العالم
23 نيسان 2024, 07:10

أطفال ذوي الإعاقات الذّهنيّة مهمّشون، ومركز "الأخت كلير" يداوي جروحهم

تيلي لوميار/ نورسات
أسفت الأخت كلوديا سامبا على حال الأطفال في بعض المجموعات العرقيّة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مشيرة إلى أنّه: "غالبا ما يتمّ تهميش الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنيّة"، وكانت الأخت كلوديا قد عملت مع الأطفال ذوي الإعاقات الذهنيّة في كلِّ من السنغال وموريتانيا لمدّة ثماني سنوات، في مركز "الأخت كلير" في روصو Rosso.

 

وتابعت "ينظر إلى فئة الأطفال ذوي الإعاقة الذهنيّة من ناحية على أنّها لعنة، ومن ناحية أخرى، على أنّها سحر الحظّ السعيد".

بدأت الأخت كلوديا خدمتها منذ ثماني سنوات في مركز "الأخت كلير"، الذي يخدم على نحوٍ خاصّ الأولاد ذوي الإعاقة الذهنيّة في منطقة روصّو في السنغال.

ويبدأ برنامج هذا المركز بزياراتٍ في البيوت، ما يساعد الأخوات على فهم حقيقة الأشخاص الذين يخدُمْنَ واختبار واقعهم. وهنّ يُقمن بهذه الجولة مرّتين في الأسبوع.  

وقد لاحظنَ، إبّان زياراتهنّ أنّ الأطفال ذوي الإعاقات الذهنيّة يُعاملون على نحوٍ متباين وفق المجموعة الإتنيّة،"فمن جهة، يُرحّب بهم ويُعتبرون محظوظين لأنّهم يستطيعون كسب المال والحصول على سلع مختلفة، من خلال التسوّل. ومن جهةٍ أخرى، يُنظر إليهم كلعنة، الروح الشرّيرة للعائلة، ما يعلّل تهميشهم."

ومن أجل تلبية متطلّبات تقديم الرعاية، يلتزم مركز "الأخت كلير" بزيادة الوعي في الجوانب كلّها: الوالديّة، والاجتماعيّة، والدينيّة، والحكوميّة، والدوليّة.

تخبر الأخت كلوديا أنّهنّ سافرن على طول كيلومترات وأنّهنّ بكيْنَ على طريقتي معاملة أولئك الأطفال، ثمّ أتى الأمل من مشروع تموّله المؤسّسة البابويّة، التي أنشأها كاثوليك أميركا الشماليّة لجلب محبّة المسيح إلى العالم المحتاج والارتباط الوثيق بعمل الكنيسة والأب الأقدس. كذلك تمدّ يد العون وزارة الشؤون الاجتماعيّة في البلدين الأفريقيّين ومنظّمات غير حكوميّة، مع ذلك "لا تزال الطريق طويلة للقضاء على هذه المعتقدات القائمة على أساس عرقيّ في أفريقيا ما دون الصحراء"، على ما تقول الأخت كلوديا.  

وتجدر الإشارة إلى أن "مركز الأخت كلير" يستقبل الأطفال ذوي الإعاقات الذهنيّة جميعهم حتّى سنّ الرابعة عشرة، وكم تفرح الأخوات بالقيام بعملهنّ وهنّ يعتبرنه هديّةً من الله ويعتبرن أنّ هؤلاء الأطفال يعطونهنّ أكثر ممّا يأخذون منهنّ "لا سيّما عندما يتعلّمون كيف يرسمون، أو يغنّون، أو يكتبون، أو يصبّون القوالب وكيف يتمكّنون من اللعب وفق قدراتهم".  

وهم يظهرون لنا أنّ "عالمهم يُحضر لنا أحيانًا المفاجآت"، وكما قال أحد الحكماء "سرّ الحياة أن تحبّ ما تفعل، لا أن تفعل ما تحبّ"، "هذا سرّي"، هكذا ختمت الأخت كلوديا كلامها.