لبنان
10 آذار 2021, 12:15

أساقفة الرّوم الكاثوليك: الوطن في خطر، لينظر المسؤولون بروح المسؤوليّة إلى ما آلت إليه أحوال الشّعب

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ اجتماع أساقفة لبنان والرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات في الرّبوة. وتمّ البحث في الشّأن الوطنيّ العامّ، إضافة إلى الشّأن الكنسيّ.

وفي ختام الاجتماع أصدر المجتمعون بيانًا ثمّنوا خلاله، بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، الزّيارة التّاريخيّة الّتي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى العراق. وإعتبروها "محطّة أمل ورجاء للمسيحيّين وللأقلّيّات جميعًا". كما رأوا في الزّيارة "تكملة بناء جسور هامّة بين المسيحيّة والإسلام وهذه المرّة من باب شيعيّ في لقائه المرجع الأكبر السّيّد علي السّيستاني بعد لقائه شيخ الأزهر عام 2019." ورفعوا الدّعاء إلى الله كي تعطي هذه الزّيارة ثمارها في" تثبيت المسيحيّين في مناطقهم في العراق، وبلدان الشّرق الأوسط كافّة". وتلقّف الآباء بإيجابيّة نيّة قداسة البابا زيارة لبنان".

ودعا المجتمعون إلى "الإسراع في تأليف الحكومة، وإلى تخطّي العقبات الّتي تحول دون ذلك، وحملوا المعرقلين مسؤوليّة الفراغ الحاصل، سيّما وأنّ أسباب التّعطيل فئويّة ومذهبيّة وبعيدة كلّ البعد عن مصالح الوطن والمواطنين، ودعوا إلى تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات ومعالجة الأزمة النّقديّة والاجتماعيّة".

كما دعوا إلى "التّدخّل فورًا للحدّ من ارتفاع سعر الدّولار في السّوق السّوداء، ودعموا كلّ مبادرة تكشف أسباب هذا التّلاعب ومن ورائه، واتّخاذ الإجراءات القانونيّة بحقّه، مؤكّدين أنّ "حالة الوطن والمواطن تتأزّم بسبب الأطماع الحاصلة، والأمر لم يعد يحتمل. كذلك استمعوا باهتمام إلى صرخة النّاس، وكان آخرها صرخة قائد الجيش تجاه جنوده الّذين هم جزء أساسيّ من النّاس".

ورأى المجلس "أنّ الوطن في خطر، وعندما تكون الأوطان في خطر فهي بحاجة إلى منقذين يتحلّون بروح التّجرّد والتّضحية، وليس إلى أناس همّهم الوحيد تأمين مصالحهم وطموحاتهم الشّخصيّة. لذلك يطالب الأساقفة المسؤولين بأن يتخلّوا عن سياسة توزيع الحصص في ما بينهم، وينظروا بروح المسؤوليّة إلى ما آلت إليه أحوال الشّعب الّذي هم مسؤولون عنه".

وشدّد على "وجوب تحييد لبنان عن الصّراعات الإقليميّة، طبقًا لما جاء في إعلان بعبدا في حزيران 2012، والّذي وافق عليه الجميع يومئذ، وأبلغت الدّولة الأمم المتّحدة بذلك في حينه، مشيرة إلى "أنّ لا خلاص للبنان إلّا بإبعاده عن الصّراعات الإقليميّة، ما عدا الصّراع مع إسرائيل الّذي يجب أن يبقى خارج دائرة أيّ حياد".

وطالب الآباء بـ"العودة إلى اتّفاقيّة الطّائف الّتي أوقفت الحرب الأهليّة بين أبناء الوطن الواحد، وأعلنت تمسّكها باتّفاقيّة الهدنة، مع إسرائيل وبتطبيق كلّ القرارات الدّوليّة بما فيها القرار 1701 الّذي يحمي كلّ الحدود، مطالبين" بحوار وطنيّ شامل يعالج هذه المسألة بمؤازرة المجتمع الدّوليّ كما حدث في الطّائف".

وفي ختام الاجتماع، انتخب المجلس المطران جاورجيوس إدوار ضاهر منسّقًا للمجلس عوضًا عن المطران إيلي بشارة حدّاد لانتهاء مدّة خدمته.

وتمنّى الآباء للمؤمنين جميعًا "أيّامًا مباركة في زمن الصّوم هذا، وعبّروا عن شكرهم للكهنة الّذي يقدّمون الخدم خلال هذا الوباء، وكذلك الجسم الطّبّيّ والتّمريضيّ، ودعوا الجميع إلى مزيد من الصّوم والصّلاة كي ينقذ الله لبنان من أزمته، ولكي يبعد عن العالم الوباء اللّعين الّذي حصد أحبّاء وأصدقاء لنا جميعًا".