دينيّة
27 أيار 2020, 13:00

كيف يحوّلنا الرّوح القدس إلى كنيسة؟

ماريلين صليبي
من الرّوح القدس أراد البابا فرنسيس أن يقرّبنا هذه المرّة. بتغريدة مقتضبة، جمع بين القلوب والرّوح القدس وبيت الرّبّ قائلًا: "إنّ الرّوح القدس يحوّلنا إلى كنيسة - حشا رحمة، أيّ إلى "أمٍّ قلبها مفتوح" للجميع".

هذه القلوب المتأرجحة بين الخير والشّرّ في زمن الفساد والسّواد كثيرًا ما تسير خلف الخطيئة والضّلال متناسية الإنسانيّة والصّلاح. الرّوح القدس يأتي إذًا ليقوّم مسار هذه القلوب، فيحدّد طريقها ويجعلها مسرحًا واسعًا أبطاله المحبّة والخير والبرّ والسّلام.

الرّوح القدس يجعل قلوبنا تتشبّه بالكنائس، فبيت الرّبّ هو رحم الرّحمة ونبع الانفتاح وبحر من الخير والمحبّة. فالكلّ مرحّب به في بيت الرّبّ، مهما كان دينه أو عرقه أو لونه أو حالته الاجتماعيّة، وهذا ما يجب التّمثّل به، نحن المؤمنين بالثّالوث الأقدس.

إذًا علينا قبول الآخر في قلوبنا من دون تفرقة أو تكبّر، من دون تعالٍ أو تقييم، من دون حقد أو غيرة، تقبّل الآخر المختلف وتحويل الاختلاف إلى تنوّع.

قبول الآخر المرجوّ ليس بالرّسالة السّهلة، لأنّ النّفس البشريّة تميل فطريًّا إلى الشّرّ، غير أنّ هذا ممكن مع الرّوح القدس.

الرّوح القدس يحوّلنا إلى كنيسة، إلى أمّ قلبها مفتوح، إلى أبناء صالحين يرضى الله عن تصرّفاتهم، إلى إخوة متّحدين بالإنسانيّة، إلى شلّال رحمة ونبع محبّة، فهل نتّكل على مواهب الرّوح القدس في حياتنا؟