الفاتيكان
07 تشرين الثاني 2025, 09:45

البابا للرّاهبات: لمواصلة بذل الذّات في المحبّة بشجاعة ومثابرة

تيلي لوميار/ نورسات
في لقائه مع المشاركات في المجمع العامّ لراهبات يسوع ومريموراهبات القدّيس كارلو بوروميو المرسلات، السّكالبيرينيّات، دعا البابا لاون الرّابع عشر إلى تخصيص فسحة كبيرة للصّلاة والصّمت خلال جميع مراحل أعمالهنّ، والتّحلّي بشجاعة مؤسّسي الجماعتين.

البابا الّذي استقبل الرّاهبات صباح الخميس في الفاتيكان، لم يبخل عليهنّ بكلمة مشجّعة ومثمّنة لرسالتهنّ، فقال لهنّ بحسب "فاتيكان نيوز": "أنتنَّ تنتمين إلى جماعتين وُلدتا، على الرّغم من اختلاف الظّروف، من نفس المحبّة للفقراء: نحو الشّابّات اللّواتي يعشن في ظروف صعبة، من قِبل القدّيسة كلودين تيفينيه وراهبات يسوع ومريم؛ ونحو المهاجرين، من قِبل القدّيس جيوفاني باتيستا سكالبريني، والطّوباويّة أسونتا ماركيتي، والمكرّم دون جوزيبي ماركيتي، مؤسّسي راهبات القدّيس كارلو بوروميو المرسلات، السّكالبيرينيّات.

إنّ الموضوعين اللّذين اخترتُنَّهما لمجمعكما العامّين- " إذا يسوع نفسه قد دنا منهما" (لوقا ٢٤، ١٥) و"حيثما ذهبتِ أذهب" (راعوت ١، ١٦)- هما متكاملان في التّعبير عن ديناميكيّات تأسيس جماعتيكنّ. ففيها، في الواقع، تُقارَن مبادرة الله وجواب الإنسان. في إنجيل القدّيس لوقا، نرى يسوع ينضمّ إلى تلميذي عمّواس ويسير معهما، ليقودهما إلى التّعرّف عليه في كسر الخبز ويجعلهما رسولين لقيامته؛ وفي سفر راعوث، نرى الشّابّة الموآبيّة الّتي، على الرّغم من قدرتها على ذلك، لم تتخلّ عن حماتها العجوز نعمي، الّتي بقيت وحيدة، بل تبعتها إلى أرض غريبة، لتعتني بها حتّى النّهاية.

لم تكن ظروف بداياتكنّ سهلة. نتذكّر مأساة الثّورة الفرنسيّة بالنّسبة للقدّيسة كلودين ومأساة الهجرة الجماعيّة بالنّسبة للمطران سكالبريني، ودون جوزيبي والأمّ أسونتا. ومع ذلك، لم يتراجع أيّ منهم، ولم ييأس، حتّى في مواجهة الصّعوبات الّتي نشأت بعد التّأسيس. وسرّ هذه الأمانة يكمن تحديدًا في اللّقاء مع يسوع القائم من بين الأموات. من هناك بدأ كلّ شيء بالنّسبة لهم وكذلك بالنّسبة لكنَّ. من هناك نبدأ ومن هناك ننطلق مجدّدًا، عند الضّرورة، لمواصلة بذل الذّات في المحبّة بشجاعة ومثابرة.

وإذا كان هذا صحيحًا دائمًا، فهو صحيح بشكل خاصّ جدًّا خلال المجمع العامّ، حيث ينضمّ إليكنّ يسوع ويسير معكنّ ليساعدكنّ على إعادة قراءة تاريخكنّ، في نور فصحه. ليكن هو دائمًا في المحور خلال هذه الأيّام: امنحن فسحة كبيرة للصّلاة والصّمت، خلال جميع مراحل أعمالكنّ. في المجمع، تُفهم أهمّ الاستنارات "بالرّكوع"، وما ينضج في قاعات المجمع يحتاج إلى أن يُزرع ويُمحص أمام بيت القربان وفي الإصغاء إلى الكلمة. من خلال الإصغاء إلى الرّبّ فقط نتعلّم أن نصغي حقًّا إلى بعضنا البعض.

وهكذا فقط، على مثال راعوث، تصبحنَ قادرات أكثر فأكثر على "البحث عن وجه الله في الأخ والأخت المحتاجين"، لا بل على أن ترَينَ فيهم "وعدًا، ورجاءً، وظهورًا للحضور الإلهيّ، لفتة من الله الّذي مجده هو الإنسان الحيّ". وهذا الأمر يتطلّب الشّجاعة، لكي نسمح لحضور المتألّمين بأن يثيرنا، بدون أن نخاف من أن نتخلّى عن ضماناتنا ونغامر إذا طلب الرّبّ ذلك، في دروب جديدة. هذا أيضًا جزء من مهمّتكنّ كمشاركات في المجمع العامّ.

أدعوكنّ، أيّتها الأخوات العزيزات، إلى عيش هذه الأيّام في إصغاء متواضع إلى الله وانتباه شجاع لاحتياجات الآخرين. وبينما أعرب لكنّ عن شكري العميق لما تفعلنه في أجزاء كثيرة من العالم، وأعدكنّ بأن أذكركنَّ في صلاتي وأبارككنّ من كلّ قلبي."