البابا فرنسيس يعود في تعليمه الأسبوعي إلى ميلاد يسوع في بيت لحم
وشرح البابا بداية أنّ "بيت لحم تعني "بيت الخبز"، وهناك وُلد يسوع، الخبز النّازل من السّماء لإشباع جوع العالم (راجع يوحنّا ٦، ٥١)." ثمّ توقّف عند ما كان قد أعلنه الملاك جبرائيل " فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية" (لوقا ١، ٣٢ – ٣٣)."
بعدها أضاء على إنجيل القدّيس لوقا حين قال: "وبَينَما هما فيها حانَ وَقتُ وِلادَتِها، فولَدَتِ ابنَها البِكَر، فَقَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ لأَنَّهُ لم يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ في الـمَضافة" (لوقا ٢، ٦ – ٧)، وعلّق قائلًا بحسب "فاتيكان نيوز": "لم يولد ابن الله في قصر ملكيّ إنّما في القسم الخلفيّ لبيت، في المكان الّذي توجد فيه الحيوانات. وهكذا يبيّن لنا الإنجيليّ لوقا أنّ الله لم يأت إلى العالم بإعلانات رنّانة، إنّما بدأ رحلته بتواضع. وإنّ الشّهود الأوائل لهذا الحدث هم بعض الرّعاة: أناس بسطاء، تنبعث منهم رائحة كريهة بسبب تواجدهم الدّائم بالقرب من الحيوانات، ويعيشون على هامش المجتمع. وعلى الرّغم من ذلك، فإنّهم يقومون بعمل عرّف من خلاله الله عن نفسه لشعبه (راجع تكوين ٤٨، ١٥؛ ٤٩، ٢٤؛ المزمور ٢٣، ١؛ ٨٠، ٢؛ أشعيا ٤٠، ١١). إختارهم الله كمتلقّي أجمل بشرى تردّد صداها في التّاريخ: "فقالَ لَهمُ الـمَلاك: "لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ فَرحَ الشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ. وإِلَيكُم هذِهِ العَلامة: سَتَجِدونَ طِفلًا مُقَمَّطًا مُضجَعًا في مِذوَد" (لوقا ٢، ١٠ – ١٢)."
وتابع: "المكان للذّهاب للقاء المسيح هو مذود. علم الرّعاة أنّه في مكان متواضع جدًّا مخصّص للحيوانات، ولد المسيح، وولد من أجلهم، ليكون مخلّصهم، راعيهم. إنّها بشرى تفتح قلوبهم على الدّهشة والتّسبيح والإعلان الفرح." وذكّر البابا فرنسيس في هذا الصّدد بما قاله في رسالته الرّسوليّة في معنى وقيمة المغارة الّتي تحمل تاريخ الأوّل من كانون الأوّل ديسمبر ٢٠١٩، مشيرًا إلى أنّه "على عكس أناس كثيرين يريدون القيام بأمور كثيرة، أصبح الرّعاة أوّل شهود لِمَا هو أساسيّ، أيّ للخلاص الّذي أُعطي. إنّ الأكثر تواضعًا وفقرًا هم الّذين عرفوا استقبال حدث التّجسّد".
وفي الختام، دعا "لنطلب نحن أيضًا نعمة أن نكون، مثل الرّعاة، قادرين على الدّهشة والتّسبيح أمام الله، وقادرين على الحفاظ على ما أوكله إلينا: المواهب، دعوتنا والأشخاص الّذين يضعهم بجانبنا. لنطلب من الرّبّ أن نعرف أن نرى في الضّعف قوّة الإله الطّفل الّذي جاء ليجدّد العالم ويبدّل حياتنا بمخطّطه المليء بالرّجاء للبشريّة كلّها".
ولم ينسَ في نهاية مقابلته أن يذكّر بضرورة الصّلاة من أجل السّلام لأنّ "الحرب هي هزيمة على الدّوام".