لبنان
17 آذار 2023, 13:30

الأشمندريت جورج يعقوب لبرنامج "لا تخف": أنطاكية تتقدّس بالاستشهاد اليوميّ وستبقى ثابتة على صخرة الإيمان

تيلي لوميار/ نورسات
في إطلالة إعلاميّة حملت أبعادًا إنسانيّة روحيّة واجتماعيّة ومعيشيّة وتناولت معاني الصّوم الحقيقيّة، وحملت عنوان "بنورك نعاين النّور"، أطلّ مدبّر دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت جورج يعقوب ضمن برنامج "لا تخف" مع الخوري شربل الخوري على شاشة تيلي لوميار- نورسات، من كنف دير سيّدة البلمند البطريركيّ.

بداية، تحدّث الخوري شربل الخوري في مقدّمته عن الصّوم، وأهمّيّة العمل الإغاثيّ الّتي قامت به الكنيسة تجاه شعبها المتضرّر جرّاء الزّلزال وحكمة ومواقف البطريرك يوحنّا العاشر ومحبّته لأبنائه، وما عنونته الصّحف المحلّيّة والعربيّة والعالميّة تجاه لغة التّضامن الّتي تكرّست مع ندائه.

بعدئذ، أجاب الأرشمندريت جورج يعقوب على محاور الخوري شربل الخوري واستهلّ الإجابة بالحديث عن الصّوم، وقال: "إنّ الصّوم يحثّ الإنسان على العودة للحياة الفردوسيّة والحياة مع الله، الصّوم هو رحلة روحيّة تدعونا إلى عيش النّقاوة والحياة الحقيقيّة مع يسوع المسيح. الصّوم هو أن يتحسّس الإنسان مع أخيه الفقير، المهمّش، المحتاج. الصّوم هو أن يبتعد الإنسان عن ارتكاب أفعال الرّذيلة والاتّهامات والأحقاد وأن يتحلّى بفضيلتي التّواضع والتّجدّد."

وتابع: "يقول صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر: "إنّ كنيسة أنطاكية هي كنيسة شاهدة شهيدة"، أقتبس هذا القول لغبطته لنؤكّد أنّ أنطاكية تشهد للإيمان الّذي أسّسه الرّسل، وفي أنطاكية دعي التّلاميذ مسيحيّين، نعم إنّها كنيسة شهيدة منذ زمن الرّسل إلى اليوم لأنّها تدرك أنّ الاستشهاد اليوميّ يقدّسها، ويبقيها ثابتة على صخرة الإيمان رغم الأزمات والزّلازل وكلّ الصّعاب".

أضاف: "إنّ الزّلزال الّذي ضرب أنطاكية ولواء الإسكندرون وسوريا ربّما كان بمثابة تجربة استطاع خلالها النّاس أن يظهروا تعاضدهم، إنسانيّتهم محبّتهم لبعضهم البعض، وبالفعل هذا ما لمسناه منذ اللّحظة الأولى الّتي أطلق فيها غبطته نداء الاستغاثة، فوجدنا فسيفساء بالعمل التّضامنيّ والإنسانيّ من كلّ الأبرشيّات في بلاد الوطن والانتشار، فتحوّلنا جميعًا إلى خليّة نحل من أجل أن نكون يدًا واحدة في مجابهة الأزمة الّتي نتجت عن الزّلزال المدمّر".

وأردف: "نعم، إنّ فلس الأرملة هو الّذي أغنى الصّندوق وبتكاتفنا سنحقّق الكرامة الإنسانيّة".

بعد ذلك، تحدّث الأرشمندريت جورج يعقوب عن الزّيارة الاستفقاديّة الّتي قام بها البطريرك يوحنّا العاشر إلى أبرشيّتي اللّاذقيّة وحلب وما أرسته من اطمئنان ومحبّة وسلام في نفوس المؤمنين.  

كما تحدّث عن العمل الإغاثيّ في البلمند والمراحل الّتي مرّ بها، مقدّمًا للخوري شربل الخوري مجموعة كتب تخطّ تاريخ التّلّة البلمنديّة.

في السّياق، أطلّ في المحور الثّاني من الحلقة د. وليد داغر عضو لجنة الإغاثة البطريركيّة ود. في جامعة البلمند، رئيس قسم المؤسّسات في كلّيّة عصام فارس للتّكنولوجيا ليتحدّث عن الزّيارة الاستفقاديّة الّتي قامت بها اللّجنة إلى أنطاكيا ولواء الإسكندرون ومعاينة الوفد الموفد لآلام النّاس وأوجاعهم.

وعلّق د. وليد داغر على الزّيارة الّتي قام بها مع الوفد بالقول: "كان القلق ينتابنا تجاه أوضاع إخوتنا هناك، وكنّا نشعر بحزن تجاه ما رأيناه في الصّور من مأساة ودمار، لكن عندما زرناهم، استمدّينا منهم التّعزية وتشدّدنا بإيمانهم وثباتهم، وجدنا في داخلهم صورة مغايرة تمامًا لما كنّا نتوقّعه، وجدنا أنّ الهمّ الأوّل والأساس بالنّسبة إليهم الكنيسة، فشعرنا أنّنا فعلاً برحلة إيمان وحجّ وهذه هي أنطاكية العظمى".

الحلقة الرّوحيّة المثمرة زيّنتها ترتيلة "بالله يا أنطاكية" وتخلّلتها أيضًا مداخلة مع مدير دائرة العلاقات المسكونيّة والتّنمية في البطريركيّة الأرشمندريت ملاتيوس شطاحي حيث تحدّث بإسهاب عن عمل الدّائرة في سائر المحافظات والمدن السّوريّة الّتي تضرّرت جرّاء الزّلزال.  

وسبقت الحلقة جولة للخوري شربل الخوري على أرجاء الدّير حاملاً من هذا المكان المقدّس أعظم زوّادة روحيّة، هي عبير أنطاكية ورائحة النّور.