الفاتيكان
24 كانون الثاني 2023, 09:45

البابا فرنسيس: لا يمكن أن تكون هناك تنمية بشريّة متكاملة بدون تعليم

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما أكّده البابا فرنسيس في كلمة إلى متطوّعي جمعيّة "أعمال تعزيز محو الأمّيّة في العالم" خلال استقبالهم الإثنين، شاكرًا جميع المتعاونين مع الجمعيّة ومتطوّعيها وداعميها خلال سنواتها الخمسين، على ما حقّقوه من مشاريع في أكثر من ثمانين بلدًا.

في كلمته، تطرّق البابا فرنسيس إلى الرّسالة العامّة للبابا بولس السّادس "ترقّي الشّعوب" فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّنا حين نعيد قراءة هذه الوثائق الحبريّة العظيمة من ستّينيّات القرن الماضي، ما ينطبق أيضًا على الرّسالة العامّة "السّلام في الأرض" للبابا يوحنّا الثّالث والعشرين، فإنّنا ننتبه من جهة إلى كم هي معاصرة، ولكن من جهة أخرى ومع الأسف إلى أنّه لم يتمّ الإصغاء إليها، فصحيح أنّ كثيرين قد أعربوا عن اتّفاقهم بالكلمات، إلّا أنّ نموذج التّنمية لم يتغيّر عمليًّا حتّى اليوم. ويعني هذ أنّه ورغم ما تمّ تحقيقه من أعمال سخيّة وتضامنيّة كثيرة سواء على الصّعيد المدنيّ أو الكنسيّ فإنّه لم تتمّ إزالة أسباب تأخّر التّنمية."

وأضاف مشيرًا إلى أنّ عمل الجمعيّة يهدف إلى إزالة الأمّيّة، لافتًا على ضوء الرّسالة العامّة إلى ضرورة "أن تحتلّ التّربية في الأساس المحلّ الأوّل بين أهداف المخطّط الإنمائيّ. فالجوع إلى المعرفة لا يقلّ إيذاء عن الجوع إلى الطّعام"، مشيرًا هنا إلى شعار الجمعيّة "خبز التّربية".  

وتابع البابا فرنسيس أنّ "حلم الرّسالة العامّة "ترقي الشعوب" هو الحلم ذاته لرسالته العامة " Fratelli tutti"، إنه حلم الكنيسة، أو بالأحرى حلم الله الذي يريد عالما يمْكننا جميعا أن نعيش فيه كأخوة وأخوات بكرامة كاملة. وشكر ضيوفه على كونهم يتعاونون بعملهم اليومي في تحقيق هذا الحلم، الحلم بأخوّة وصداقة اجتماعية لا تقتصر على الكلمات. وأضاف أنهم بعملهم بالتعاون مع المرسلات والمرسلين العاملين على أرض الواقع يساهمون في بناء عالم منفتح ينعم فيه الجميع بالمرافقة في مسيرة حياتهم، لا فقط للحصول على الاحتياجات الأولية بل ليتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم.  

وفي ختام كلمته إلى متطوعي جمعية "أعمال محو الأمية في العالم" شجع البابا فرنسيس ضيوفه على السير قدما محافظين على جودة عملهم ومغذّين إيّاه دائمًا برحيق الإنجيل كي يحافظ الرّوح القدس على الإلهام والتّحفيز وأسلوب العمل حيّة".  

ثمّ تضرّع الأب الاقدس كي ترافق العذراء ضيوفه وتهبهم نعمة "التّوجّه مسرعين" إلى حيثما هناك حاجة إلى المساعدة. وبارك بعد ذلك الجميع وكلّ من يتعاون مع الجمعيّة وسألهم أن يُصلّوا من أجله.