الفاتيكان
18 كانون الأول 2019, 15:00

البابا فرنسيس: الشّيخوخة هي زمن حوار ونعمة

تيلي لوميار/ نورسات
"لا ينبغي اعتبار الأشخاص المسنّين عبئًا بل هم مورد وغنى، ويشير إلى ذلك إسهامهم في نشاطات العمل التّطوعيّ الّتي تشكّل فرصًا ثمينة لعيش بُعد المجانيّة"، هذا ما أكّده البابا فرنسيس خلال استقباله، الإثنين، أعضاء "الجمعيّة الوطنيّة للعمّال المسنّين" في الفاتيكان، في الذّكرى السّنويّة السّبعين لتأسيسها.

في كلمته لهم، دعا البابا المسنّين الّذين يتمتّعون بأوضاع صحّيّة جيّدة إلى تخصيص بضع ساعات من وقتهم للاهتمام بأشخاص في عوز، فـ"العمل التّطوّعيّ يمثّل خبرة تفيد مَن ينالها ومَن يقوم بها. وإنّ الالتزام بالعمل التّطوّعيّ يعزّز ما يُعرف "بالشّيخوخة الفاعلة".".

وأوضح الأب الأقدس- بحسب "فاتيكان نيوز"- أنّه من المهمّ "اعتبار المسنّين ليس كحاملي احتياجات فقط بل كحاملي "أحلام" أيضًا، فإنّ أحلامهمم مطبوعة بالذّاكرة وهي بالتّالي أساسيّة لمسيرة الشّباب". وأكّد في هذا السّياق على أنّ الشّيخوخة هي "زمن حوار" لأنّ "مستقبل شعب يستلزم حوارًا ولقاءً بين المسنّين والشّباب من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وجمالاً وتضامنًا. فالشّباب هم القوّة لمسيرة شعب، وإنّ المسنّين يعزّزون هذه القوّة بالذّاكرة والحكمة".

كما اعتبر البابا أنّ "الشّيخوخة هي زمن نعمة يجدّد فيه الرّبّ دعوته لنا: يدعونا للمثابرة على نقل الإيمان، ويدعونا للصّلاة وإلى الوقوف إلى جانب من هم في عوز. إنّ المسنّين، الأجداد يتمتعّون بقدرة فريدة ومميّزة على فهم الأوضاع الصّعبة، وحين يصلّون من أجل هذه الأوضاع، فإنّ صلاتهم قويّة! وإلى الأجداد الّذين نالوا بركة رؤية أبناء أبنائهم (راجع المزمور 128 ،6) توكل إليهم مهمّة كبيرة: نقل خبرة الحياة، تاريخ عائلة، جماعة وشعب". 

هذا ودعا الأب الأقدس إلى مواجهة ثقافة الإقصاء وإلى بناء مجتمع مختلف أكثر استقبالاً وإنسانيّة وإدماجًا، بخاضّة أنّه "يتمّ مرّات كثيرة إقصاء الشّباب لأنّ ليس لديهم عمل، ويتمّ إقصاء المسنّين بحجّة الحفاظ على نظام اقتصاديّ "متوازن" ليس محوره الشّخص البشريّ بل المال."