قدّيسو اليوم: 6 تموز 2017
اتاه رجل بابنه، طالباً بركته وكان الولد قد مات في الطريق. فطرحه ابوه امام القديس وهَمَّ بالرجوع. فناداه القديس: تعال خذ ابنك، وقال للولد: قم اتبع أباك، فنهض للحال ولحق بأبيه، فجاء هذا يشكر للقديس جميله، معجباً بما صنعه الله على يده. فقال له القديس، مقتدياً بالسيد المسيح: لا تخبر احداً بذلك. وما أتاه احد طالباً صلاته الا نال شفاء النفس والجسد.
وحدث ان احد الرهبان تَخاصمَ مع رفيقه، فعزم على الاخذ بالثأر. فنصح له القديس فلم يسمع لنصحه، عندئذ اخذ القديس يتلو الصلاة الربية على رأسه قائلاً:" لا تغفر لنا ذنوبنا، كما نحن لا نغفر لمن اخطأ الينا" فلما سمع الراهب ذلك خجل وقام الى القديس يقبل يديه ويستغفره، صافحاً لاخيه.
وقد استشاره احد السياح في شأن إرثٍ له. فأجابه: اعطه ليسوع المسيح نفسه في شخص الفقراء والمساكين إراحةً لضميرك.
وعند دنو اجله، جاء النساك يحيطون به ليغنموا بركته، فشاهدوا وجهه يسطع بنور سماوي وسمعوه يقول: هوذا الانبا انطونيوس، هوذا لفيف الرسل والقديسين آتون الينا. وسمعه الحاضرون يتكلم همساً مع اشخاص امامه دون ان يروا احداً. فاندهشوا وسألوه: مَن تُخاطب يا أبانا؟ فأجابهم: الملائكة الذين جاؤوا ليأخذوا نفسي، فأسألهم ان يتركوني زمناً بعد لاصنع توبة مقبولة.
فأكبر الرهبان تواضعه، وكان كلامه لهم خير عبرة وموعظة. ثم تلألأ وجهه بهالة من النور وهتف قائلاً: انظروا هوذا الرب آتٍ يقول: اعطني هذا الاناء المختار. قال هذا واسلم الروح. وما زال وجهه متلألئاً كالشمس وفاحت الروائح الزكية من جثمانه الطاهر وكان ذلك سنة 429. صلاته معنا. آمين.
القدّيس البار سيسوي الكبير (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد القديس سيسويي في مصر نحو سنة " 339م" . شعر بدافع يحمله على إتباع طريقة القديس أنطونيوس فترك الدنيا وذهب إلى القفر في صعيد مصر حيث نسك هناك وبدأ يمارس أعمال النسك على أيدي معلمين ماهرين في الحياة الروحية، فكان مثال الطاعة والتواضع والصلاة والصيام الدائم والسهر المتواصل، فصار الناس يفدون إليه لينالوا بركته فلما رأى إقبال الناس عليه وكانت نفسه تتعشق الإنفراد والصمت والتفرغ الدائم لمناجاة الخالق ترك مكانه وتوغل في الصحراء وأتى جبل القديس أنطونيوس وأقام هناك.
كانت حياته كلها صلاة وصياماً وصمتاً وعملاً، أما صلاته فكانت تسبحة متواصلة وأما صياماته فكانت شديدة إذ كان يأكل مرة كل يومين ويقتات حشائش الصحراء وكان يحافظ بكل دقة على الصمت الدائم ليتفرغ بلا تشوش للصلاة العقلية والإتحاد الدائم بالله أما عمله فكان صناعة السلال يبيعها ليشتري بثمنها ما يحتاج إليه من ضروريات الحياة ويتصدق بالباقي على الفقراء.
كان سيسويي يصنع العجائب، حدث مرة أن جاءه أب وإبنه لينالا بركته وفيما هما سائران في الطريق سقط الإبن الشاب ومات ولشدة إيمان الأب بقداسة وشفاعة سيسويي حمل إبنه وأكمل طريقه وأتى وطرحه عند قدمي القديس وإنطرح هو بالقرب منه وطلب إلى الناسك البار أن يباركه ففعل ورسم على رأسه إشارة الصليب ولم يلتفت إلى الميت فقام الأب وقبل يد الناسك القديس وخرج وترك إبنه مكانه، فلما رأى سيسويي منه ذلك الإيمان والتسليم العجيب بارك الميت وأمسكه بيده وقال له قم يا بنى والحق بأبيك فنهض الشاب صحيحاً معافى وأسرع في أثر أبيه.
ولما أتت ساعة إنتقاله إلي الأخدار السماوية، أعلم بذلك تلميذه إبراهيم وعرف الجوار بالخبر، فأقبلوا نحوه وأحاط به النساك والرهبان ورأوه وإذا به يشرق وجهه ويضئ كأن أنواراً سماوية تنعكس عليه، وغاب عن حواسه وسمعوه يقول "هوذا القديس أنطونيوس قادم الينا" وازداد وجهه إشراقاً وقال "هوذا مصف الأنبياء" ثم تضاعفت الأنوار فقال "هوذا الرسل القديسون قادمون" وسمعه الحاضرون يتكلم همساً مع أشخاص واقفين أمامه ولكن لم يروا أحدا منهم. فسألوه عنهم فقال "أخاطب الملائكة الذين جاؤوا ليأخذوا نفسي، وأبتهل إليهم أن يتركوني زمناً آخر لأصنع توبة مقبولة" فقال له الرهبان الذين حوله: "يا أبانا أما كفاك ما فعلت من ممارسات التوبة في هذه السنين الطويلة التي قضيتها في القفر؟" فأجابهم قائلاً:"الحق أقول لكم إنني لا أعلم بعد هل بدأت حقاً بحياة التوبة؟ وإذا كنت في شيخوختي هذه لا مقدرة لي على ممارسة أعمال التوبة كما أريد وأشتهي فأستطيع على الأقل أن أبكي على نفسي وآثامي وهذا يكون جليل فائدة لي"، فأكبر الرهبان تواضعه ولبثوا صامتين خاشعين أمام ذلك الهيكل العظمي المتمدد أمامهم على حصيرة بالية مقطعة، وفيما كانوا ينظرون إليه ساكتين إذا بمحياه يضيء كالشمس الساطعة ورفع يديه وصرخ بصوت عال "أنظروا، أنظروا ها هو ذا الرب آت وهو يقول لي : أعطنى هذا الإناء المصطفى" ولما قال هذا أسلم الروح وكان ذلك سنة "429 م".
تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بتذكاره في اليوم السادس من شهر تموز شرقي (19 تموز غربي) من كل عام.
تذكار أبينا البار سيصوئي الكبير (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
ولد سيصوئي في مصر نحو سنة 339. وقضى حداثته في بيت أبيه، فكان مثال البرارة والنقاوة. وشعر منذ نعومة أظافره بدافع يحمله على إتّباع طريقة أنطونيوس، فترك الدنيا وذهب إلى القفر في الصعيد المصري فنسك هناك، وبدأ يمارس على أيدي معلّمين ماهرين في الأمور الروحيّة أعمال النسك الشديدة. فكان مثال الطاعة والتواضع والصلاة العقلية والصيام الدائم والسهر المتواصل، حتى أعجب به كل من علافه واتّصل به. فصار الناس يفِدون زرافات زرافات على مناسك معلّميه ومنسكه لينالوا بركة ويحظوا بكلمة روحيّة وحكمة سماويّة.
فلمّا رأى سيصوئي إقبال الناس عليه، وكانت نفسه تتعشّق حياة الإنفراد والصمت والتفرّغ الدائم لمناجاة الخالق، ترك مكانه وتوغّل في الصحراء، وأتى جبل القديس أنطونيوس وحطّ رحاله هناك. فوطّن النفس على أن يقضي حياته هو أيضاً في تلك الصحاري، وحده مع الملائكته وقدّيسيه. أمّا حياته فكانت حياة صلاة وصيام وصمت وشغل.
أمّا صلاته فكانت تسبحة متواصلة. وكان يشعر كأنّ الجبل يصلّي معه بصمت الهيب.
أمّا صياماته فكانت شديدة. فكان يأكل كل يومين مرّةً، ولا يقتات إلاّ من حشائش الصحراء، ولا يذوق الخبز مطلقاً، ما عدا مرّةً أكل خبزاً ناشفاً يوم عيد الفصح نزولاً عند رجاء أحد الرهبان أخوانه.
ولا يشرب الخمر إلاّ مرّةً واحدة في حياته، لمّا قدّم له منه أحد الحضور شيئاً قليلاً ممّا فاض عن الذبيحة الإلهيّة.
وكان يحافظ بكل دقّة على الصمت الدائم ليتفرّغ بلا تشوش للصلاة القعليّة والإتّحاد الدائم بالله. فكان يذهب إلى الكنيسة وهو مطرق إلى الأرض، لا يكلّم أحداً ولا يلتفت إلى أحد، ثم يعود كذلك، ويغلق عليه باب قلايته ويبقى هناك مع الله وحده.
ولمّا كبر في السن رضي أن يقبل عنده أحد الرهبان، ليكون تلميذاً له ويخدمه في أمور الحياة، وكان ذلك الراهب يدعى إبراهيم.أمّا سيصوئي، فكان رغم ذلك محافظاً على الصمت، إلاّ عندما كانت تدعو إليه الضرورة القصوى. فكانت له تلك الأيام نعيماً صافياً وهناءً روحيّاً لذيذاً.
وكان سيصوئي من بعد الصلاة يتفرّغ لشغل الأيدي وصنع السلاسل. وكان يبيع تلك السلال، ليشتري بثمنها ما يحتاج إليه من ضروريات الحياة، ويتصدّق بالباقي على الفقراء.
ووهبه الله أنواراً سماويةً فائقة، كانت تعزيته في الشدائد وقوّةً له في ما يمارسه من حياة الجهاد. وكان كل من أتاه في طلب نصيحة أو إرشاد يشعر أن غيومه تبدّدت وظلماته إنقشعت ومصاعبه لانت، بكلام هذا الناسك القديس ودعائه وبركاته.
وكان دائماً يوصي الذين يزورونه بأن لا يقولوا عنه شيئاً، لأنّه لشدّة تواضعه كان يعد ذاته أحقر الكل،ويريد لذلك أن يبقى نسياً منسيّاً.
وطعن سيصوئي في السن وصار شيخاً كبيراً، وبقي مثابراً على حياته الشديدة وإماتاته وصلواته.
ولمّا دنت منيّته أعلمه الله بقرب أجله، فأعلم بذلك إبراهيم تلميذه. واتّصل الخبر بالجوار، فأقبلوا نحوه وأحاطوه به هالةً ملائكيّة من النسّاك والرهبان. ورأوه، وإذا به يشرق وجهه ويضيء كأنّ أنواراً سماوية تنعكس عليه.
فأكبر الرهبان تواضعه، ولبثوا صامتين خاشعين أمام ذلك الشبح العظمى المتمدّد أمامهم على حصيرة بالية مقطّعة.
وبقي وجه سيصوئي يتلألأ لمعاناً مدّةً طويلة بعد رقاده. فصلّوا عليه وواروه في التراب، وعادوا إلى مناسكهم يحملون ذكر فضائله وبهجة ساعاته الأخيرة. وكان خليقاً بذاك الذي قضى حياته الطويلة مميتاً لحواسه وأهوائه ولك ما يحق للطبيعة أن تتطلّبه من راحةٍ وسرور ومأكل ومشرب، حبّاً واقتداء بمن مات على الصليب لأجله، أن يبدأ فينعم بالأفراح السماوية الدائمة منذ ساعاته الأخيرة على الأرض.
استشهاد القديس اباهور، أبا بيشاى (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون أباهور وأنبا بيشاي وثيؤدورة أمهما وذلك أن أباهور كان من جند إنطاكية فأتي إلى الإسكندرية واعترف أمام واليها بالسيد المسيح فأمر بقطع يديه وان يربط في مؤخرة ثور ويجره في المدينة ثم ألقاه في حفرة مملوءة بالأفاعي فلم تؤذه، وكان في كل ذلك يستغيث بالسيد المسيح الذي كان يشفيه ويقويه وفيما هو علي هذه الحال أتت أمه ورأته ففرحت بجهاده وأعلموا الوالي بها فاستحضرها وهددها فلم تخف. فأمر أن يضعوا أعوادا ساخنة من الحديد في جنبيها، وكانت في أثناء ذلك ترتل للرب وتقدسه لأنها استحقت أن تتألم من أجل اسمه. إلى أن أسلمت روحها ونالت إكليل الشهادة ثم وضعوا القديس في إناء مملوء زيت وقطران يغلي فكان يسبح الله حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة، أما أخوه فقد استشهد في اليوم الأول من النسيء صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد السبعة نساك بجبل تونه
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون السبعة النساك الذين من جبل تونه وهم: باسيدي وكوتولس وأرداما وموسى وايسي وباركالاس وراهب أخر اسمه كوتولس. وذلك أن ملاك الرب ظهر للقديسين باسيدي وكوتولس وأمرهما أن يعترفا باسم السيد المسيح فنهضا مسرعين نحو الوالي فالتقيا بالخمسة القديسين آتين علي سفينة قاصدين الوالي ليعترفوا هم أيضا بالسيد المسيح فاتفقوا معا علي نيل إكليل الشهادة ومضوا إلى الوالي واعترفوا بالسيد المسيح، فعذبهم كثيرا ثم علق حجارة في أعناقهم وأودعهم السجن، فظهر لهم السيد وعزاهم وقواهم ووعدهم بالملكوت ثم أرسلهم الوالي إلى الإسكندرية فعذبهم هناك عذابا قاسيا إذ وضعهم في قدر مملوء كبريتا وزفتا، وأوقد تحتهم النار ثم أخرجهم وطرحهم فأرسل الرب ملاكه وشفاهم وأتوا إلى الوالي واعترفوا أمامه ورأي ذلك مائة وثلاثين شخصا فاعترفوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة أما القديسون فقد شدد عليهم الوالي العذاب وأخيرا قطع رؤوسهم بالسيف ونالوا إكليل الشهادة شفاعتهم تكون معنا. آمين.