الفاتيكان
14 شباط 2018, 14:30

البابا فرنسيس: الحقّ الرّوحيّ لشعب الله بأن ينال كنز كلمة الله بوفرة

على ماذا يجيب الإصغاء للقراءات البيبليّة والّذي يمتدّ في العظة؟ سؤال طرحه البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعيّ، ويجيب: "الحقّ الرّوحيّ لشعب الله بأن ينال كنز كلمة الله بوفرة، وإنّ الرّبّ يتكلّم من أجل الجميع: رعاة ومؤمنين؛ ويقرع على باب الّذين يشاركون في القدّاس، كلّ بحسب وضع حياته وعمره وحالته. الرّبّ يعزّي ويدعو ويولِّد براعم حياة جديدة ومُصالحة."

 

تابع نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان": "لذلك يسمح الصّمت بعد العظة أن ترتاح البذرة الّتي نلناها في نفسنا لكي تولّد نوايا اتباع لما يقترحه الرّوح القدس على كلّ فرد. كيف يتابع القدّاس الإلهيّ بعد هذا الصّمت؟ يندرج جواب الإيمان الشّخصيّ في إعلان إيمان الكنيسة الّذي نعبِّر عنه في "قانون الإيمان". جميعنا نتلو "قانون الإيمان"، وإذ تتلوه الجماعة، يُظهر "قانون الإيمان" الجواب المُشترك لما سمعناه معًا في كلمة الله. هناك رابط حيويّ بين الإصغاء والإيمان. هذا الإيمان، في الواقع، لا يولد من خيال عقول بشريّة، وإنّما كما يذكِّر القدّيس بولس: "مِنَ السَّماع، والسَّماعُ يَكونُ سَماعَ كَلاَمٍ على المسيح" (روم ١۰، ۱۷). إنَّ الإيمان يتغذّى إذًا بالإصغاء ويقود إلى السّرّ. وهكذا فإنَّ تلاوة "قانون الإيمان" تحمل الجماعة اللّيتورجيّة على العودة إلى التّأمّل بأسرار الإيمان الكبيرة وإعلانها قبل الاحتفال بها في الإفخارستيّا.

يربط "قانون" الإيمان الإفخارستيّا بالمعموديّة الّتي ننالها باسم الآب والابن والرّوح القدس، ويذكِّرنا أنَّه بإمكاننا أن نفهم الأسرار في ضوء نور إيمان الكنيسة. إنّ الجواب على كلمة الله المقبولة بإيمان يظهر بعدها في النّوايا، والمعروفة باسم صلاة المؤمنين لأنّها تعانق حاجات الكنيسة والعالم. لقد أراد آباء المجمع الفاتيكانيّ الثّاني أن يُعيدوا هذه الصّلاة بعد الإنجيل والعظة لاسيّما في أيّام الآحاد والأعياد لكي "تُرفع، باشتراك الشّعب، ابتهالات من أجل الكنيسة المقدّسة، ومن أجل الّذين يتولوّن سلطة الحكم، ومن تُثقِّل كاهلهم شتّى الحاجات، ومن أجل جميع البشر، وكذلك طلبًا لخلاص العالم بأسره" (دستور في "اللّيتورجيّا المقدّسة"، عدد ٥۳). لذلك وبإرشاد الكاهن الّذي يفتتح ويختم، يُقدِّم الشّعب، إذ يمارس كهنوت المعموديّة، الصّلاة لله من أجل خلاص الجميع. بعد النّوايا توحِّد الجماعة صوتها قائلة: "استجبنا يا ربّ!"."

وفي ختام المقابلة العامّة، دعا إلى تذكّر قول يسوع: ""إِذا ثَبَتُّم فيَّ وثَبَتَ كَلامي فيكُم فَاسأَلوا ما شِئتُم يَكُن لَكم" (يوحنّا ١٥، ۷). ولكنّنا لا نؤمن بهذا لأنّنا قليلي الإيمان. لكن يقول لنا يسوع لو كان إيماننا كحبّة خردل فسننال كلَّ شيء. يقول لنا يسوع أيضًا: "أطلبوا تجدوا"، وصلاة المؤمنين هي الوقت لنطلب من الرّبّ في القدّاس الأمور الّتي نحتاج إليها وسننالها. قال الرّبّ "كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن"، وما كان جواب الرّجل الّذي توجّه إليه يسوع بهذه الكلمات، "آمنتُ، فشَدِّد إِيمانيَ الضَّعيف"، يمكننا نحن أيضًا أن نقول: "آمنتُ يا ربّ، فشَدِّد إِيمانيَ الضَّعيف"، وعلينا أن نرفع صلواتنا بهذه الرّوح: "آمنتُ، فشَدِّد إِيمانيَ الضَّعيف". وبالتّالي ينبغي على النّوايا الّتي يُدعى الشّعب الأمين للصّلاة من أجلها أن تكون صوتًا للحاجات الملموسة للجماعة الكنسيّة والعالم؛ ولذلك فإنّ صلاة المؤمنين الّتي تختتم ليتورجيّة الكلمة تحثّنا على تبنّي نظرة الله الّذي يعتني بجميع أبنائه".