الإعلاميّ بسّام برّاك في كلمة التّقديم للمؤتمر الإعلاميّ الثّاني "الإعلام المسيحيّ... نحو الاتّحاد"
"قراءة العنوان الرئيس لهذا المؤتمر الإعلاميّ وما يتخلّلُ كلمتَي "المسيحيّ والاتحاد" تُبيّن أنّ القارئ، صحافيًّا كان أم سياسيًّا أم روحيًّا ، يلمس بوضوح أنّنا لا نزال نسير نحو الاتحاد، أي بمعنًى آخر ، نحن لم نبلغه وعسانا نصيرُهُ ذات يوم.
بالفعل، نحن لم نبلغِ الاتحاد في الاعلام المسيحيّ ولو انّنا مسيحيّون إعلاما ورهبناتٍ وأحزابا ومدارسَ وجامعات نُعلِم وُنعلّم ونَعلمُ انّ لإعلامنا مكانةً في شرقنا ومجتمعنا، وأثرًا في الحرب والسلم في الانكسار والانتصار، ولكن ليس المشهد الاعلامي المسيحيّ ملتقيًا في سبيل واحد عندما يعتمل الوجعُ أخوتنا المسيحيين في الجسم العربيّ المترهّل أو حين تُحزُّ الأعناقُ بأيدٍ ترتدي السكين لغة في وطننا ، فترانا في مشهدنا الإعلاميّ من لبنان الى الجوار نغلو الا أننا نلغو بمصطلحات ومفردات غير منسجمة تثبتُ أننا غير متفقين على توصيفٍ إعلاميّ لنقل الواقع وتغييره بل غير قادرين على جبه اللحظة بمشهديّة إعلاميّة مسيحيّة تنهض بها المؤسّسات ذات البذور المسيحيّة أسياسة كانت أم اجتماعيّة أم دينيّة.
من هنا، يأتي هذا المؤتمر الثاني للإعلام المسيحيّ اليوم بدعوة مشكورة من مجموعة تيلي لوميير ونور سات وبمحاوره الأربعة المتتالية محاولا لمَّ شملِ إعلامنا المسيحيّ وقرعَ جرسِ الدعوة إلى ترتيب البيت الإعلاميّ المسيحيّ ،بكلمة "الاتّحاد". كلمة تحمل في أربعة من حروفها دلالات وهي: إيمان بوجوب الاتحاد، توق لتحقيقه، حلم به، و درب صعبة سنسيرها لنصل اليه، إن بورقة عمل يخطّها المؤتمرون بصيغة واضحة لا مكرَّرة ولا مكرِّرة لِما تنتهي اليه المؤتمرات ، وإن، وهنا الأهمّ- إيماننا نحن الإعلامييّن ومَن حولنا في الشأن العامّ ، بأنّ الايمان المسيحيّ والرجوعَ إليه والركون إلى الله والابن والروح القدس في أي موقف إعلاميّ قادرٌ على نقل إعلامنا اللبناني والعربي المسيحي من جبل إلى جبل ، من جبل التظاهر بالاتّحاد الى الاتّحاد الظّاهرة لثني التفرّق في ما بيننا، ولنكون شهودًا لا بالكلِم بل بالفعل، ونحقق وسائل إعلاميّة تنتسبُ معنويّا ليس فحسب إلى وزارة يعرف وزيرُها اليوم جوهر الأداء الإعلاميّ ودلالاتَه ، ولا إلى مركز كاثوليكيّ للإعلام يبارك من قريب رسالتَها ولا إلى مجلس وطنيّ يراقب من بعيد أداءَها بل تنتسب إلى شهادة حقّ بالله وكنيستِه المظلّة اليوم مؤتمرنا ببركة من أصحاب الغبطة بطاركة الشرق وبرعاية من غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالأب عبده أبو كسم مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام نحيّي حضوره بيننا وحضور وزير الإعلام العزيز الأستاذ ملحم رياشي والشخصيات السياسية وممثلي الأحزاب والإعلاميّين والروحيّين وأصدقاء تيلي لوميير ونورسات والمسؤولين فيهما".
