البابا فرنسيس: عيد جميع القدّيسين هو عيد العائلة
"تحدّثنا القراءة الأولى من سفر الرّؤيا عن السّماء وتضعنا أمام "جَمْع كَثير لا يُحصى، من كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسان". هؤلاء هم القدّيسون. وماذا يفعلون فوق؟ ينشدون ويسبِّحون الله بفرح.
نحن نتّحد بجميع القدّيسين وليس بأولئك المعروفين بحسب الرُّزنامة وحسب وإنّما أولئك الّذين يعيشون بقربنا أيضًا، أيّ أهلنا ومعارفنا الّذين ينتمون الآن إلى هذا الجمع الكثير. وبالتّالي فعيد اليوم هو عيد العائلة؛ والقدّيسون هم قريبون منّا لا بل هم إخوتنا وأخواتنا الحقيقيّين. ولذلك هم يدعوننا إلى درب السّعادة الّتي يشير إليها إنجيل اليوم الجميل والمعروف: "طوبى لِفُقَراءِ الرّوح... طوبى لِلوُدَعاء... طوبى لِأَطهارِ القُلوب..." ولكن كيف يكون ذلك؟ يقول الإنجيل طوبى للفقراء فيما يقول العالم طوبى للأغنياء. يقول الإنجيل طوبى للودعاء فيما يقول العالم طوبى للمُتجبِّرين. يقول الإنجيل طوبى لأطهار القلوب فيما يقول العالم طوبى للخبثاء والمحتالين. وبالتّالي يبدو أنَّ درب التّطويبات والقداسة هذه تحمل إلى الفشل والهزيمة. لكن بالرّغم من ذلك– تذكّرنا القراءة الأولى أيضًا– أن القدّيسين يحملون "بِأَيديهم سَعَف" أيّ علامات الانتصار.
لنسأل أنفسنا في أيّ جهة نقف: جهة السّماء أو جهة الأرض؟ هل نعيش من أجل الرّبّ أم أنّنا نعيش لأنفسنا، هل نعيش للسّعادة الأبديّة أو لإشباع آنيّ؟ لنسأل أنفسنا: هل نريد القداسة حقًّا؟ أم أنّنا نكتفي بأن نكون مجرّد مسيحيّين يؤمنون بالله ويقدِّرون القريب وإنّما بدون مبالغة؟ إنَّ الرّبّ يطلب كلَّ شيء، ويقدِّم الحياة الحقيقيّة. يقدّم كلّ شيء ويقدّم الفرح الّذي من أجله خُلقنا. وبالتّالي إمّا القداسة أو لا شيء بتاتًا!
واليوم، لا يطلب منّا إخوتنا وأخواتنا هؤلاء أن نصغي إلى إنجيل جميل مرّة أخرى وإنّما أن نعيشه ونسير على درب التّطويبات، فالأمر لا يتعلّق بالقيام بأمور خارقة وإنّما بأن نتبع يوميًّا هذه الدّرب الّتي تقود إلى السّماء، إلى العائلة وإلى البيت. وبالتّالي نحن اليوم نرى مستقبلنا ونحتفل بما وُلدنا من أجله: نحن وُلدنا لكي لا نموت أبدًا، نحن ولدنا لكي نتمتّع بسعادة الله! والرّبّ يُشجّعنا ويقول للّذين يسلكون درب التّطويبات: "اِفَرحوا وابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم".
لتساعدنا أمّ الله القدّيسة، سلطانة جميع القدّيسين لكي نسير بحزم درب القداسة؛ ولتُدخل، هي باب السّماء، أمواتنا الأعزّاء في العائلة السّماويّة."
وفي الختام حيّا الحجّاج وقال: "سأزور عصر الغد مدافن لاورنتينا في روما: أدعوكم لمرافقتي بالصّلاة خلال يوم الصّلاة هذا من أجل الّذين سبقونا في الإيمان ويرقدون بسلام. ولكم جميعًا أتمنّى عيدًا سعيدًا برفقة القدّيسين الرّوحيّة. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي".