الفاتيكان
25 أيار 2021, 05:55

البابا فرنسيس: الإرتداد مسألة يوميّة ويتمّ دائمًا بالحوار

تيلي لوميار/ نورسات
أعرب البابا فرنسيس عن اتّحاده مع المشاركين في لقاء الصّلاة العالميّ في بداية السّنة الإغناطيّة للاحتفال بارتداد القدّيس إغناطيوس، آملاً في رسالة مصوّرة أن "يتمكّن جميع الّذين يستلهمون من القدّيس إغناطيوس والرّوحانيّة الأغناطيّة من أن يعيشوا حقًّا هذا العام كخبرة ارتداد".

وفي رسالته قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "في بامبلونا، ولخمسمائة سنة خلت، تحطّمت كلّ أحلام إغناطيوس الدّنيويّة في لحظة. إنَّ قذيفة المدفع الّتي أصابته غيّرت مجرى حياته ومسار العالم. يمكن للأشياء الّتي تبدو صغيرة في الظّاهر أن تكون مهمّة؛ وقذيفة المدفع هذه عَنت أيضًا أنّ إغناطيوس فشل في تحقيق الأحلام الّتي كان يريدها لحياته. لكن الله كان لديه حلمًا أكبر له؛ وحلم الله لأغناطيوس لم يكن يتمحور حول إغناطيوس، وإنّما كان يتعلّق بمساعدة النّفوس. كان حلم فداء، حلم خروج إلى العالم كلّه برفقة يسوع المتواضع والفقير.

الإرتداد هو مسألة يوميّة. نادرًا ما يحدث ذلك مرّة واحدة وإلى الأبد. بدأ ارتداد إغناطيوس في بامبلونا، لكنّه لم ينتهِ هناك. فقد ارتدَّ طوال حياته، يومًا بعد يوم. وهذا يعني أنّه وضع المسيح في محور حياته طوال حياته؛ وقد قام بذلك بالتّمييز. إنَّ التّمييز لا يقوم في النّجاح دائمًا من البداية، وإنّما في الإبحار وامتلاك بوصلة لكي نتمكّن من الانطلاق في مسيرة تحتوي على العديد من الاعوجاجات والانعطافات القاسية، نسمح فيها على الدّوام للرّوح القدس بأن يقودنا إلى اللّقاء مع الرّبّ.

في هذا الحجّ على الأرض نلتقي بالآخرين، كما فعل إغناطيوس في حياته. هؤلاء الآخرين هم علامات تساعدنا في الحفاظ على المسار ويدعوننا للارتداد مجدّدًا في كلِّ مرّة. إنّهم إخوة، ومواقف، والله يكلّمنا أيضًا من خلالهم. لنُصغِ إلى الآخرين، ولنقرأ المواقف. نحن أيضًا علامات طريق للآخرين، تُظهر درب الله. إنّ الارتداد يتمّ دائمًا بالحوار، في الحوار مع الله، والحوار مع الآخرين، والحوار مع العالم. أُصلّي لكي يتمكّن جميع الّذين يستلهمون من الرّوحانيّة الإغناطيّة من القيام بهذه الرّحلة معًا كعائلة إغناطيّة. وأُصلّي لكي يبلغ كثيرون آخرون إلى اكتشاف غنى هذه الرّوحانيّة الّتي منحها الله لإغناطيوس.

أبارككم من صميم القلب، لكي يكون هذا العام حقًّا مصدر إلهام للخروج إلى العالم، ومساعدة النّفوس، ورؤية جميع الأشياء جديدة في المسيح. وكذلك مصدر إلهام لكي نسمح للآخرين بأن يساعدوننا. لا أحد يخلُص بمفرده: إمّا أن نخلُص جميعًا في الجماعة أو لا نخلُص أبدًا. لا أحد يدلُّ الآخر على الطّريق، وحده يسوع هو الّذي يدلّنا على الطّريق. نحن نساعد بعضنا البعض بشكل متبادل في العثور على هذا المسار واتّباعه."