دينيّة
18 آذار 2023, 08:00

الأب حلّاق في "رسالة من يسوع إلى يوسف البار"

نورسات
لمناسبة عيد القدّيس يوسف خصّ الخوري معاون في كنيسة مار عبدا وفوقا بعبدا الأب كريستيان حلّاق موقعنا بتأمّل قلبيّ من خلال رسالة موجّهة من يسوع للقدّيس يوسف، جاء فيها:


 

"يا يوسف لا تخف أن تأخذ مريم وتعتني بها وبي، إنّي جابلك وصانعك وعالم أنّك تراب، وعالم بضعفك، لكنّي أثق وأنجذب إلى أمانتك وبرارتك.

أيّها الأب المصلّي والمتأمّل، من أفضل من رجل الله أن يستقبل ابن الله؟ أن يكون الزّوج الصّالح لأنقى البتولات؟ وأن يهتم بأمّ الله؟

إنّ مسيرتي على الأرض لشاقّة وصعبة. وأنا كطفل صغير غير قادر أن أختبأ من ظلم ملك حقود، ولا يسعني أن أسافر وحدي إلى مصر... فأنت حارس الفادي وحاميه.

مريم، أمّ الله والزّوجة الأمينة ألا تستحق بأن يساندها رجل صالح يتّقي الله ويعمل بمشيئته؟ إنّي لواثق بأنّك حتّى في اللّيالي، في يقظتك ونومك ستكون قادر أن تصغي لهمسات الرّوح تقول لك: "لا تخف"، "قم".

إنّي سأنمو بالحكمة والقامة أمام أبي الذي في السّموات وأمام النّاس لكنّي كطفل يصبو ليصبح رجلًا، بحاجة إلى أب يكون لي المثال في الطّريق، فيصبح الأب الأفضل بإمتياز ويصبح مثالًا لجميع الآباء في كلّ حين وفي كلّ مكان.

يا أبي البار يوسف، ستأتي أيّام ينسى فيها العالم حاجتهم لهذه الصّورة والمثال، صورة الأب، سيرتك ستكون لهم للتّنبيه والتّعليم عن معنى الأبوّة الحقيقيّة. فبك يعلم العالم أنّ الأبوّة تعني المسؤوليّة. فأنت ستأمّن لنا كعائلة متواضعة في النّاصرة كلّ ما يلزمنا أنا وأمي مريم، من ملبس ومسكن ومأكل وحبّ وحنان مستنيرًا بكلمة الله في جميع قراراتك لأنّها مصباح لخطاك ونور لسبيلك.

ستقدّمني في الهيكل كما توصيك شريعة الله، ليتعلّم الآباء، بأنّنا كأبناء نحن ننتمي لله أولًا وآخرًا، فيعلّموهم حبّ الصّلوات وتقدمة الذّات للرّبّ. ونتيجة لذلك ستجدني كلّما افتقدتني في الهيكل، فيما هو لأبي السّماويّ، فهناك تنجذب أشواقي وأفكاري لأنّ هواي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني.

ستعلّمني أن أعمل بفرح وصمت فأعرف بأنّ العمل هو أحد التّعابير اليوميّة للحبّ في العائلة، هو المكان حيث يقضي الأب معظم وقته فيكرّس كلّ طاقاته ويستثمرها من أجل عائلته. فالعمل يجوهر الإنسان، وبذلك يتعلّم الأبناء بأنّ أباؤهم ليسوا لفرض سلطة عليهم، إنّما هم حضور الله في حياتهم إن أحسنوا استخدام هذه الوزنة كآباء. وبأنّهم ثمرة حبّ، وبأنّهم مباركون ومعنى ساميًا لأبوّة والديهم ورمزًا لنتذكّر بأنّ الله يعتني بنا كما يعتني الأب بابنه.

يا يوسف الصّديق، شكرًا من أجل ما احتملت من أجلي ومن أجل أمّي مريم ولصلواتك لجميع العائلات وخصوصًا الآباء.

وشكرا لأنّك قبلت فاستحققت أن تدعى "حارس الفادي".    

                                                                        

فاديك، يسوع المسيح، ابن الله وابن يوسف النّجار."