الفاتيكان
13 شباط 2024, 09:46

البابا فرنسيس يكتب مقدّمة كتاب عن عظات الطّوباويّ الشّهيد المطران إنريكي أنخيل أنجيليلّي

تيلي لوميار/ نورسات
تُصدر المكتبة ودار النّشر الفاتيكانيّة كتابًا بعنوان "في إصغاء إلى الله وإلى الشّعب"، يتضمن عظات الطّوباويّ الشّهيد الأرجنتينيّ المطران إنريكي أنخيل أنجيليلّي.

كتب البابا فرنسيس مقدّمة هذا الكتاب بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز" وتحدّث في البداية "عن كون كلّ واحد منّا، كلّ مؤمن، عطيّة ثمينة من الرّبّ، عطيّة للجميع وللكنيسة بكاملها، وذلك في زمن محدّد ومكان بعينه. نحن جميعًا، عطايا ملموسة للجميع في بساطة الحياة التي نعيشها. وكلّما كبرنا في صداقتنا مع الرّبّ ومع الآخرين كلّما خفّت المصاعب والأمور القاسية أو بالأحرى كلّما كفّت عن أن تكون عقبة أمام الشّركة.

الكنيسة ترى القدّيسين في الأشخاص الذين هم عطايا بشكل أوسع، بشكل جامع، ويُعلَن هؤلاء قدّيسين كي تصل حياتهم وصداقتهم إلى أشخاص وأماكن وأطر وأزمنة مختلفة عن تلك الأكثر قربًا منهم. إنّ القدّيسين هم أخوة يشبهون يسوع بشكل يجعل من الممكن أن يكونوا مرجعًا أكيدًا لجميع أبناء الله. الطّوباويّ الشّهيد إنريكي أنخيل أنجيليلّي كان ويظلّ عطيّة من الرّبّ للكنيسة في الأرجنتين وذلك كي نكون أكثر التصاقًا بالآب وبالأخوة، أكثر تشابهًا مع يسوع، وأكثر اتّحادًا فيما بيننا كأخوة وأخوات."

ثمّ تحدث البابا عمّا ميّز الطّوباويّ أنجيليلّي من حرّيةّ كبيرة ومحبّة عظيمة لكلّ شخص، فقال "لقد كان أسقفًا كاثوليكيًّا بالفعل، حيث كان متّحدًا بالكنيسة الجامعة في إصغاء وطاعة بنويّة للبابا، وفي التزام عنيد من أجل تطبيق توجيهات وتحفيزات المجمع الفاتيكانيّ المسكونيّ الثّاني." ووصف أسلوبه "بالجميل جدًّا، بل بالمؤثّر، في سرده للمؤمنين لقاءه مع البابا بولس السّادس خلال زيارة الأعتاب الرّسوليّة. وبالحماسة ذاتها، نقل الطّوباويّ الشّهيد نتائج اللّقاء والرّسائل التي تلقّاها من روما. وفي الوقت ذاته، ورغم المخاطر والمخاوف والتّهديدات، واصل الطوباوي مهمّته كراعٍ لقطيع عليه أن ينشر محبّة الله."

وتوقف البابا عند الاستشهاد فقال "إنّ الشّهيد يشهد على أنّه في حال كان القلب والعقل في الله تَنتح عن هذا تصرّفات مثل المحبّة الصّادقة للجميع ورفض السّعي لتحقيق مصالح خاصّة أو من أجل حياة مريحة بينما تكون على المحكّ حقوق وحياة الأشخاص الأكثر ضعفًا وتهميشًا، مَن هم في الضّواحي. المطران إنريكي أنخيل أنجيليلّي، وأيضًا عظاته التي يجمعها هذا الكتاب، يمكن أن يكون ينبوعًا للاستلهام والنّمو في تمييز إنجيليّ للتّحدّيات والأوضاع التي يُدعى كلّ واحد منّا إلى عيشها في الكنيسة أو في الحياة المهنيّة أو العائليّة. لقد كان المطران أنجيليلّي أيضًا راعي الأشخاص البسطاء، وقد ثمّن التقّوى الشّعبيّة المرتبطة بأماكن وأزمنة واحتفالات تلك الأرض وذلك الشّعب، وذلك من أجل تعزيز التصاق الشّعب، في وحدة وتضامن، بالمسيح وبالكنيسة الأم. عظات الطّوباويّ الشّهيد كانت بالفعل شعبيّة، كانت موجهة إلى الجميع ومتجذّرة في الأوضاع الفعليّة للحياة الاجتماعيّة، وذلك لإبراز أنّ الإنجيل ليس فكرة وأنّ الإيمان ليس معتقَدًا. فالإيمان بالمسيح هو معانقة علاقة تًغيِّر قلوبنا وعقولنا وكيفيّة نظرنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين. فالإنجيل يعني أن يُنظر إلينا وأن ننظر نحن بمحبّة."