الفاتيكان
26 كانون الأول 2019, 10:25

البابا فرنسيس في رسالته إلى روما والعالم: ليكن المسيح عونًا لشعب لبنان كي يتمكّن من الخروج من الأزمة الحاليّة

تيلي لوميار/ نورسات
أطلّ البابا فرنسيس ظهر الأربعاء من شرفة بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، ووجّه رسالته التّقليديّة إلى مدينة روما والعالم، لمناسبة عيد الميلاد، أكّد فيها أنّ "الله قد أعطى ابنه برحمة هائلة للجميع، إنّ هذا الطّفل الّذي وُلد من مريم العذراء هو كلمة الله الّذي صار جسدًا، الكلمة الّذي قاد بني إسرائيل في المسيرة من العبوديّة إلى الحرّيّة ويواصل دعوة عبيد كلّ زمن، واليوم أيضًا، إلى الخروج من سجونهم، كلمة أسطع من الشّمس تَجسّد في ابن إنسان صغير، يسوع نور العالم. ولهذا يعلن النّبيّ أشعيا "الشّعب السّائر في الظّلمة أبصر نورًا عظيم" (أش9، 1). إنّ هناك ظلمات في قلوب البشر وفي العلاقات الشّخصيّة والعائليّة والاجتماعيّة، في النّزاعات الاقتصاديّة والجيوسياسيّة والإيكولوجيّة، إلّا أنّ نور المسيح هو أكبر.

ليكن النّور للكثير من الأطفال الّذين يعانون من الحرب والنّزاعات في الشّرق الأوسط ودول أخرى في العالم، ليكن عزاءً لشعب سوريا الحبيب الّذي لا يرى بعد نهاية قتال مزّق هذا البلد خلال هذا العقد. ليهزّ ضمائر ذوي الإرادة الطّيّبة ويلهم الحكّام والجماعة الدّوليّة للتّوصّل إلى حلول تضمن الأمن والتّعايش السّلميّ بين شعوب المنطقة ويضع نهاية لمعاناتهم، فليكن المسيح عونًا لشعب لبنان كي يتمكّن من الخروج من الأزمة الحالّية ويعيد اكتشاف دعوته إلى أن يكون رسالة حرّيّة وتعايش متناغم بين الجميع. ليكن الرّبّ يسوع نورًا للأرض المقدّسة حيث وُلد مخلّصًا للبشر وحيث يستمرّ انتظار كثيرين، بمشقّة ولكن بدون يأس، أيّام سلام وأمن ورخاء. ليكن عزاءً للعراق الّذي يمرّ بتوتّرات اجتماعيّة، ولليمن الّذي يعاني من أزمة إنسانيّة خطيرة.

ليكن طفل بيت لحم الصّغير رجاءً للقارّة الأميركيّة بكاملها حيث تمرّ دول كثيرة بمرحلة اضطرابات اجتماعيّة وسياسيّة. فليعزِّ شعب فنزويلا العزيز المتضرّر لفترة طويلة من توتّرات سياسيّة واجتماعيّة ولا يفتقد هذا الشّعب لما يحتاج من مساعدات. ليبارك يسوع جهود مَن يعملون على تعزيز العدالة والمصالحة وتجاوز الأزمات المختلفة وأشكال الفقر الكثيرة الّتي تشكّل إهانة لكرامة كلّ شخص.

ليكن مخلّص العالم نورًا لأوكرانيا العزيزة المتطلّعة إلى حلول ملموسة من أجل سلام دائم، ولشعوب أفريقيا حيث تتواصل أوضاع اجتماعيّة وسياسيّة غالبًا ما تجبِر الأشخاص على الهجرة حارمةً إيّاهم من بيت ومن عائلة. ليكن سلامًا للشّعوب الّتي تعيش في المناطق الشّرقيّة في جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة المتألّمة بسبب نزاعات متواصلة، وعزاءً لمن يتألّمون بسبب العنف والكوارث الطّبيعيّة وحالات الطّوارئ الصّحّيّة. ليكن عزاءً للمضطهدين بسبب إيمانهم الدّينيّ، وخاصّة المرسلين والمؤمنين المختطفين وضحايا هجمات مجموعات متطرّفة، وبشكل خاصّ في بوركينا فاسو، مالي، النّيجر ونيجيريا.

ليكن ابن الله، حماية وسندًا لمن يُضطرون لهذه الأسباب ولأشكال الظّلم المختلفة إلى الهجرة راجين حياة آمنة، ما يضطرهم إلى عبور الصّحاري والبحار الّتي تتحوّل إلى مقابر، ما يضطرّهم إلى التّعرض لانتهاكات رهيبة وأشكال عديدة من العبوديّة والتّعذيب، الظّلم هو ما يدفعهم نحو أماكن يمكنهم أن يجدوا فيها الرّجاء في حياة كريمة، وما يجعلهم يجدون جدران اللّامبالاة.

ليكن عمّانوئيل نورًا للبشريّة الجريحة بأسرها، فليحنِّن قلوبنا المتحجّرة والأنانيّة غالبًا ويجعلنا أدوات لمحبّته. ليهب من خلال وجوهنا الفقيرة ابتسامته لأطفال العالم بأسره، المتروكين ومَن تعرّضوا للعنف، ليغطّي عبر سواعدنا الهزيلة الفقراء الّذين ليس لديهم ما يتغطّون به، ليهب الخبز للجياع والعلاج للمرضى. ليكن، بمرافقتنا البسيطة، قريبًا من الأشخاص المسنّين ومَن هم بمفردهم، من المهاجرين والمهمّشين. ليهب الجميع في يوم العيد هذا حنانه ويضيء ظلام هذا العالم".

وأكّد الأب الأقدس في الختام أنّنا جميعًا مدعوّون إلى منح رجاء للعالم بإعلاننا بالكلمات، وفي المقام الأوّل بشهادة حياتنا، أنّ يسوع سلامنا قد وُلد. ثمّ طلب البابا من الجميع ألّا ينسوا أن يصلّوا من أجله.