الفاتيكان
20 آذار 2020, 14:30

البابا فرنسيس يشرح كيف نعترف من دون كاهن

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البابا فرنسيس الصّلاة، خلال قدّاسه الصّباحيّ اليوم في كابيلا القدّيسة مرتا، على نيّة الأطبّاء في بيرغامو وتريفوليو وبريشا وكريمونا الّذين يبذلون حياتهم لكي يساعدوا المرضى ويُنقذوا حياة الآخرين، عقب أن تلقّى بالأمس رسالة من كاهن من بيرغامو يطلب لهم الصّلاة. كما شرح بعدها البابا للمؤمنين كيفيّة الاعتراف بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة عندما يكون صعبًا الوصول إلى الكاهن.

وفي هذا السّياق، حثّ البابا المؤمنين- على ضوء سفر النّبيّ هوشع- المؤمنين على التّحدّث مع الله لا كديّان وإنّما كأبٍ صالح يحبّ ويغفر على الدّوام فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "الله هو أبوك وليس الدّيّان، إنّه أبوك: "عُد وأصغي..."... هو ينتظرك. هذا هو حنان الله الّذي يكلّمنا ولاسيّما في زمن الصّوم، الزّمن الّذي نعود فيه إلى ذواتنا ونتذكّر الآب ونعود إلى أبينا.

قد يقول أحدكم: "لا يا أبتي، أنا أخجل من أن أعود لأنّني وكما تعرف لقد فعلتُ أمورًا كثيرة"، لكن ماذا يقول الرّبّ؟ "تُب، يا إِسرائيل، إِلى الرَّبِّ إِلَهِكَ. إنّي أَشفي ارتِدادَهُم، وَأُحِبُّهُم تَبَرُّعًا، لِأَنَّ غَضَبي فارَقَني. وَأَكونُ لاسرائيلَ كَالنَّدى، فَيُزهِرُ كَالسَّوسَن، وَيَمُدُّ عُروقَهُ كَلُبنان. وَتَنتَشِرُ فُروعُهُ، وَيَكونُ بَهاؤُهُ كَالزَّيتون، وَرائِحتُهُ كَلُبنان". عُد إلى أبيك الّذي ينتظرك وإله الحنان سيشفيك، سيشفيك من العديد من جراح الحياة والعديد من الأمور السّيّئة الّتي قمتَ بها.

ينبغي علينا أن نفكّر في هذا الأمر: علينا أن نعود إلى الله وإلى عناق الآب، وأن نفكّر بالوعد الّذي قطعه الله لأشعيا: "إن كَانَت خَطَايَاكُمْ كَالقِرمِزِ تَبيَضُّ كَالثَّلجِ. إِن كَانَت حَمرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ"؛ إنّه قادر أن يغيّرنا وهو قادر على تغيير قلوبنا ولكن علينا أن نقوم بالخطوة الأولى، علينا أن نعود وبالتّالي فهذا ليس ذهاب إلى الله لا! وإنّما عودة إلى البيت. وزمن الصّوم يشدّد دائمًا على توبة القلب هذه الّتي وبحسب العادة المسيحيّة تتجسّد في سرّ الاعتراف. إنّه الوقت لكي نسمح لله بأن يبيِّضنا وينقّينا ويعانقنا.

أعرف أنّ العديد منكم وبمناسبة عيد الفصح يذهبون للاعتراف لكي يستعيدوا لقاءهم مع الله. وقد يقول لي العديد اليوم: "لكن يا أبتي، أين يمكنني أن أجد كاهنًا ومعرِّفًا لأنّه لا يمكنني أن أخرج من البيت؟ وأنا أريد أن أتصالح مع الرّبّ، أريده أن يعانقني، أريد من أبي أن يعانقني... ولكي كيف يمكنني ذلك إن لم أجد كاهنًا لأعترف؟" إفعل ما يقوله لك تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، وهو واضح جدًّا: إن لم تجد كاهنًا لكي تعترف، تكلّم مع الله إنّه أباك وقل له الحقيقة: "يا ربّ لقد فعلتُ كذا وكذا... سامحني"، وأطلب منه المغفرة من كلِّ قلبك من خلال فعل النّدامة وعِده قائلاً: "سأعترف فيما بعد ولكنّني أطلب منك أن تغفر لي الآن"، وستعود فورًا إلى نعمة الله. يمكنك أن تقترب بنفسك من مغفرة الله بدون الحاجة إلى الكاهن كما يعلّمنا تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة.

فكّروا في هذا الأمر: إنّها اللّحظة المناسبة والفرصة الملائمة؛ بفعل توبة وندامة حقيقيّة يمكن لنفسنا أن تصبح بيضاء كالثّلج. سيكون جميلاً أن يتردّد اليوم في آذاننا صدى كلمة الله هذه "تُب"، "عُد إلى أبيك" هو ينتظرك وسيحتفل ويفرح لعودتك".

وفي الختام، دعا البابا المؤمنين إلى المناولة الرّوحيّة، رافعًا الصّلاة التّالية: "أسجد عند قدميك يا يسوعي وأقدّم لك توبة قلبي النّادم الّذي يغرق في ضعفه وفي حضورك المقدّس. أعبدك في سرِّ محبّتك وأرغب في قبولك في المسكن الفقير الّذي يقدّمه لك قلبي. وفيما أنتظر سعادة المناولة الأسراريّة، أريد ان أمتلكك بالرّوح. تعال إليّ يا يسوعي واجعلني آتي إليك، وليشعل حبّك كياني. أنا أؤمن بك وأرجو بك وأحبّك".