع الله بواسطة أعضائهم عجائب باهرة كثيرة. فلمّا صارت المملكة بأجمعها في قبضة قسطنطين الملك، وانكسر ليكينيوس وتبدّد شمل جيوشه، جمع أعضاءهم وشيّد على إسمهم كنيسة عظيمة فخمة في مدينة نيكوبولي في أرمينيا، وأضحى ضريحهم مزاراً لكل تلك البلاد وينبوعاً فائضاً للنعم والبركات.

 

نياحة القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24 (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 160 ش. (27 يونية سنة 444 م.) تنيح الأب العظيم عمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية القديس كيرلس الأول البابا الإسكندري والبطريرك الرابع والعشرون.

كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 وتربي عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والأيمان الأرثوذكسي القويم وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك علي يد شيخ فاضل اسمه صرابامون وقرأ له سائر الكتب الكنسية وأقوال الآباء الأطهار وروض عقله بممارسة أعمال التقوى الفضيلة مدة من الزمان.

ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل فازداد حكمة وعلما وتدرب علي التقوى والفضيلة. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله كثيرا ورسمه شماسا وعينه واعظا في الكنيسة الكاتدرائية وجعله كاتبا له فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه.

ولما تنيح خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش. (15 أكتوبر سنة 412 م.) أجلسوا هذا الأب خلفه في 20 بابه سنة 128 ش. (17 أكتوبر سنة 412 م.) فاستضاءت الكنيسة بعلومه ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي وبدأ يرد علي مفتريات الإمبراطور يوليانوس الكافر في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحي. فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة وطفق يقاوم أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاء علي أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية فقام قتال وشغب بين اليهود والنصارى وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس العظيم الذي قضت عليه شدة تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذي رفض قبول الصلح ولذلك طال النزاع بينهما زمانًا.

ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م. في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله.. اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الشهير بالصغير فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع وناقش نسطور, وأظهر له كفره وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد وكتب حينئذ الإثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحًا ومثبتًا فيها "أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد" μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη، وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي ونفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م. إلى البلاد المصرية وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 440 م.

ومن أعمال البابا كيرلس الخالدة شرح الأسفار المقدسة ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة البابا كلستينوس بابا رومية

في مثل هذا اليوم تنيح البابا العظيم كلستينوس أسقف مدينة رومية (27 يوليه سنة 422 م.) وكان هذا القديس تلميذا للقديس بونيفاسيوس أسقف رومية وعند نياحته أوصي أن يكون الأب كلستينوس بعده. ثم أوصاه قائلا: "تحفظ يا ولدي فلابد أن يكون في رومية ذئاب خاطفة". وكان هذا الأب راهبا فاضلا عالما فلما تنيح بونيفاسيوس في 4 سبتمبر سنة 422 م. رسموا كلستينوس مكانه في 10 سبتمبر سنة 422 م. في أيام الإمبراطور هونوريوس. وقد مات هذا الإمبراطور في رافين بفرنسا في سنة 423 م. ولما أراد أحد الأباطرة أن يجعل نسطور بطريركا علي رومية ويطرد كلستينوس البابا القديس قام الشعب وطرد نسطور ولكن الإمبراطور يوليانوس حقد عليه فخرج هذا القديس إلى أحد الأديرة القريبة من المدن الخمس، وأقام فيه مدة واجري الله علي يديه عجائب كثيرة ثم ظهر له الملاك روفائيل في حلم قائلا: "قم اذهب إلى إنطاكية إلى بطريركها القديس ديمتريوس وأقم عنده لأن الإمبراطور قرر في نفسه أن يقتلك عند عودته من الحرب". فلما استيقظ خرج من الدير وكان معه اثنان من الاخوة وأتي إلى إنطاكية فوجد بطريركها القديس مريضا وروي له ما حدث وأقام في أحد الأديرة عنده ثم ظهر القديسان أغناطيوس وبونيفاسيوس ومعهما شخص آخر مهيب للإمبراطور في حلم وقالوا له: "لماذا تركت مدينة القديسين بلا أسقف. هوذا الرب ينزع نفسك منك، وتموت بيد عدوك " فقال لهم: "ماذا أفعل " فأجابوه قائلين: "أتؤمن بابن الله " فقال: "نعم أؤمن " فقالوا له: "أرسل إلى ولدنا الأسقف وأرجعه إلى كرسيه مكرما " فلما استيقظ كتب إلى بطريرك إنطاكية ديمتريوس، يسأله أن يعرف رسله بمكان كلستينوس ويعيده إلى كرسيه، فوجده وأعادوه إلى كرسيه بكرامة عظيمة وتلقاه الشعب بفرح وسرور واستقرت الكنيسة بوجوده.

ولما جدف نسطور واجتمع عليه المجمع لم يقدر كلستينوس أن يحضره بنفسه لمرضه فأرسل قسين برسالة يحرمه فيها. وكان الإمبراطور راضيا بقول نسطور إلا أنه خضع لقرار المجمع ونفي نسطور إلى مصر.

ولما أراد الرب أن يخرج القديس كلستينوس من هذا العالم ظهر له بونيفاسيوس سلفه وأثناسيوس الرسولي وقالا له "أوص شعبك لان المسيح يدعوك إليه" فلما استيقظ أوصي شعبه قائلا: "سيدخل في هذه المدينة ذئاب خاطفة". ولما قال هذا أردف قائلا: "أني أمضي لأن القديسين يطلبونني". ولما قال هذا تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أمين.