الفاتيكان
29 نيسان 2024, 11:45

البابا فرنسيس للنساء في سجن جيوديكا: لكُنّ مكانةً خاصّةً في قلبي

تيلي لوميار/ نورسات
زار بابا فرنسيس سجن جيوديكا للنّساء في أوّل محطّة له في البندقيّة يوم الأحد 28 نيسان (أبريل)، وذلك خلال زيارة ليومٍ واحد، تابعت مراحلها "أخبار الفاتيكان".

 

وإلتقى البابا هناك بأكثر من 80 شخصًا من النزيلات، والموظّفين والأمن والمتطوّعين. حيّا كلّ الجميع فردًا فردًا بعد أن ألقى كلمةً مختصرةً، واستمع بانتباه إلى مجموعات منهم وهم يتقدّمون لشكره وتقديم الهدايا التي صنعوها للمناسبة.

وأوضح الأب الأقدس في كلمته كيف كان يرغب في أن يكون معهم في هذا الحدث الأوّل من زيارته البندقيّة ليؤكّد لهم أنّ لهم " مكانةٌ خاصّةٌ " في قلبه، وتمنّى أن يتمّ اختبار هذه اللحظة ليس باعتبارها " زيارة رسميّة "بل كلقاء خاصّ معًا" حيث، بفضل اللّه ، يمكننا أن نمنح بعضنا بعضًا الوقت والصّلاة والقرب والمودّة الأخويّة، ما يسمح بإثراءٍ متبادَل ثمين.

وأضاف: اللّه يعرف كلَّ واحد منّا ولدى كلٍّ منّا ما هو فريد نقدّمه ونتلقّاه ليفيدنا جميعًا. الربّ هو الذي يجمعنا، ولو اختلفت الطرق التي أتينا منها، وبعضها "مؤلمٌ للغاية"، بسبب الأخطاء الّتي أدّت إلى جروح يحملها كلٌّ واحدٌ في داخله.

وأعرب قداسته عن "الواقع القاسي" الذي تعاني منه السجينات بسبب الاكتظاظ ونقص المرافق والموارد وحوادث العنف التي تزيد من صعوبة الواقع، وفي الوقت عينه، أشار إلى أنّ السجن يمكن أن يوفّر أيضًا وقتًا للولادة الأخلاقيّة الجديدة...حيث تتعزّز كرامة الشخص من خلال الاحترام المتبادل ورعاية المواهب والقدرات التي يتمتّع بها.  

وقال البابا: "في بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه المواهب خاملةً أو معزولة " بسبب تحدّيات الحياة، لكنْ " يمكن أن تعود إلى الظّهور من أجل خير الجميع"، مع الاهتمام والمثابرة الواجبين. وأضاف "لا أحد يستطيع أن ينزع من آخر كرامته الإنسانيّة...ويمكن أن يسمح الوقت وراء القضبان ببدايات جديدة من خلال "إعادة اكتشاف الجمال غير المكتشف فينا وفي الآخرين، كما يرمز إليه الحدث الفنّيّ الذي تستضيفونه والمشروع الذي تساهمون فيه بنشاط" (بينالي البندقيّة للفنون 2024) وتابع قائلُا: يمكن للسجن أن يصير موقع عمل لإعادة بناء الحياة، من خلال التفكير في حياة المرء والتخلّص بشجاعة ممّا ليس ضروريًّا أو ضارًّا أو خطيرًا. وأضاف أنْ من خلال التخطيط، يمكن البدء من جديد، وإنشاء أساس جديد، وفي ضوء الخبرة، يمكن إعادة البناء حجرًا عقب حجرٍ بكلّ عزيمة.

شدّد البابا على أهمّيّة أنّ توفّر أنظمة السجون إمكانيّات "للنموّ البشريّ والروحيّ والثقافيّ والمهنيّ" التي تدعم "إعادة الإدماج الصحّيّ" في المجتمع، وتوفّر "إمكانيّات جديدة" من شأنها أن تعود بالنفع على الجميع.

وأشار إلى أنّنا جميعًا ارتكبنا أخطاءٌ يجب أن نغفرها لبعضنا البعض، وعندنا جميعًا جروح لا بدّ من أن تلتئم، وبالتالي يستطيع الشخص منّا عندما ينال المغفرة أو الولادة الجديدة أو الشفاء من جروحاته، أن يهب ممّا ناله للآخر، لا سيّما الثقة والأمل في المستقبل وفي الختام، حثّ البابا الجميع على تجديد ثقتهم بالمستقبل، والتطلّع إليه بأمل ورجاء".  

قبل مغادرته، قدّم البابا أيقونات الأمّ العذراء والطفل يسوع لنزيلات السجن والعاملين فيه داعيًا إيّاهم إلى النظر إليها كما هي في الحقيقة: "أمّ الحنان".  

ثمّ تقدّمت مجموعات من السجينات لتحيّة الأب الأقدس وقدّمن له كلمات الامتنان وأعربن عن أملهنّ في مستقبل أفضل لهنّ وللعالم.