متفرّقات
10 تشرين الثاني 2022, 14:00

إفتتاح "المنتدى الدولي للإنسانيّات البيئيّة" في جبيل

الوكالة الوطنيّة للإعلام
إفتتح "المركز الدولي للعلوم الإنسان - اليونيسكو" - جبيل المنتدى الدولي للإنسانيات البيئية، بالتعاون مع مؤسسة هانز سايدل Stiftung (HSS) وبالشراكة مع المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية (CIPSH) وتحالف BRIDGES في برنامج اليونسكو لإدارة التحولات الاجتماعية ونادي روما، في مركزه في جبيل، كحدث مواز لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في شرم الشيخ، شارك فيه وزيرا الإعلام والثقافة في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ووسام المرتضى، الدكتور رشيد شمعون ممثلًا وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، سفير تونس في لبنان مواري الامام، الدكتور هاني خضر ممثلًا السفير المصري، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، قائد الكلية الحربية في الجيش اللبناني العميد الركن جورج صقر، رئيس مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني العميد باسم الأحمدية، كريستوف ديوارتز ممثل مؤسسة هاندر، رئيس أنطش جبيل الأب سيمون عبود، رئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد والأعضاء وحشد من المهتمين.

بعد النشيد الوطني وكلمة عريفة الاحتفال ڤانيسا صفير ألقت صليبا كلمة أشارت فيها إلى أنه "لكل بيئة حضارتها وما من حضارة ترسخ في التاريخ اذا لم تحترم بيئتها"، معتبرة أن "وجود أصحاب المعالي اليوم هو الشاهد على  إرادة صمود هذا الوطن". 

وقالت: "‏‎عرفت البيئة توازنَها وتنوّعَها حتى القرن التاسع عشر اذ أن النهضة الصناعية ومصادر الطاقة والتزايد السكاني قوضت التوازن البيئي والتنوع الحيواني فكان الإنسان ليحسن ظروف حياته يسيء إلى البيئة وخصوصيتها، فبات التسابق قائما بين أولويات الحياة العصرية في زمن العولمة من جهة، والعلوم التي تجهد لإقامة توازن متجدد من جهة أخرى بالرغم من التحديات القائمة."

ولفتت إلى أن "‏‎مقتضيات الحياة العصرية ورفاهية الإنسان، بخاصة في  المدن الكبيرة، تلقي آلاف الأطنان من الغازات والغبار والأتربة التي تفسد الهواء فتجعله غير صالح للتنفس، فمفسدات البيئة آخذة في الاتساع اذ نشهد المزيد من الورش الصناعية واستهلاك الأسمدة والمبيدات والمخصبات الزراعية، مما يراكم  المخلفات، التي تعد أحد مصادر التلوث والخطر على صحة الإنسان، من هنا كان لا بد للعالم التصدي لهذا الواقع، فباتت القضايا البيئية في صلب أولويات الدولالتي تضعها في مقدّمة برامجها، ولو أن الاستثمارات التكنولوجية تستنفد موازنات الحكومات، فإن العالم المتقدم يرعى وبعناية فائقة وجنبًا إلى جنب استثمارات أخرى في الجانب الإنساني البيئي لتدارك هذه الاخطار والموبئات، مع التزام مفهوم الرفاهية الإنسانية والتطور وذلك من أجل توفير الكفاءات الأكاديمية والمهنية التي تؤمن متطلبات الصحة والسلامة التي تختلف من بلد إلى آخر وتتصدّى الدول الناميةلمشاكلها أيضًا كقلة المياه العذبة وتلوث الهواء والماء والتصحر والنفايات الخطرة، وخسارة التنوع البيولوجي وتغير المناخ واستنزاف طبقة الأوزون والمطر الحمضي".

تابعت: "هذه الهواجس لم تغب عن أهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو ولا عن استراتيجية هذا المركز، الذي سعى جاهدًا بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والبيئة إلى إضاءة شمعة في هذا الظلام على مستويين: المستوى البيئي الأكاديمي من خلال تنظيم واستضافة أو المشاركة في المؤتمرات البيئية الوطنية والإقليمية والدولية وإصدار العديد من الدراسات والتوصيات بالمشاركة مع أصحاب الاختصاص، كما تم تدشين مجسم بيئي في حديقة المركز يحمل وصايا أهداف التنمية المستدامة، والمستوى التنفيذي من خلال تحويل هذا المركز إلى مركز صديق للبيئة، مع الحفاظ على الخصوصية التراثية على مدخل المدينة القديمة في بيبلوس، فكان التراث البيئي يتجانس مع  التكنولوجيا، فوضعت الدراسات بإشراف وزارة الثقافة لتُعتمد رسميًّا كنموذج يعتمد في الأبنية التراثية". 

قالت: "مؤتمرنا اليوم بتنوع الحضور من الوزارات المختصة والأكاديميين وأصحاب الاختصاص والخبراء يأتي ليكمّل ما بدأناه واذا انعقد هذا المؤتمر اليوم، فكل التقدير والشكر لمؤسسة هانز سايدل لرعايتها الدائمة والسيد كريستوف ديوارتز وفريقه.وكل العرفان لشركائنا CIPSH ،والـ bridges coalition و Club of Rome  على حضورهم الكريم ولجميع الحاضرين والخبراء اللبنانيين والدوليين لمشاركتنا خبراتهم الأكاديمية من خلال محاضرات وأبحاث وتبادل خبرات قد تضفي على هذا اللقاء منفعةً للمجتمع ورُقيًّا وحضارة".

ديوارتز

وأعرب ديوارتز في كلمته عن "أهمية هذا المؤتمر في ظل التغير المناخي في العالم، مشددًا على "ضرورة إايلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى لاسيما في هذه الأيام، وأعلن استمرار المؤسسة في دعمها للمركز الدولي لعلوم الإنسان -اليونيسكو بيبلوس منوّها بالمواضيع التي يتم طرحها".

المكاري

وأكد  الوزير المكاري في كلمته أن "الحفاظ على البيئة لم يعد مقتصرًا فقط على المفهوم التقليدي بل تعداه إلى تخصصات فرعية أخرى تواكب الأبحاث العلمية وتطرح أسئلة إنسانية عن القيم والأخلاق والثقافة المرتبطة بمسألة البيئة ومعالجة مشاكلها"، مشيرًا إلى أن "العديد من القضايا البيئية متداخلة بشكل كبير في المسائل الإنسانية المتعلقة بالثقافة والعدالة والسياسة، تشكّل طريقة جديدة للتفكير في المشكلات البيئية". 

ورأى أن "من بين هذه التخصصات الفرعية يلعب الإعلام دورا كبيرا في استثارة الوعي بالقضايا البيئية والتنموية وذلك عن طريق حملات التوعية والتغطية الإخبارية والبرامج الحوارية التي تسلّط الضوء على التهديدات التي تطال البيئة ومنها التلوث البيئي والتغيير المناخي وتآكل طبقة الأوزون والاحتباس الحراري وأخطار نقص الموارد الطبيعية وغيرها من المخاطر البيئية التي تهدد كوكب الأرض". ولفت إلى أن"دور وسائل الإعلام برز هنا في توعية الجمهور على الحفاظ على البيئة واعتماد أسلوب حياة يحافظ على الموارد الطبيعية ويلجأ إلى التنمية المستدامة دون المساس بالموارد الطبيعية، وقد ظهر فرع متخصص في الإعلام هو الإعلام البيئي الذي يسلّط الضوء على مشاكل البيئة والأخطار التي تهددها بطريقة مبسطة تزيد من نسبة الوعي عند المواطن وتدفعه إلى أخذ قرارات لحماية البيئة".

وأكد أن "الإعلام الرقمي ساهم ووسائل التواصل الحديثة بتوسيع دائرة انتشار الأخبار والمعلومات المتعلقة بحماية البيئة وسمح للأفراد والمجتمع المدني بإيصال الرسالة بطرق مختلفة، وأصبحت بذلك الثقافة البيئية جزءا لا يتجزأ من العمل الإعلامي البيئي الذي يقوم على نشر الثقافة البيئية والتوعية"، مشيرا إلى أنه "على الإعلام مسؤولية كبرى في التوعية على ضرورة حماية البيئة، وقد قامت وزارة الإعلام بحملات عدة للتوعية مع شركائها على الحرائق واستهلاك المياه وغيرها من المخاطر البيئية". 

وختم مهنئا المركز الدولي لعلوم الإنسان-اليونسكو بيبلوس على "تنظيمه هذا المنتدى بالتعاون مع مؤسسة هانز سايدل و stiftung بالشراكة مع المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية وتحالف Bridges في برنامج اليونسكو لإدارة التحولات الاجتماعية ونادي روما"، متمنيًا "لفعاليات المؤتمر كل النجاح".

 المرتضى

ورأى المرتضى في كلمته أن الإنسان يحتار في وصف جبيل، أهي تاريخ يستوطن الجغرافيا، أم جغرافيا مجبولة من طينة التاريخ؟ مشيرا إلى أنها على مر الآلاف السبعة من عمرها ما برحت تصادق الموج والحجر والشجر والبشر، وتعقد، مع البيئة الطبيعية التي حولها، مواثيق حوار وحسن جوار."

وقال:"هذا الإرث الجبيلي المنتقل إلينا جيلا بعد جيل، يشكل نموذجا حيا عن كيفية تعاطي الإنسان مع بيئته تطويرا لها وحفاظا عليها في الوقت عينه. ولعل هذه القضية هي لب المفهوم العصري لدور الثقافة في حياة الشعوب: أن تؤمن استمرارية الماضي في الحاضر، وتضمن الانتقال الآمن إلى الزمن الآتي؛ وهذا يتناول التراثين المادي وغير المادي على السواء".

أضاف: "هذا  في كل حال همنا الأساسي في وزارة الثقافة، وبخاصة فيما يتعلق بالبيئة الأثرية في المواقع التاريخية، بحيث نتشدد كثيرا في عدم السماح بأن ترمم أو تقوم فيها أي منشأة لا تتلاءم مع طابعها الأثري الخاص. وإذا كانت مسألة البيئة قد باتت من أولى أولويات العالم المعاصر، حكومات وطنية ومنظمات أممية وشعوبا على امتداد المعمورة، فها نحن اليوم في جبيل في وسط مشهدية تؤكد أن الوسائل متاحة لمن عزم على أن يجعل البيئة صديقة له ولعمله، وأن الأمر لا يلزمه سوى الإرادة المقرونة بالوعي".

تابع:"ها نحن نرى مؤسسات عدة، ووزارات مختصة، وجمعيات تراثية وبيئية، كلها تتضافر عناصرها وتتشابك خناصرها، لتفتح في هذا السجل الحضاري العريق صفحة مشرقة جديدة عنوانها الإنسانيات البيئية، وهو عنوان يحملني على القول جهارا، بأن المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل، الذي يضم هذه الاحتفالية، ما كان ليصل إلى هذا الإنجاز لولا التفاته إلى معنى آخر من معاني النقاء البيئي، هو ذاك المتمثل في خلق بيئة عمل ضمن هذه المجموعة، كل ما فيها طبيعي، صاف، هادف، وزاخر بالتعاون والتفاهم فيما بين أعضائها، ومع وزارة الثقافة بكامل أجهزتها. إنها شهادة حق ينبغي لي أن أؤديها علانية". وأردف: هذا الموضع لذة للعيون والعقول. ههنا تزدحم البصمات الإنسانية على مرآة الطبيعة، وتحيط الطبيعة الجهود الإنسانية برونقها الجميل. "

وختم كلامه بالدعوة إلى التعاون للخلاص من كل الأزمات :"فهل لنا نحن اللبنانيين أن نعود إلى طبيعتنا الوطنية، فنتعانق كما الحجر والنبات على هذه الحيطان؟ هل لنا أن نتذكر بأن إحاطة بعضنا لبعض، وتعاوننا في كل الأمور، سبيلنا الوحيد إلى الخلاص بوطننا من كل أزماته السياسية والمالية والاجتماعية؟ يقول أحمد شوقي: "إن التعاون قوة علوية تبني الرجال وتبدع الأشياء، نعم وكذلك تبني الأوطان". 

شمعون

وألقى ممثل وزير السياحة كلمة قال فيها: "أقف أمامكم اليوم في أعقاب الاحتفال الأخير بانضمام لبنان إلى الاتفاقية الجزئية الموسعة حول الطرق الثقافية لمجلس أوروباEPA بصفته العضو الخامس والثلاثين - هذه الطرق التي تعبر مسار طريق الفينيقيين ومسارات التراث الأندلسي Legado Andalucía ودرب النبيذ iter-vities ومسارات شجرة الزيتون. وتم هذا الانضمام بفضل الدعم العملي من وزارات الثقافة والبيئة والإعلام اللبنانية بصفتهم أصحاب المصلحة الأساسيين والمسؤولين المباشرين عن تعزيز بيئتنا الثقافية اللبنانية وحمايتها".

أضاف: "تشمل البيئة الثقافية في لبنان أربعة وخمسين موقعا من مواقع التراث الثقافي المتنوعة التي تسمح لنا باختبار مجموعة واسعة من السيناريوهات: المناطق الداخلية والساحلية والريفية والحضرية والنائية بالإضافة إلى مواقع التراث الثقافي الخمسة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي تحميها اتفاقية لاهاي للعام 1954، والتصديق الأخير على إرشادات البروتوكول الثاني للعام 1999 من خلال دعم وزارة الثقافة بهدف تأمين حماية الممتلكات الثقافية في أثناء النزاعات المسلحة، والمبادئ التوجيهيّة لدراسات تقييم الأثر البيئي القيمة التي تصونها وزارة البيئة. سيستفيد حوارنا بين الثقافات مع شركائنا في المنطقة اليورو-متوسطية ​​ومنطقة الشرق الأوسط من دعم غير محدود من وزارة الإعلام لنشر معلومات ثقافتنا البيئية والمساهمة في ترسيخ القيم والاستراتيجيات الثقافية لشركائنا الوطنيين والدوليين التي تهدف إلى تعزيز مهمتنا المؤسسية المشتركة لنشر المعرفة حول التراث الثقافي اللبناني وضمان استدامتها".

أضاف: "من هذا المنطلق، تعمل وزارة السياحة اللبنانية بشكل أساسي على زيادة الفرص الاقتصادية وتحقيق الأهداف الإنسانية عبر الثقافات في أنحاء لبنان كافة. لذا أنشأت الوزارة نظام إدارة الوجهات السياحية لتطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية الذي يؤدي بالتالي إلى زيادة فرص تمكين المجتمع المحلي وخلق فرص عمل جديدة وتمكين الأدلاء السياحيين والثقافيين المحليين وتعزيز الوعي على مستوى الوطن. كلفت مكاتب إدارة الوجهات السياحية DMO بمسؤوليات تتجاوز نطاق المركزية الإدارية على مستوى الدولة ما يتطابق مع توجهنا الاستراتيجي الحالي لتحقيق اللامركزية الإدارية من خلال افتتاح37 مكتبا سياحيا جديدا في جميع أنحاء البلاد علما أن هذه المكاتب جميعها متصلة بالمقر الرئيس للوزارة وتتلقى الدعم منه".

وقال: "لا يزال قطاع السياحة في لبنان قويا ومتماسكا وسيستمر في التطور بفضل التعاون والدعم اللذين يحظى بهما من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية خصوصا جزء لا يتجزأ من الرسالة التي يجسدها هذا الحدث الثقافي. ونحن حريصون كل الحرص على إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص تعود بالنفع عليهما بالتساوي".

وختم: "نقدّر التعاون والدعم والجهود التي يبذلها شركاؤنا المحليون والدوليون الذين يعملون دائما بطريقة تتماشى مع رؤية الوزارة وخطة عملها".

عبّود

وألقى الأب عبّود كلمة اعتبر فيها أن "ما بين الإنسان والطبيعة والمجتمع علامة عنوانها لغة وثقافة"، مشيرا إلى أن "المركز الدولي لعلوم الإنسان أنشأ في مدينة الحرف في العام 1998، ليكون واحة الفكر والعلم والثقافة".

وقال: "إن المركز مع الدكتورة صليبا أقام أكثر من 150 محاضرة وندوة من أجل ثقافة الإنسان ليتكرّس اليوم مركزا ثقافيا وبيئيا بامتياز". 

وفي ختام كلمته قدّم باسم الرعية درعا تقديرية للدكتورة صليبا على عملها خلال السنوات الأربعة من ولايتها . 

تخلّل جلسة الافتتاح كلمة لمساعدة المديرة العامة لعلوم الإنسان في منظمة "الأونيسكو "غابريلا راموس عبر تطبيق ZOOM  .

بعد ذلك تم قص شريط الافتتاح وغرس شجرة أرز في الباحة الخارجية للمركز.

إشارةً إلى أن أعمال المؤتمر تستمر حتى يوم غد وتنتهي بإصدار التوصيات .