لبنان
19 كانون الأول 2022, 12:10

الأب البروفيسور مونّس: أرسل الله ابنه الوحيد نورًا للأمم

تيلي لوميار/ نورسات
يواصل الأب البروفيسور يوسف مونّس تأمّلاته الخاصّة بزمن الميلاد، فيكتب:

السّكون يملأ اللّيل والبرد يغمر القرية الصّغيرة بيت لحم، والصّقيع يلفّ مراعي الضّيعة حيث يسهر رعيان على قطعانهم. ورجل وامرأة يبحثان عن موضع تقدر أن تلد فيه مريم وقد حان وقت وضعها. وفي السّماء ملائكة ترنّم وتبشّر وتصيح: المجدلله في العلا وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة لقد ولد يسوع المسيح مخلّص العالم. وفي الشّرق نجم يشعّ يتبعه ملوك مجوس حاملين الهدايا ذهبًا ومرًّا ولبانًا يسيرون آتين ليسجدوا لملك المجد. وفي الكون يضجّ صوت بلعام النّبيّ الأعمى يصرخ ويقول: "أراه وليس بقريب، أسمعه وليس ببعيد"، وملاك أتى في هذا اللّيل يقول للرّعيان "هيّا قوموا انطلقوا لقد ولد لكم اليوم مخلّص وهو الرّبّ يسوع المسيح". وهبّ الرّعيان منطلقين وأتوا ليروا ما قال لهم الملاك حاملين له هدايا من حملانهم.

الميلاد وسرّ لقاء الله بالإنسان

وتجسّد يسوع لأجل خلاصنا 

الميلاد هو سرّ حبّ الله للبشريّة لأنّ الله محبّة، فعندما لم يقدر الإنسان العودة إلى الله، أتى الله بنفسه إليه. وصار سرّ الميلاد هو سرّ عمّانوئيل أيّ الله معنا وصار إنسانًا مثلنا، أخذ جسدًا مثل جسدنا واجتمع في شخص يسوع سرّ اللّاهوت كاملًا بالنّاسوت، كاملًا بدون أيّ انتقاص من أحدهما وهذا ما قرّره مجمع خلقدونية (451).

التّيولوجيا والانتروبولوجيا التقيا

فالطّبيعة الإلهيّة كاملة والطّبيعة الإنسانيّة كاملة، وكذلك المشيئة الإلهيّة كاملة كما المشيئة الإنسانيّة. 

التّيولوجيا والانتروبولوجيا اجتمعتا كاملتين في شخص يسوع المسيح المتجسّد من مريم العذراء والمولود منها بقوّة الرّوح القدس كما أعلن وقال لها الملاك جبرائيل، هذا هو المعنى التّيولوجيّ اللّاهوتيّ للميلاد. 

علينا أن نعيش الميلاد في حياتنا

ونحن كيف نعيش الميلاد! علينا أوّلًا أن نعرف ونؤمن بما تقوله الكتب المقدّسة عن شخص يسوع المسيح وألوهيّته وإنسانيّته. 

وعلينا ثانيًا أن نؤمن بما تعلّمه الكنيسة والمجامع حول شخص يسوع المسيح. 

وعلينا ثالثًا أن نعيش حقيقة الميلاد بالمحبّة والمصالحة والمسامحة والغفران والعطاء والمشاركة، ولا نكتفي بلبس الثّياب الجديدة والمآكل الفاخرة وشرب الكحول والسّهر وننسى قريبنا ومعنا الأيتام والأرامل والعائلات الفقيرة والمعدومة بخاصّة في هذه الأيّام الغالية والسّاحقة للمساكين والبؤساء والمرضى