الفاتيكان
31 أيار 2021, 05:55

البابا فرنسيس يلتقي في الأوّل من تمّوز في الفاتيكان بقادة الجماعات المسيحيّة في لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
أعلن البابا فرنسيس الأحد أنّه في الأوّل من تمّوز/ يوليو المقبل، سيلتقي في الفاتيكان بالقادة الرّئيسيّين للجماعات المسيحيّة الموجودة في لبنان، ليوم تأمُّل حول الوضع المقلق في البلاد وللصّلاة معًا من أجل عطيّة السّلام والاستقرار، موكلاً هذه النّيّة إلى شفاعة أم الله المُكرَّمة في مزار حريصا.

هذا الأمر أعلن عنه البابا، بحسب "فاتيكان نيوز"، بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ في ساحة القدّيس بطرس، طالبًا من المشاركين ومنذ هذه اللّحظة "مرافقة الاستعداد لهذا الحدث بصلاة تضامنيّة، طالبين مستقبلاً أكثر سلامًا لهذا البلد الحبيب".

وكان البابا فرنسيس قبيل الصّلاة قد ألقى كلمة قال فيها: "إنَّ هذا العيد الّذي نحتفل به بالله الآب والابن والرّوح القدس، هو سرٌّ أظهره لنا يسوع المسيح: الثّالوث الأقدس. نتوقّف اليوم للاحتفال بهذا السّرّ لأنّ هذه الأقانيم ليست صفات لله، بل هي أقانيم حقيقيّة ومختلفة عن بعضها البعض. هناك الآب الّذي أرفع إليه صلاتي بصلاة الأبانا والّذي منحني الفداء ومن ثمَّ هناك الرّوح القدس الّذي يقيم فينا وفي الكنيسة. وهذا السّرّ يحدِّث قلبنا ونجده في عبارة القدّيس يوحنّا الّتي تُلخِّص الوحي كلّه "الله محبّة". الآب هو محبّة والابن هو محبّة والرّوح القدس هو محبّة. وبقدر ما هو "محبّة"، فإن الله، على الرّغم من كونه واحدًا وفردًا، فهو ليس وحدة بل شركة. إنَّ الحبّ، في الواقع، هو في الأساس عطيّة الذّات، وفي حقيقته الأصليّة واللّامتناهية، هو الآب الّذي يهب نفسه بولادة الابن، الّذي يعطي نفسه بدوره للآب ومحبّتهما المتبادلة هي الرّوح القدس، الرّابط لوحدتهم.

لقد كشف لنا يسوع نفسه سرّ الثّالوث. وجعلنا نعرف وجه الله كأب رحيم، وقدَّم نفسه، إنسانًا حقيقيًّا، كابن الله وكلمة الآب. تحدَّث عن الرّوح القدس المنبثق من الآب والابن، روح الحقّ، الرّوح البارقليط، أيّ المعزّي والمحامي. وعندما ظهر للرّسل بعد قيامته، أرسلهم يسوع ليبشرّوا "جميع الشّعوب، ويعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدس".

إنّ عيد اليوم إذًا يجعلنا نتأمّل هذا السّرّ الرّائع للحبّ والنّور الّذي نأتي منه وإليه تتوق مسيرتنا الأرضيّة. في إعلان الإنجيل وفي جميع أشكال الرّسالة المسيحيّة، لا يمكن للمرء أن يتجاهل هذه الوحدة الّتي طلبها يسوع؛ إنَّ جمال الإنجيل يتطلّب منّا أن نعيشه ونشهد له في الوئام بيننا، نحن المختلفين تمامًا فيما بيننا. وهذه الوحدة هي جوهريّة للمسيحيّ: هي ليست موقف وإنّما هي جوهريّة لأنَّ الوحدة تولد من الحبّ ومن رحمة الله ومن البرِّ في يسوع المسيح وحضور الرّوح القدس في قلوبنا.

إنَّ مريم الكلّيّة القداسة، تعكس في بساطتها وتواضعها، جمال الله الثّالوث، لأنّها قبلت بيسوع بشكل كامل في حياتها. هي الّتي تعضد إيماننا وتجعلنا عِبادًا لله وخدّامًا لأخوتنا."

بعد تلاوة صلاة التّبشير، حيّا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وقال: "بالأمس في أستورجا، في إسبانيا، تمّ تطويب ماريا بيلار غولون إيتورياغا وأوكتافيا إغليسياس بلانكو وأولغا بيريز مونتيسرين نونيز. هؤلاء النّساء الثّلاث الشّجاعات، تشبُّهًا بالسّامريّ الصّالح، كرّسنَ أنفسهن للعناية بجرحى الحرب بدون أن يتخلَّينَ عنهم في لحظة الخطر، وقد قُتلن بسبب إيمانهنّ. لنحمد الرّبّ على شهادتهنَّ الإنجيليّة".

وخلص إلى القول "يُحتفل اليوم باليوم العالميّ لمرض التّصلّب العصبيّ المتعدّد وبيوم التّعزية الوطنيّ في إيطاليا. أعبّر عن امتناني لهذه المبادرات؛ ولنتذكّر على الدّوام أنّ القرب هو بلسم ثمين يقدّم الدّعم والتّعزية للّذين يتألّمون في المرض."