الفاتيكان
06 تشرين الثاني 2023, 07:50

البابا فرنسيس: هل نهتمّ فقط بالظّهور خالين من العيوب من الخارج، أم نهتم بحياتنا الدّاخليّة بصدق القلب؟

تيلي لوميار/ نورسات
تلا البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ مع المؤمنين في ساحة القّديس بطرس في الفاتيكان، وقبل الصّلاة ألقى كلمة قال فيها بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز":

"نسمع من الإنجيل الذي تقدّمه لنا اللّيتورجيا اليوم بعض كلمات يسوع عن الكتبة والفرّيسيين، أيّ قادة الشّعب الدّينيّين. وإزاء هذه السّلطات، يستخدم يسوع كلمات قاسية جدًا، "لأنَّهُم يَقولونَ وَلا يَفعَلون" و"جَميعُ أَعمالِهِم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النّاسُ إِلَيهِم". لنتوقّف إذن عند هذين الجانبين: المسافة بين القول والفعل، ومن ثمَّ أولويّة الظّاهر على الباطن.

المسافة بين القول والفعل. بالنّسبة لمعلمي إسرائيل هؤلاء، الذين يدَّعون أنهم يعلمون الآخرين كلمة الله وبأن يتمَّ احترامهم كسلطات الهيكل، ينتقدُ يسوع ازدواجيّة حياتهم: هم يبشّرون بشيء، ولكنّهم يعيشون شيئًا آخر. إنّ كلمات يسوع هذه تذكّر بكلمات الأنبياء، ولاسيّما بكلمات أشعيا: "هذا الشّعب يتقرّب إليَّ بفمه ويكرّمني بشفتيه وقلبه بعيد مني". هذا هو الخطر الذي علينا أن نحذر منه: ازدواجيّة القلب، التي تعرّض للخطر حقيقة شهادتنا ومصداقيّتنا كأشخاص وكمسيحيّين.

جميعنا بسبب هشاشتنا، نختبر مسافة معينة بين القول والفعل؛ لكنَّ شيئًا آخر، هو أن يكون لديك قلب مزدوج، وأن تعيش "بقدم واحدة في حذائين" بدون أن يكون لديك مشكلة في ذلك. ولاسيّما عندما نكون مدعوّين - في الحياة، في المجتمع أو في الكنيسة – لكي نشغل دور مسؤوليّة، لنتذكّر هذا: لا للازدواجيّة! بالنّسبة للكاهن أو للعامل الرّعويّ أو للسّياسيّ أو للمعلّم أو لأحد الوالدين، هذه القاعدة تنطبق على الدّوام: ما تقوله، وما تعظ به الآخرين، التزم أنت بعيشه أوّلاً. لكي نكون معلمين ذات سلطة، ينبغي علينا أوّلاً أن نكون شهودًا صادقين.

أمّا الجانب الثّاني فيأتي نتيجة لذلك: أولويّة الظّاهر على الباطن. في الواقع، في عيشهم في الازدواجيّة يشعر الكتبة والفرّيسيون، بالقلق من الاضطرار إلى إخفاء تناقضهم لكي ينقذوا سمعتهم الخارجيّة. في الواقع، لو عرف النّاس ما كان في قلوبهم حقًا، فسيشعرون بالخزيّ، ويفقدون كلّ مصداقيّتهم. ولذا فإنهم يفعلون أشياء لكي يظهروا أبرارًا، ومن أجل "حفظ ماء الوجه"، كما يقال. إنَّ "التّجميل والتّزيين" هو أمر شائع جدًا: هناك من يجمّلون وجوههم، ويجملون حياتهم، ويجملون قلوبهم... وهؤلاء الأشخاص "المُزيّنون" لا يعرفون كيف يعيشون الحقيقة. وفي كثير من الأحيان، نواجه نحن أيضًا تجربة الازدواجيّة.

أيّها الإخوة والأخوات، إذ نقبل هذا التّحذير من يسوع، فلنسأل أنفسنا أيضًا: هل نحاول أن نمارس ما نبشّر به، أم أنّنا نعيش في ازدواجيّة؟ هل نهتمّ فقط بالظّهور خالين من العيوب من الخارج، أم نهتم بحياتنا الدّاخليّة بصدق القلب؟ لنتوجه إلى العذراء القدّيسة: هي التي عاشت باستقامة وتواضع القلب حسب مشيئة الله، فلتساعدنا لكي نصبح شهودًا صادقين للإنجيل."