دينيّة
27 شباط 2018, 14:00

الإضطهاد الأرضيّ.. راحة سماويّة

ماريلين صليبي
لأنّهم بشّروا بكلمة الرّبّ، نالوا جزاءً عنيفًا.. لأنّهم يؤمنون بالثّالوث الأقدس، تلقّوا أقسى أنواع العقاب.. لأنّهم ببساطة مسيحيّين، يتحمّلون العذابات...

 

هو اضطهاد يطال بشدّته منطقة صغيرة وفقيرة تحمل إسم كادونا تقع في شمال نيجيريا. هناك، حيث السّعي الدّائم وراء لقمة العيش، يعاني أبناء المسيح أفظع الأوجاع.

قد يدمع القلم وهو يحاول نقل الصّورة الأليمة لواقع المسيحيّين في نيجيريا، فالرّكلات تساند العصي في ضرب أبرياء ذنبهم الوحيد أنّهم ناشرون لكلمة الحقّ.

قد لا يكتفي الألم عند هذا الحدّ، بل يتربّع الحرق ملكًا شرّيرًا ومستبدًّا على عمليّة الاضطهاد، فالنّار القاتلة تغرس مخالبها الشّرسة في أجساد بريئين تحوّلوا رمادًا على مذبح الرّبّ.

النّيران إذًا تآكلت قلوبهم الطّيّبة وعقولهم الطّاهرة وغيّبت صدى مجاهرتهم بالإيمان، غير أنّ الموت مع المسيح ولادة، ولادة في الفردوس حيث الفرح والمحبّة.

المسيح إذًا يحوّل الشّهادة إلى عرس، فمأساة المسيحيّين في العالم لا تضيع ولا تغيب ولا تضمحلّ من دون أن يقدّرها الرّبّ ويرفعها. فالدّمعة الأرضيّة ضحكة سماويّة والوجع الأرضيّ راحة أبديّة والصّرخة الأرضيّة هناء سرمديّ.

من أجل المسيحيّين في نيجيريا والعالم، نرفع يا ربّ الصّلوات لكي تُدخل أرواح الشّهداء إلى البيت السّماويّ وتقوّي عزيمة المضطهَدين وتثبّتهم في الإيمان.