دينيّة
04 آذار 2021, 08:00

ما هو الصّوم؟

ماريلين صليبي
في مسيرة الصّوم الكبير انطلق المسيحيّون... مسيرة كثيرًا ما تكون قاسية بالنّسبة إلى بعض المؤمنين الذين يلخّصونها بفترة من الانقطاع والفراغ، غير أنّ زمن الصّوم هو زمن الملء والقداسة!

 

في هذه الفترة المباركة، يسعى كلٌّ منّا إلى ملء فراغ القلب بالتّقشّفات وإلى إشباع الجوع الرّوحيّ الحقيقيّ من خلال الشّوق إلى الله الذي وحده يسكّن اضطراب القلوب.

لذلك، وبحسب الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي الخويري، المؤمنون مدعوّون إلى تكثيف الصّلوات، ما يساعدنا على ملء فراغات قلوبنا من خلال حضور الرّبّ.

وسائل عديدة لملء القلوب يتشاركها الأب خويري مع المؤمنين. هي أساليب روحيّة تقدّمها إلينا الكنيسة في الصّوم لنَيل النِّعم اللّامتناهية.

الصّوم توبة وشفاء، أيّ إنّ توبتنا للمسيح في الصّوم هي توبة إلى طبيبنا الشّافي الذي ما جاء ليديننا بل ليشفينا من الخطيئة ومن جروحنا بحبّ لا محدود.

الصّوم لقاء العريس، إذ إنّ بشرى الصّوم السّارّة هي أنّ الله مغرم بنا وهو آتٍ إلينا بلهفة العريس لأحبابه.

الصّوم مسيرة نحو المسيح الحيّ، مسيرة تمتدّ على مدى 40 يومًا من الجهاد والأمان لاختبار ميناء آلام الرّبّ وقيامته.

كلمة الله هي محور زمن الصّوم، فلطالما ارتبطت هذه الفترة بقراءة الكتاب المقدّس، كلمة الله الحيّ التي هي خير غذاء، والتي لا تكشف وجه الله وحسب، بل تكشف وجهنا وقلبنا أيضًا.

الصّوم شفاعة وشهادة وهو اختبار جماعيّ نعيشه مع الكنيسة ومن أجلها. لذا يجب أن يكون صيامنا خروجًا من الذّات نحو الخالق ونحو إخوتنا في الإنسانيّة.

الصّوم كنز الكنيسة الثّمين وهو فسحة لقاء وحوار وشهادة، فليكن صومنا دافعًا ليسألنا الآخرون: ما الذي يجذبك لتتصرّف بهذا المقدار من الحبّ؟

إذًا قلبنا الذي سنُفرغه بالصّوم من المأكولات والمشروبات سيظلّ قلقًا مضطربًا إلى أن يرتاح بالله الذي خلقه. فليكن صومنا خلاّقًا ومتجدّدًا، لأن لا يوجد وصفة سرّيّة لنصبح قدّيسين، ولا يوجد تصرّفًا سحريًّا نقوم به، بل هي حياتنا الرّوحيّة ما تجعلنا نتفاعل مع نعمة الرّبّ لتتألّق مسيرة قداستنا.