البابا فرنسيس: لتكن جماعاتكم أماكن استقبال يجد فيها اللاجئون الفرصة للنّمو وحمل الثّمار
للأسف يجد العالم اليوم نفسه وسط نزاعات عديدة، كالحرب في سوريا والحروب المدنيّة في جنوب السودان وفي أماكن أخرى من العالم والتي يبدو بأنه لا يمكن حلّها. وهذا هو الهدف الذي من أجله يلعب لقاءكم هذا دورًا مهمًّا لتتأمّلوا وتتصرّفوا فيما يتعلّق بمسألة اللاجئين.
تابع الأب الأقدس يقول من خلال تنشئتكم اليسوعيّة أنتم قد دُعيتُم لتصبحوا "رفاق يسوع" ومع القديس إغناطيوس دي لويولا مرشدكم أُرسلتُم إلى العالم لتكونوا رجالاً ونساءً مع الآخرين ومن أجلهم. في هذه المرحلة الصعبة من التاريخ هناك حاجة كبيرة لأشخاص يصغون إلى صرخة الفقراء ويجيبون عليها بشفقة وسخاء.
في ختام اليوم العالمي للشباب في كراكوفيا، منذ بضعة أسابيع، قلت للشباب المُجتمعين هناك أن يتحلّوا بالشجاعة. وكمُتخرّجين من المدارس التي يديرها الآباء اليسوعيون، كونوا أنتم أيضاً شجعان في الإجابة على حاجات اللاجئين في الزمن الحاضر.
أضاف الحبر الأعظم يقول كتلاميذ للآباء اليسوعيين، وإذ تتعاملون مع المشاكل التي يختبرها اللاجئون، سيساعدكم أن تتذكروا جذوركم الإغناطيّة. وفيما تجتهدون في بلدانكم في فهم أسباب الحجرة القسريّة وفي خدمة اللاجئين، من الأهميّة بمكان أن تقدّموا إلى الرب "حريّتكم وذاكرتكم وذكائكم وإرادتكم بكاملها"؛ لأنّه وبمساعدتكم أيضًا ستتمكن الكنيسة من الإجابة بشكل كامل على مأساة اللاجئين البشريّة من خلال أعمال رحمة تعزّز إدماجهم في الإطار الأوروبي وأبعد منه أيضاً.
لذلك، تابع البابا فرنسيس يقول، أُشجّعكم على استقبال اللاجئين في بيوتكم وجماعاتكم لكي لا تكون خبرتهم الأولى في أوروبا تلك الخبرة المؤلمة بالنوم في البرد على الطرقات، وإنما خبرة الاستقبال الإنساني الدافئ. تذكّروا أنّ الضيافة الحقيقيّة هي قيمة إنجيليّة عميقة تُغذّي المحبّة وهي أكبر علامة طمأنينة لنا ضدّ أعمال العنف المقيتة. بالتعاون مع الهيئة اليسوعيّة لخدمة اللاجئين "JRS" جنّدوا رحمتكم وساعدوا في تحويل هذا الوضع في الإطار التّربوي، وبهذه الطريقة ستبنون أوروبا أقوى ومستقبلاً منيرًا للاجئين. قد تشعرون أحياناً أنكم وحدكم فيما تحاولون أن تجسّدوا الرحمة في الأعمال، لكن اعرفوا أنّكم توحّدون عملكم هذا بعمل العديد من المنظمات الكنسية التي تعمل في المجال الإنساني والتي تكّرس ذاتها فقط للمقصيين والمهمّشين. لكن من الأهميّة بمكان أيضاً أن تتذكروا أن محبّة الله ترافقكم في عملكم هذا، وأنكم عينا الله وفمه ويداه وقلبه في هذا العالم.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أشكركم لأنّكم دخلتم في المسائل الصعبة التي يطرحها استقبال اللاجئين، لقد فُتحت لكم أبواباً كثيرة بفضل التّنشئة التي نلتموها من اليسوعيين، فيما لا يزال اللاجئون يجدون العديد من الأبواب المغلقة. لقد تعلّمتم كثيراً من اللاجئين الذين التقيتم بهم، وإذ تعودون من روما إلى بيوتكم أحُثّكم كي تساعدوا في تحويل جماعاتكم إلى أماكن استقبال يجد فيها أبناء الله الفرصة ليس للبقاء أحياء وحسب وإنما للنمو وحمل الثمار أيضاً. وفيما تتابعون في عملكم هذا لتُأمّنوا الاستقبال والتعليم للاجئين فكروا بالعائلة المقدّسة وفي لجوئها إلى مصر هربًا من العنف وكيف وجدت لها مأوى بين الغرباء، وتذكّروا أيضاً كلمات يسوع هذه:"لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني" واحملوها معكم وفي تصرفاتكم.