لبنان
09 أيلول 2022, 09:30

إبراهيم كرّس أعضاء جديدين في الشّبيبة الطّالبة المسيحيّة بعيد ميلاد السّيّدة العذراء

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد ميلاد السّيّدة العذراء وعيد مقام سيّدة زحلة والبقاع، احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالذّبيحة الإلهيّة في كنيسة المقام، بمشاركة لفيف الإكليروس، جرى خلاله تكريس أعضاء جدد في حركة الشّبيبة الطّالبة المسيحيّة زحلة، بحضور فعاليّات.

وكانت عظة للمطران ابراهيم هنّأ فيها الشّبيبة الطّالبة المسيحيّة بالأعضاء الجدد، وتحدّث عن أهمّيّة مريم في الحياة اليوميّة، فقال:

"الشّباب هم عيد الكنيسة الدّائم.

نعيّد اليوم عيد مولد السّيّدة العذراء، لكن في حياتنا دائمًا وبنوع خاصّ في قلوبنا مكان للعذراء وعيد دائم لها لأنّنا لا نستطيع فصل المسيحيّ عن العذراء. كلّ مسيحيّ لا يربط نفسه بالعذراء مريم ينتقص من مسيحيّته ومن محبّته لإبنها يسوع.  

أشكر المسؤولين في حركة الشّبيبة الطّالبة المسيحيّة، المرشد العامّ الأب طوني ساسين والمرشد المحلّيّ الأب نقولا صغبيني وكلّ المسؤولين عن هذه الحركة الّتي نتمنّى لها أن تنمو في حضن العذراء مريم كما هي اليوم في هذا المقام، ومن كان للعذراء ابنًا كان أخًا ليسوع وابنًا لله.

أغتنم هذه الفرصة اليوم لأشكركم جميعًا على حضوركم لأنّه كلّ مرّة نجتمع يكون المسيح بيننا، لدينا إذًا سلطانًا أعطانا إيّاه الله ان نُحضِر يسوع بيننا لأنّه هو أراد أن نجتمع دائمًا ونصلّي. هذه السّلطة أعطيت لمريم قبل تكوين العالم لأنّ الله الآب في الثّالوث الأقدس اختار مريم قبل تكوين العالم وهي كانت لا تزال في قلب الله وفكره، أن تكون المختارة لتصبح أمًّا لإبنه يسوع الأقنوم الثّاني من الثّالوث الأقدس، الإبن الّذي بتجسّده صار يسوع المسيح، وبه أصبحنا نحن أبناء الله، وبالتّالي إذا كنّا أصبحنا أبناء الله بيسوع الرّابط بيننا وبين أمّه العذراء نولد من أحشائها روحيًّا ونصبح أبناء لها. لذلك الكنيسة لا تسمح أن نعيّد لمريم بشكل عاديّ، لكن تحضّرنا لكلّ عيد من أعيادها بصوم وتطهير للذّات، إذ لا نستطيع أن نتقرّب منها ونحن ملوّثين بالخطيئة والضّعف، بالحقد والكراهيّة، بتشويه سمعة النّاس واختيار الشّرّ وتغليبه في حياتنا على الخير. مريم أمّ الطّهارة ونحن لا نستطيع أن نولد إلّا من الطّهارة.

مريم أصبحت أمًّا لجميع الّذين يحبّون يسوع، وهي لم تستحقّ هذا المجد الّذي أعطي لها، من دون ألم. من بداية البشارة عرفت أنّها اختيرت لتتألّم مع ابنها يسوع، والكنيسة أسمتها شريكة الفادي، لأنّ مريم كما قال لها سمعان الشّيخ "سينفذ سيف في نفسك" أيّ أنّك ستعرفين الآلام عندما ترين ابنك يسوع مجروحًا ومسمّرًّا على الصّليب.  

نحن نريد المجد ولكن بدون ألم، نريد الكرامة ولكن بدون تعب وجهد. مع الأسف هذا شيء يحرمنا من بعض عطايا الله الّتي أعطيت لنا مجّانًا بأن يكون لنا كرامة لأنّ الله أعطانا إيّاها. نحن أيضًا مدعوّون لكي نكون شركاء ليسوع وهو على الصّليب في فداء أنفسنا وفي فداء الآخرين. حوّاء الجديدة مريم أدخلت من جديد البشريّة إلى النّعيم باحتضانها في أحشائها يسوع المسيح فصارت ليس فقط المملوءة نعمة لكن صارت أمّ النّعمة وأمّ مصدر كلّ النّعم. ونحن بتأكيد لاهوتيّ نولد أيضًا بالمعموديّة لكي نكون مع المسيح بالرّوح القدس. نحن ننحدر في سرّ هذه المحبّة من أحشاء مريم لأنّها تحبّنا كما تحبّ ابنها يسوع، وهي لن ترتاح إلّا عندما تأخذ الجميع إلى يسوع المسيح.

إذا نحن أتينا من الله فنحن ذرّيّة جديدة لله، نحن أبناء الملك. وإذا كنّا قادرين أن ندعو الله أبًا لنا فإنّنا نحن أبناء، ويسوع يؤكّد هذا الأمر من خلال صلاة الأبانا "أبانا الّذي في السّماوات". الأب هو الملك هو ملك الكون والخليقة، وإذا كان الله الملك فهذا يعني أنّنا أولياء العهد لذلك أنا أفرح بإسم كنيستنا، وأفرح بكلّ الكنائس، لكن بنوع خاصّ أفرح أن أكون ملكيًّا وأن نكون ملكيّين، الكنيسة الملكيّة هي تابعة للملك، هي مجموعة أولياء عهد لأنّنا جميعًا أبناء الملك. تاريخيًّا عندما سمّوا المسيحيّين في هذه المنطقة وبعد المجمع المسكونيّ الثّاني، كان جميع من أقرّ قانون الإيمان كما نعرفه اليوم قد دعوا ملكيّين لأنّهم تبعوا قرارات المجمع المقدّس في ذلك الوقت الّذي دعا إليه الملك.

لولا "نعم" مريم للولادة، لو لم تكن مريم الآنيّة الطّاهرة الّتي استطاعت أن تحمل في أحشائها ابنها يسوع بالطّهارة والعذريّة، لم تكن البشريّة قد حصلت على الخلاص، لذلك نحن دائمًا مديونون لهذه الأمّ العظيمة الّتي هي مريم الّتي تعلّمنا أنّه باستطاعتنا أن نولد من جديد بالإيمان ومحبّتنا لله. كلّ شخص يكرّم مريم هو شخص يحبّ الله ويحبّ أخاه الإنسان."

وفي لفتة خاصّة إلى مدير عامّ وزارة الزّراعة المهندس لويس لحّود قال المطران ابراهيم: "اليوم يوجد بيننا شخص أعرف مقدار محبّته لمريم، وخلال الشّهر المريميّ يزور يوميًّا الكنائس المريميّة في هذا الوطن المريميّ لبنان، وشرف كبير لهذا الوطن أن يكون في حضن مريم ومكرّسًا لها. هذا الشّخص يحتفل بعيد ميلاده اليوم مع عيد ميلاد مريم، نتوجّه إليه بالمعايدة القلبيّة ونتمنّى له الصّحّة ومتابعة نشاطه كمسؤول في هذا الوطن وأن يكون بإذن الله في أقرب وقت أب باني عائلة على مثال عائلة الثّالوث في السّماء. أنا اتكلّم عن زحليّ أصيل، وكثيرون بيننا اليوم هم من نسل هؤلاء الّذين أبدعوا في العطاء لبناء هذا المقام، إنّي أتكلّم عن مدير عامّ وزارة الزّراعة المهندس لويس لحّود."  

بعد القدّاس انتقل الحضور إلى قاعة الكنيسة حيث وزّع المطران ابراهيم الهدايا على الأطفال الحاضرين.