لبنان
22 شباط 2023, 10:30

إبراهيم عرض الأوضاع مع سفيرة فرنسا في لبنان: لبنان في خطر ونعوّل على دور فرنسا في إنقاذه

تيلي لوميار/ نورسات
عرض رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الأوضاع في لبنان مع سفيرة جمهوريّة فرنسا في لبنان آن غريو، خلال استقبالها في مطرانيّة سيّدة النّجاة يرافقها مسؤول البروتوكول في السّفارة زاهر أبي راشد، بحضور النّائب ألأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم والقيّم العامّ الأب اليان أبو شعر.

خلال اللّقاء، جرى استعراض مفضّل لأوضاع منطقة زحلة والبقاع وتأثير الأزمة على أبنائها، كما قدّم ابراهيم لمحة عن عمل مستشفى تلّ شيحا والجمعيّات التّابعة للمطرانيّة.

وللمناسبة، ألقى المطران ابراهيم كلمة جاء فيها: "يسعدني استقبالكم اليوم في هذا الصّرح التّاريخيّ العريق الّذي لعب منذ مئات السّنين دورًا ليس دينيًّا فحسب، بل وطنيًّا جامعًا واجتماعيًّا شاملاً أيضًا. وقد كان لهذه الدّار بشخص سلفي المرحوم المطران كيرلّس مغبب (فيما بعد بطريرك) دورٌ تاريخيّ مع الإخوة الفرنسيّين في ولادة لبنان الكبير. وكم كانت إقامة الجنرال ديغول مدّة أشهر سنة 1942عندنا في زحلة مهمّة في تاريخ هذه المدينة وهذا البقاع الّذي كان يومًا أهراء الإمبراطوريّة الرّومانيّة. وأوتيل قادري الكبير في زحلة كان شاهدًا على أبرز تحوّل في تاريخ لبنان، فمنه أعلن الجنرال غورو في 3 آب 1920 ضمّ الأقضية الأربعة الّذي مهّد لإعلان "دولة لبنان الكبير".

إنّ الارتباط الوثيق بين فرنسا ولبنان يمتدّ من الماضي إلى الحاضر وإلى المستقبل. لذلك أرى من واجبي أن أنقل إليكم هموم اللّبنانيّين وقلقهم على مستقبل هذا الارتباط ولو كان هذا القلق مصحوبًا بقناعة راسخة أنّ دور فرنسا في لبنان ليس كدور باقي الدّول وهم يعوّلون كثيرًا على هذا الدّور في انتشال وطننا من عمق الحوت الّذي يبتلعه.

سعادة السّفيرة، مع بداية زمن الصّوم المبارك نتأمّل مدّة أربعين يومًا في معنى الألم والصّليب ويبقى الهدف واحدًا ألا وهو الوصول إلى القيامة المجيدة. نحن قياميّون وزيارتكم لنا اليوم قياميّة. إنّكم تأتون نورًا كما يقول أشعيا النّبيّ: "اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ." (إش 9: 2). أقول هذا لأنّي مؤمن أنّ فرنسا هي حامية الحرّيّات في العالم والحرّيّات في لبنان مزعزعة والقانون في لبنان مزعزع والقضاء ليس بخير وهذا يخلق هوّة بين المواطن والدّولة لا تردمها إلّا إصلاحات من الدّاخل لأنّ شعبًا لا يُصلح نفسه من الدّاخل لا يمكن للخارج أن يُصلحه. أسلّمكم اليوم لبنان وديعة بين يدي فرنسا كي تعيد إليه الحرّيّة والمساواة والأخوّة. أملنا كبير بمستقبل لبنان وبدور فرنسا لذلك نتذكّر كلمات الرّئيس ديغول: "نهاية الأمل هي بداية الموت"، ونحن متمسّكون بالأمل، رافضون الموت.

في الختام أسمح لنفسي أن أصرخ بحناجر شعبي، شعبي الّذي أتيت من كندا عكس السّير لأكون معه، أصرخ بحناجرهم أمامكم من عمق الجرح الّذي يصيبنا: نحن في خطر، وجودنا في خطر، مؤسّساتنا في خطر، مستشفانا الّذي قضينا مدّة 117 سنة في بنائه وتطويره يكاد تنهار، مستقبلنا في خطر، كلّ شيء ينهار إلّا إيماننا بالله وبالإنسان وبفرنسا الأبديّة.  

أهلاً وسهلاً بكم، يا سعادة السّفيرة، وبمن وبما تمثّلون وبكلّ من معكم، في زحلة عاصمة الكثلكة وأوّل جمهوريّة في الشّرق، داركم ودار كلّ اللّبنانيّين ودار كلّ الفرنسيّين، دار أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك. عاش لبنان وعاشت فرنسا."

بدورها شكرت السّفيرة الفرنسيّة المطران ابراهيم على كلامه وقالت: "أشكر المسؤوليّة الّتي حمّلتموني إيّاها وسأنقلها مباشرة إلى الرّئيس ماكرون. أريدكم أن تعلموا أنّ فرنسا مصمّمة، وهذا قرار شخصيّ للرّئيس ماكرون، ألّا نترك لبنان يدمّر. لن نترك وسيلة لمساعدة هذا البلد وأبنائه. نحن لدينا رؤية مطابقة لرؤيتكم، رؤية استراتيجيّة بالحفاظ على فرادة لبنان واستقراره، وطن يعيش بأمن وسلام. للأسف لبنان اليوم على منحدر سيّء لكن الأمل معقود على اللّبنانيّين بتوحيد جهودهم للمساهمة في قيامة وطنهم. بإمكانكم الاعتماد على فرنسا، لكنّنا لا نستطيع العمل بمفردنا بل بالتّواصل مع الدّول الصّديقة والشّريكة، وأنا مقتنعة بأنّ الوضع صعب والتّحدّيات كثيرة لكن هناك هامش للتّغيير في هذا البلد علينا دعمه وهذا ليس بالأمر السّهل. أريدكم أن تتأكّدوا أنّ فرنسا إلى جانبكم.

أشكرك سيادة المطران على مشاعرك تجاه فرنسا وكلامك الجميل الّذي سأنقله إلى المراجع العليا".

وتبادل المطران ابراهيم والسّفيرة غريو الهدايا التّذكاريّة، ودوّنت كلمة في سجلّ الشّرف ووعدت بزيارة ثانية للتّعرّف أكثر على المطرانيّة وزيارة المكتبة والمتحف والكاتدرائيّة، بحسب ما ذكر إعلام المطرانيّة.