لبنان
21 تشرين الثاني 2025, 08:50

أحد بشارة العذراء... أحد التّحوّل الكونيّ

تيلي لوميار/ نورسات
يشرح البروفيسور الأب يوسف مونّس "التّحوّل الكونيّ" الّذي حصل بـ"أحد بشارة العذراء"، فبفعل الـ"نعم" الّتي قالتها مريم العذراء، حوّلت مصيرها ومصير البشريّة بأسرها، ويكتب:

"كلّ شيء تحوّل. ما كان سابقًا تغيّر ولم يعد كما كان، الاندهاش يعمّ البشريّة والكون. العذراء تجعل ابن الله المسيح المنتظر. ابن الله يسوع المسيح الأقنوم الثّاني الإلهيّ تجسّد لأجل خلاصنا ودخل تاريخ البشريّة.
قوّة الله، الرّوح القدس غيّرت واقع الأنتربولوجيا. مريم تصبح أمًّا وتلد وهي لا تعرف رجلًا، لقد بقيت أمًّا بتولًا وعذراء.
وصل، طوى جناحيه، انحنى، وقال: السّلام عليك يا مريم. إبتدأ بالسّلام كي لا يخيف العذراء الّتي تفاجأت بوصول الملاك.
خافت مريم كما تخاف أيّ امرأة دخل عليها فجأة، وهو الغريب، ولكن يقول لا تخافي يا مريم أنا جبرائيل أرسلت من قبل الله لأبشّرك بأنّك ستحبلين وتلدين ابنًا، إنّه المسيح المنتظر مخلّص العالم. تعجّبت مريم من هذا الاختيار ومن الرّسالة الغريبة. فقالت: كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلًا. فقال لها الملاك: قوّة العليّ تظلّلك والمولود منك بقوّة الرّوح القدس هو المسيح المنتظر مخلّص العالم، فقالت مريم: ها أنا آمة الرّبّ فليكن لي حسب قولك. 

إنّها صرخة الإيمان بوحي الرّوح القدس، صرخة ستحوّل مصير مريم العذراء ومصير البشريّة. وقد صرخ مار برنزدوس: قولي نعم من ثقل الخوف والانتظار، قولي نعم لتخلّص البشريّة بتجسّد ابن الله. وتحوّل مصير الأنتربولوجيا انه ابن الله عمانوئيل. إنّه كلّ شيء كان وهو الكائن وهي منه قد نالت نعمة، وابنها يدعى يسوع، وهو يكون عظيمًا وابن العليّ يدعى وسيعطيه الرّبّ عرش داود أبيه ويملك على آل يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه انقضاء، لأنّ المولود منك يدعى ابن الله، لأنّه ليس عند الله شيء عسير، لأنّه ليس أمر غير ممكن عند الله. وقالت مريم الكلمة الّتي حوّلت مصير البشريّة وقلبت غير المعقول معقولًا. وكان ما كان حسب قول الملاك، مريم حوّلت كلّ شيء لأنّها آمنت بما قيل لها من عند الرّب ويسوع بحبّه للبشر وبتجسّده وآلامه وعذابه وجلده وصلبه وموته وقيامته، حوّل كلّ شيء إلى ميلاد خلاص دائم وفرح بمحبّة لا حدود لها. لو لم تقل مريم نعم لما كان خلاص ولما كان تجسّد ابن الله.
ولو لم يبذل نفسه يسوع حبًّا بنا وفداء لنا، لما كانت مصالحة وخلاص. تيولوجيا الابن يسوع مرتبطة بأنتربولوجيا بنت النّاصرة مريم.
يا لفرحنا بزمن الميلاد وزمن الآلام والقيامة بالعظمة لاهوت المسيحيّة."