البابا فرنسيس: إنّ اللّه يقود حياتنا دائمًا وسط المشاكل والآلام
وقال البابا: "إنّ الزّمن اللّيتورجيّ يدعونا في الأحد الثّالث من زمن المجيء إلى عيش الفرح والبهجة لأنّ اللّه قرر أن يغفر لشعبه، كما قال النّبيّ صفنيا في مخاطبته إلى أهالي أورشليم. لذا من الأهميّة بمكان أن يشعر الشّعب بامتنان فرح تجاه اللّه الّذي يريد أن يخلّص من يحبّهم، إنّ المحبّة الّتي يكنّها اللّه لشعبه شبيهة بحنان الأب تجاه البنين. إنّ كلمات النّبيّ صفنيا القائل "الرَّبُّ إِلهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ. يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحًا. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ"، تكتسب أهمية كبرى في وقت نستعدّ فيه للاحتفال بعيد الميلاد المجيد خصوصًا لأنّها تنطبق على يسوع، العمانوئيل، اللّه معنا. إنّ وجوده هو ينبوع الفرح وقد وجدت هذه الكلمات ملأها في بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء، هذه الشّابة الّتي كانت تقيم في الجليل وأضاء في قلبها اللّه شعلة السّعادة من أجل العالم بأسره. كما أن إعلان الملاك هذا موجّه اليوم إلى الكنيسة، المدعوّة إلى قبول الإنجيل ليصير جسدًا وحياة ملموسة.
إنّ القدّيس بولس الرّسول يحثّنا اليوم على عدم القلق ويدعونا لنجعل كلّ مطالبنا معروفة للّه من خلال الصّلوات والتّضرعات مدركيّن تمامًا أنّ الرّبّ لا يرفض تضرّعاتنا وهذا الأمر ينبغي أن يولد بداخلنا فرحًا كبيرًا. إنّ القلق والخوف ليسا قادرين على تجريدنا من الطّمأنينة المتأتّية من اليقين بأنّ اللّه يقود حياتنا بمحبّة وعلى الدّوام، حتّى في وسط المشاكل والآلام، وهذه الثّقة تغذّي الرّجاء والشّجاعة".