الأب بشارة أبو مراد يقترب من التّطويب
من هو الأب بشارة أبو مراد؟
"وُلِدَ سليم في زحلة عام 1853، ونشأ وسط أسرة متواضعة ومؤمنة. ومنذ طفولته، غَرَست أمّه في وجدانه أزاهير التّقوى وعيش الفضيلة. وعندما اجتاحته رغبة قويّة في تكريس ذاته للرّبّ، عزم على أن يدخل الدّير. ولمّا نال رضى والدَيه، أحسَّ بفرح عظيم لأنّه اعتبر أنّ رضاهما بركةٌ ومقدّمةُ التّوفيق له في هذه الحياة وفي الآخِرة.
في 7 سبتمبر/ أيلول 1874، دخل إلى دير المخلّص في جون-الشّوف، فلبس ثوب الابتداء في 19 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، وحمل اسم بشارة. بعد سنتَين، أبرَزَ النّذور الرّهبانيّة: الفقر والعفّة والطّاعة، وبعدها درس الفلسفة واللّاهوت واللّغتَين العربيّة والفرنسيّة.
واجَهَ رؤساؤه صعوبة في إقناعه بأن يرتسم شمّاسًا ثمّ كاهنًا. وحين كانوا يُصرّون عليه، كان يصمت أو يقول لهم: "ما جئتُ إلى الرّهبانيّة إلّا لأخلّص نفسي، لا لكي أرتسِم". لكنّهم في النّهاية تمكّنوا من إقناعه، ورُسِمَ كاهنًا في 26 ديسمبر/ كانون الأوّل 1883.
إهتمَّ الأب بشارة برعاية الإكليريكيّين في مدرسة دير المخلّص، فكان لهم الأخ والأب الحنون. وفي العام 1891، أرسِلَ هذا الكاهن القدّيس إلى دير القمر، وهناك عيِّنَ معلّمًا في المدرسة الأسقفيّة سنةً واحدة، وبعدها شملت خدمته قرى عدّة.
في 26 فبراير/ شباط 1923، رجع الأب بشارة نهائيًّا إلى دير المخلّص الّذي تركه شابًّا واشتاقت إليه نفسُه، فحصد محبّة الجميع واحترامهم. وكان المسيحيّون يأتون إليه، وكذلك المسلمون والدّروز، للتّبرّك وطلب الصّلاة.
وحين اشتَدَّ عليه المرض، قَلِقَ عليه الرّهبان، حتّى أصبحت غرفته أشبه بكنيسة تقامُ فيها الصّلوات. وقد تحمّل الأب بشارة مرضه بصبر وخشوع، ورقَدَ بعطر القداسة في 22 فبراير/ شباط 1930.
وقبلت لجنة مؤلّفة من سبعة أطبّاء في دائرة دعاوى القدّيسين الفاتيكانيّة أخيرًا أعجوبة منسوبة إلى شفاعة الأب بشارة بقوّة المسيح، وتمكّنت بفضلها امرأةٌ من منطقة عبرا من المشي مجدّدًا بعدما كانت مشلولة."