الفاتيكان
16 تشرين الأول 2025, 05:55

البابا: إن غاب لهيب المحبّة فقدت الأعمال معناها

تيلي لوميار/ نورسات
عن سهولة درب المحبّة وجماله وعن "المحبّة ليست شيئًا يُكتسب بالجهد، بل تُمنح كعطيّة"، استفاض البابا لاون الرّابع عشر في كلمته إلى الرّاهبات الأوغسطينيّات، خلال استقبالهنّ صباح الأربعاء في الكرسيّ الرّسوليّ.

وبجوّ من المحبّة، قال البابا في هذه الكلمة بحسب ما نشر "فاتيكان نيوز": "لقد جئتنَّ إلى روما في هذا العام المقدّس لتعشنَ لحظة لقاء مع الرّبّ، وأرى أنّه قد ملأ قلوبكنّ بالفرح. يوضح القدّيس تومازو دي فيلانويفا، في شرحه لمناجاة القدّيس أوغسطينوس، مصدر هذا الفرح قائلاً: "أأنتَ، يا ربّ، شيءٌ وجزاؤك شيءٌ آخر؟ لا، بل أنتَ نفسك الجزاء الّذي لا يُقاس".

ولكي نلتقي بالرّبّ في الحياة الّتي اعتنقناها بفرح، يجب علينا، كحجّاج، أن نسلك طريقًا. صحيح أنّ هناك طرقًا كثيرة، لكنّها جميعًا تختصر في اثنتين: "الرّحمة والحقّ". فعبر هذين الطّريقين نسير نحو الرّبّ، ونخدم مثل مرتا في أعمال الرّحمة، أو نرتاح مثل مريم عند قدمي يسوع لكي نتأمّل الحقّ.

ويقول لنا أسقف فالنسيا القدّيس إنّ هذه هي المسيرة الّتي يقدّمها لنا الإنجيل والرّسول بولس، مسيرة المحبّة: "يا درب المحبّة اللّذيذ!- يقول القدّيس- هل هناك ما هو أسهل وأجمل من أن نحبّ؟ […] إنّ درب المحبّة، سواء تجاه الله أو تجاه القريب، هو الأسهل على الإطلاق. فما أسهل هذا الدّرب! وما أجمله وأطيبه!". ولهذا فإنّ جميع الّذين بلغوا الغاية "قد وصلوا إليها عبر هذه المسيرة.

وهذه المحبة ليست شيئًا يُكتسب بالجهد، بل تُمنح كعطيّة. ويقول لنا القدّيس تومازو: "ومهما أعطاك الله من خيرات، إن لم يمنحك محبّته، فقد حجب عنك ذاته". وهكذا يصبح سفرنا ملموسًا انطلاقًا من القلب، لأنّ "الله لا ينظر إلى ما تفعل أو مقدار ما تعمل، وإنّما إلى مقدار ما تنمو في الرّغبة وفي محبّته، لأنّه وإن كان كلّ واحد سيُدان بحسب أعماله، إلّا أنّ وزن العمل هو محبّة القلب". بل أكثر من ذلك، إن غاب لهيب المحبّة فقدت الأعمال معناها وأصبحت "عبئًا على النّفس"، أمّا "حيث تكون المحبّة فلا يوجد ألم".

أيّتها الأخوات العزيزات، لنستدعِ الحماية الوالديّة لأمّنا سيّدة المشورة الصّالحة، ولنطلب شفاعة القدّيس تومازو دي فيلانويفا، الّذي أحبّ كثيرًا الرّسالة في أميركا، لكي نسير على درب الكمال هذا بصبرٍ وعزيمةٍ قويّة لكي نبلغ غايتنا."