لبنان
28 تشرين الأول 2017, 07:00

اطلاق حملة عطاء تضامنيّة بين رعايا أبرشية جونية المارونية عنداري: الفقر هو ثمرة الظلم الإجتماعي والبؤس الأخلاقي والجشع واللامبالاة

أطلقت لجنة راعوية العمل الاجتماعي في الأبرشيّة البطريركية المارونية - منطقة جونيه، حملة عطاء تضامنيّة بين كل رعايا الأبرشية، إنطلاقاً من حاجات العائلات والأفراد، تحت عنوان"معاً نحن الأقوى"، برعاية المطران أنطوان نبيل عنداري وحضوره، لمناسبة اليوم العالمي"الأول" للفقراء الذي أطلقه البابا فرنسيس، في 19 من شهر تشرين الثاني المقبل.

استهلّ اللّقاء بكلمة ترحيبيّة لفيكي سلامة، شرحت فيها أهداف الحملة"التي ترمي الى النّظر الى حاجة الآخر، لأنّنا معاً أقوى"، بعدها، تحدّث الخوري جوزف سلّوم عن ظاهرة الفقر"التي هي بإزدياد لأسباب عدّة"، مشيراً الى"أنّ الفقر هو وجه من أوجه العبوديّة الحديثة"، وشدّد على"أنّ الفكر المسيحي يرتكز على المحبة والشراكة، بالتّالي لا يمكننا أن نكون غير مبالين". وشجّع سلوم كل"الرعايا والأشخاص على تقديم المساعدة لاخوتنا المحتاجين"، املاً في"أن نصل الى مرحلة لا يكون بيننا محتاج".

بدورها، قالت الأخت نهى دكاش:"انّنا مدعوون لمكافحة الفقر لا أن نعيش فيه، بتمكين المحتاج من خلال المشاريع الصغيرة، ومحاربة الجهل، والتوعية والتدريب والتنشئة، اضافةً الى الدعم والمساعدة والمساندة".

وشرح المطران عنداري في كلمته أهداف اليوم العالمي للفقراء الذي أنشأه البابا فرنسيس، وهي"كي تصبح الجماعات المسيحية، في جميع أنحاء العالم، أكثر فأكثر، وبشكل أفضل، علامة حسية لمحبة المسيح تجاه أصغر الناس وأكثرهم حاجة، وإلى حضّ المؤمنين للرّد على ثقافة الهدر والتبديد، وتبنّي ثقافة اللّقاء".

وأشار الى أمرين"الأول: مدنيّاً، يعود تاريخ الإحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى يوم السابع عشر من تشرين الأول العام 1987. ففي ذلك اليوم إجتمع ما يزيد على مئة ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع في ساحة تروكاديرو بباريس، وأعلنوا أنّ الفقر يشكّل انتهاكاً لحقوق الإنسان، وأكّدوا الحاجة إلى التضامن بغية كفالة احترام تلك الحقوق. ومنذ ذلك الحين أعلنت منظمة الأمم المتحدة يوم السابع عشر من تشرين الأول يوماً دوليّاً للقضاء على الفقر.
الأمر الثاني كنسيّاً، إثر إعلان انتهاء سنة اليوبيل، سنة الرحمة، نشر قداسة البابا فرنسيس رسالته الرسولية misericordia et misera رحمة وبؤس في الحادي والعشرين من تشرين الثاني 2016 لأجل ثقافة الرحمة. وأعلن عن رغبته بإعلان يوم عالمي للفقراء من ضمن آحاد الزمن الليتورجي. قال قداسته: إنّ ثقافة الرحمة تتحقق في المواظبة على الصلاة، وفي الإنفتاح على عمل الروح القدس، وفي الإعتياد على حياة القديسين والقرب من الفقراء. إنّه نداء عاجل يجب ألا يسأ تأويله، بل يجب الإلتزام به بإلحاح".

اضاف:"ينادينا الفقر كل يوم، كما لاحظ قداسته، ويستدعينا إلى الإهتمام بوجوهه المتعددة المطبوعة بالألم، والتهميش، والعنف، والتعذيب، والسجن، والحرب، والحرمان من الحرية والكرامة، والجهل، والأمية، والطواريء الصحية، والبطالة، والإتجار، والعبودية، والنفي، والبؤس، والهجرة القسرية... واللائحة تطول. لهذا الفقر أوجه هي ثمرة الظّلم الإجتماعي، والبؤس الأخلاقي، والجشع واللامبالاة: وجوه نساء ورجال، وأطفال، يستغلون لمصالح حقيرة، ويدوسهم المنطق الملتوي للسلطة والمال. وفي المقابل، تظهر أكثر فأكثر، مظاهر الغنى الفاحش الذي يتراكم في يد قلّة تتمتّع بامتيازات غير شرعيّة وتترافق مع استغلال مؤذ لكرامة الإنسان".

وتابع عنداري:"كل هؤلاء الفقراء ينتمون إلى الكنيسة بحكم الإنجيل على حدّ تعبير البابا بولس السادس. إنّنا مدعوّون إلى مدّ يدنا للفقراء وملاقاتهم. إلى النّظر إليهم بأعينهم ومعانقتهم كي نجعلهم يشعرون بحرارة المحبة. ويوصي قداسة البابا، في هذا اليوم العالمي، بالقيام بخطوات ومبادرات بسيطة ولكن ذات معنى: مثل دعوة الفقراء إلى المشاركة معاً في القداس الإلهي، واستقبال بعضهم كضيوف على مائدتنا".

وأخيراً كان عرض فيلم فيديو عن أعمال اللجنة.

اشارةً إلى أنّ قداسة البابا فرنسيس سيحتفل بالقداس الإلهي في ذلك اليوم في بازيليك القديس بطرس ويدعو بعده إلى مائدته 500 فقير لتناول طعام الغداء معه في قاعة بولس السادس.

ويطلب قداسته أن يصبح هذا اليوم العالمي للفقراء تقليداً سنويّاً، ليكون نداءً قويّاً لضمائرنا كي نعي أكثر فأكثر أنّ مشاركتنا الفقراء تسمح لنا بأن نفهم الإنجيل في حقيقته الأعمق.